لوحات السورية يسوف في (زارة).. هشاشة الأحلام
الراي - رسمي الجراح- في طقوس غامرة بالحب والنقاء يشتبك الاطفال في لوحات الفنانة السورية ريم يسوف المعروضة في جاليري زارة.
حشدت يسوف عشرات اللوحات المتنوعة الاحجام بين المربعة والدائرية الشكل ومنحتها فضاء شعبيا لاطفال يلهون في مدى السطح التصويري فقط في حين وفي حقيقة الامر هم يلهون في مستقبل غامض حيث وجوههم مغلفة وعيونهم مغطاة بكتلة سوداء، وذلك لتاؤيل الحالة التي حضر بها الاطفال لرصد هشاشة احلام الطفولة.
جلبت يسوف طائرات ورقيه وكرات وقطط وكلاب وبيوت ونوافذ لحاراتها ولتبني بها مشهدياتها ولتثري الكتوين الفني لديها الى جوار التداخل في الاشكال المجردة من التفاصيل والتضاد اللوني وتجاور الظلال والاشكال لتؤسس لعوالم الطفل الحالم في السطح لا في الواقع المر.
تتخذ يسوف من العاب الاطفال مادة تصويرة للوحاتها وتنحى الى البساطة في التعبير عنها وتنشيء جماليات كثيرة وتحتفي بالاطفال ايما احتفاء تاركة فيهم وفي وجوههم رسائل كثيره للمتلقي ان يكتشف ما فيها.
الاشكال عند الفنانة مجرد ظلال وهو ما ارادت الفنانة توصيله لنا عبر لوحاتها حيث كل هذا الفرح وهذه الشقاوة ومجرد حلم يمحى بانقضاء الايام وبمجرد ان نضع قدمنا على سكة الشباب فالشيخوخه.
التاؤيل المتحصل من الفضاءات والمشهديات عند الفنانة هو ان الطقس المفعم بالفرح وصفاء سريرة الطفال الا ان كل ذلك مجرد طيف عابر ينقضي باسرع مما يتصورون بل وهم في غفلة وذلك واضح من تعمد الفنانة الى تغطية اعين الاطفال بكتل سوداء وفي حين ان الخيط الاسود الهش والمتقطع الممتد من اليد الى الحارة الى السماء ما هو الا خيط هارب لا يلظم الحياة ولا يرمم ارواح الاطفال.
تكتفي يسوف بمجموعة لونيه لا تتعدى اربعة الوان من الرمادي والابيض والاسود والاوكر مع تماهيات خفيفه من البني والاحمر، وتعمد الى التخفيف اللوني وعدم التكثيف لتقترب من طقس الحارة الشعبية الشرقية تحديدا.
يسوف تخرجت من جامعة دمشق بكلية الفنون الجميلة، عملتفي مجال تصميم المجوهرات مع الأحجار الكريمة والماس، وشاركت بمعارض فنية مختلفة في سوريا، تركيا ودبي.