نفهم أن تبث/تبثّين شكواك/شكواكِ لمن ترتاح اليه ناصح أمين ستر وغطا إن لم يكف لجوءك إلى ذاتك أوّلا: تلومها تقرّعها تشكو همّك غمّك سوء حالك إليها ف...لا تتفاعل, لم يعد لديها(حيل) فقد أستنفذتها شكاوى يتّمتها رمّلت حالها وامتلأت قربتها المخرومة ثقوبا فلا تعود تستطيع أن تحافظ على مافيها. يحضرني هنا مثال: سؤال في اختبار الحساب في السادس ابتدائي تلك الأيام. حوض عليه صنبور يشرّ ماء و...مصرفه مفتوح!! كم من الوقت يلزم لملئه؟. معضلة طالما أرقتني حيّرتني واثارتني طفلا, سألت ببراءة الأطفال(وصدقهم) لماذا لا نغلق المصرف يا أستاذ ليمتلئ الحوض سريعا ؟!.

 

كان الصّفر الكبير عقابي على جرأتي و...تهوّري. تعرض تشرح همّك غمّك مشاكلك في عملك في بيتك في داخل نفسك جسدك, تعب نصب في الخُلق في العصب في الفشّة في الطحال في الظهر العجز حتى في طرطوفة أصبع قدمك الصّغير. نفهم هذا ولكن, لا نفهم الصّعود إلى أعلى بناء تنشر غسيلك الملوّث على حبالك أو حبال الجيران والحيطان والأسوار. النتيجة واضحة جليّة فقضيّتك مقضيّة جرسة وعليها شهود(فضيحة) سمعتك ستصبح سيّئة وعلى كلّ لسان في مجتمع فيه ذاكرة البعض تنقل تراثا العيب لولد الولد.

هواة جمع الحبال أنواع: أناس في حالهم لا يحبّون التدخّل في أمور الغير, يرفض وتمجّ نفسه أن يضع غسيلا آخر نظيفا أوغير نظيف على حباله فيصدّك.آخر يدير لك ظهره عايف حاله لديه من الهموم(قفف..مليانة) (كان والدي رحمه االله يستعمل هذا الأصطلاح هروبا عندما يقابل وضعا مشابها) آخرون حبالهم قصيرة ملأى بغسيلهم نظيفا كان أم وسخا, يرفضونك يلقون بغسيلك في مزبلة(تليق به). آخر يرحّب بغسيلك يتعاطف معك يحاول مساعدتك على ازالة ما علق به حبا وكرامة أن رأى في لجوئك إليه لجوءا عفيفا لعفيف قهره الدّهر شريطة أن لا تصبح عادة تستمرئها.

 

خاتمةالأثافي...مَن ألسنتهم/ألسنتهنّ أطول من حبالهم/حبالهنّ. من يستأجرون حبالا إضافيّة أن ضاقت حبالهم عن استيعاب الغسيل غير النّظيف لهم و للحي للقرية للمدينة بل و(الوطن). أكثر النّشر مذلّة ومهانة عيب كبير هو نشر خصوصيّات الوطن على حبال الآخر..(خارج الوطن) أكنت على أرضه تعيش وترضع من زيته وزيتونه من لبنه وعسله أو زقّومه, أو أن تكون قد هجرته ماديا أو معنويا لأي سبب كان, ومع ذلك...يا هذا»وهل يُهجر يُهجى..الوطن؟!» وهل يخلو وطن من مثالب مخاطر أو أماكن ضعف.

 

الوطن هو أنت قوته أو ضعفه من صنيعة ذهنك ويديك. ستثلج صدور وقلوب قوم من الأضداد الاعداء الأوغاد, سيحاولون أن يتغلّلوا الى قلبه فيوهنوه, أن يقضوا على ما فيه من سيادة نخوة وعفاف ؟!». هو النّقد الصّريح البنّاء في الوجه حتى لو وصلت صراحته إلى حد المرارة بل وفقع المرارة, مرارة الشاكي والمشكومنه واليه، فالوطن هو هم وأنت سيرته سمعته هي سيرتكم, تشكّلونها أنتم.

 

أمثال هؤلاء يسعون إلى نشر غسيلهم وغسيل غيرهم الملوّث سعيا لا يكلّ ولا يملّ. يصّعدون في حبالهم طوابق وطوابق إلى الأعلى ليرى الخلق في الأسفل واطيها عجزه المفضوح المكشوف. أبو الحبال/أمّ الحبال هذا لديه زبائن مزاجهم عفن كثر من كلّ نوع,أكثرهم حرباويّة, نظّاره يدفعون نصف أعمارهم ليروا عيوب و دواخل الآخر. يعشقون ذلك يتماهون فيه يعلّقونها على جدران الفضائح لديهم, ومن الفنون..جنون.

 

الثّياب الغسيل النظيف يتنافس الشّرفاء في نشرها على حبالهم فخرا وتيها وستبقى ذكراه ناصعة بيضاء من غير سوء, أما غير النظيف فستبقى ذكراه ملوّثًة حتى وإن فاته الزّمن, سيبقى مشبوحًا مُعرًّى مشلوحًا مصلوبًا مشنوقًا على تلك الحبال حتى وإن أزيل, وكأنّه لمّا يزل منشورا وسخا ملوّثًا.

mbyaish@gmail.com