Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2019

هبة اللبدي.. أضف إلى ملف القضية!*سامح المحاريق

 الراي-من الصعب على المتابعين العرب من المتخصصين في الشأن السياسي وغير المتخصصين تفهم طبيعة العلاقة بين الأردن وفلسطين على المستويين الرسمي والشعبي، ولذلك يرتبك المجتمع السياسي العربي أحياناً من الخطاب الأردني عندما يتعلق الأمر بالترتيبات الخاصة بعملية السلام، ويكاد يصل الأمر إلى الضيق مما يمكن وصفه بتعنت أو تصلب أردني أحياناً.

 
هبة اللبدي، الشابة الجميلة، ورقة جديدة تضاف إلى ملف العلاقة الوطيدة والمعقدة بين الأردن وفلسطين، وتظهر جانباً آخر من العلاقة بين البلدين والشعبين لا يمكن تجاوزه أو تجاهله، فالشابة اللبدي أردنية الجنسية بمواطنة كاملة، وفي الوقت نفسه تعتبر في حال وجودها في داخل الضفة الغربية مواطنة فلسطينية، والقصة تعود إلى الترتيبات الخاصة بعملية فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية وهما طرفا المملكة الأردنية الهاشمية لغاية 1988، والسعي الأردني للحفاظ على مصالح فئة كبيرة من المواطنين الذين أدى القرار، الذي أتخذ ضمن ظروف وملابسات سياسية عربية ودولية معقدة، إلى التأثير المباشر على حياتهم.
 
كآلاف غيرها ممن يحملون تصاريح الضفة الغربية وهويات المواطنة فيها من الأردنيين قصدت هبة الضفة الغربية لتجد نفسها تحت طائلة الاعتقال الإداري وهو الإجراء الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي تجاه الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ضمن منظومة القمع وإهدار حقوق الإنسان المتبعة لإحداث إزاحة سكانية صامتة تقوم على (التطفيش) المستمر والممنهج.
 
تحرك الأردن شعبياً ودبلوماسياً على أساس مواطنة هبة، وفي الوقت نفسه بدت السلطة الفلسطينية غير معنية كثيراً بإثارة الموضوع، والموقف الأردني يمكن تفهمه بالطبع في ظل توتر قائم أساساً يشهد حالات من التصعيد والتسخين المستمر، والموقف الفلسطيني في المقابل يمكن استيعابه، فهبة في الحالة الفلسطينية ليست مواطنة لدولة لم تعتد هذه الأمور، وتحاول أن توظف ما تستطيع من إمكانيات لحماية مواطنيها مثل الأردن وكما حدث من فترة غير بعيدة في كازاخستان ومصر، ولكنها جزء صغير جداً من أزمة طاغية تكاد لا توجد أسرة فلسطينية واحدة تعيش بمعزل كامل عنها.
 
لم تدفع أي دولة عربية نفس الثمن النسبي وحتى المطلق الذي دفعه الأردن في سنوات طويلة من تاريخ القضية الفلسطينية، ولن تتحمل أي دولة عربية ذات الثمن الذي قد يدفعه الأردن نتيجة مواقفه في الملف الفلسطيني، وحالة التوأمة بين الشعبين هي أعمق وأعقد من أي مناورات سياسية طارئة وأي محاولات للتذاكي والبحث عن الصفقات التي تتناقض مع التاريخ والجغرافيا والإرادة الإنسانية.
 
ليس بمنطق الجوار وحده، ولا منطق التداخل التاريخي، ولكن بمنطق الايمان الشعبي الكامل لا يمكن إلا الاستماع للأردن أولاً إذا ما تعلق الأمر بفلسطين، وذلك لمن يبحث عن حلول عادلة ومستقرة لا مجرد إجراءات أنيقة ومؤقتة تصلح للصور التذكارية بدون أن تحدث شيئاً يذكر لشعب يعيش ظروفاً تعبر عن أقصى درجات العنصرية والانتهاك للإنسانية.