Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2017

يُلوِحون بـ «إعادة النظر» في أوسلو.. لِمَ لا يَفْعَلون؟ - محمد خروب

 الراي - برز الى السطح مؤخراً وضمن خيارات السلطة الفلسطينية (الواسعة والمُمكِنة.. رغم كل ما يُقال) بعد قرار الرئيس الاميركي الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو الصهيوني، تلويح بعض قادة حركة فتح (حزب السلطة) بإعادة النظر في اتفاق اوسلو كَـ(ردٍ) على قرار عدواني ومتهوِّر كهذا.. الأمر

الذي اعاد الى الاذهان, كل ما لوّحت به السلطة منذ ربع قرن على هذا الاتفاق البائس، وعند كل خرق اسرائيلي فاضح وخطير لبنود هذا الاتفاق الكارِثي, لكن شيئا من هذه «التلويحات» لم يُنفَّذ. إن على صعيد الإستيطان ام على الصعيد الاقتصادي رغم وجود «اتفاق باريس» الاسوأ من اوسلو (اقتصادياً) فضلا عن الإعتقالات والإجتياحات الاسرائيلية لمناطق السلطة المصنفة «A ,«والتي بلغت ذروتها في عملية السور الواقي 2002 التي انتهت باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
 
ودائماً في جرائم الحرب التي ترتكبها الفاشية الصهيونية ضد قطاع غزة, والتي سجَّلت اعلى منسوب الجرائم ضد الانسانية وحملات الإبادة الجماعية خلال ثلاث حروب في غضون ست سنوات, آخرها الجرف الصامد تموز2014 وقبلها عامود السحاب 2012 واولها الرصاص المصبوب 2008 ,فضلا عن الغارات اليومية والحصار الخانق الذي سيُحيل قطاع غزة في العام 2020 الى منطقة غير قابلة للعيش فيها, وفق تقارير الامم المتحدة. ورغم ذلك... بقي اوسلو «صامداً».
 
ان يقول محمد اشتيه، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي النائب عن حركة فتح عبداالله عبداالله:»... علينا مراجعة اتفاق اوسلو, لأن قضية القدس من قضايا الحل النهائي وإعلان الرئيس الاميركي (الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل).. أخرَجَها من ذلك» يعني ان خطوة كهذه باتت مُحتمَلة وبخاصة, ان الإثنَي�'ن (اشتيه وعبداالله) مُقرَّبان من عباس, وبالتالي يُفترَض انهما لا يرميان «سهما» كهذا في الهواء، اللهم الا اذا كان مجرد مناورة او تلويح غير مقصود, كما سبق من تهديدات وتلويحات اخرى كايقاف التنسيق الامني والذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية, ان لُوِّح بها, لكنها تبدّدت في الهواء ولم تُترجم على ارض الواقع, الامر الذي لم تتأثر به اسرائيل وواصلت خطواتها واجراءاتها خصوصا تهويد القدس وتطويقها بالمستوطنات, وتغيير معالم المدينة المقدسة عبر مشروع القطار الهوائي بعد ان انجزت سكة حديد القطار الخفيف، ولم يتردّد غلاة اليمين والمتطرفين الدينيين والفاشيين في حزب البيت اليهودي والليكود في طرح مشروع «القدس الموحدة الكبرى» والذي كان مقرّرا طرحه هذا الاسبوع على الكنيست ، لكن نتنياهو قرّر «تأجيله» وليس إلغاءه, حتى «لا يُحرِج» الرئيس الاميركي, كون بطانة ترمب في مسعى منها لتمييع خطاب معارضي قراره، تقول: ان ترمب لم يُحدِّد الوضع النهائي للقدس, بل ترك ذلك للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية(...) لهذا سينتظِر (نتنياهو) انتهاء زيارة نائب ترمب، مايك بنس الاسبوع المقبل لاسرائيل, حتى يدفع بهذا المشروع الى الكنيست للتصويت عليه وبالتالي يُغلِق الباب نهائياً امام اي تفسير او تبرير مصطنع يسعى الاميركيون لتخدير العفلسطينيين به، علما ان بعض العرب يُحاول بث هذا الزعم في الأوساط الشعبية ويدعو الفلسطينيين الى «عدم إضاعة الفرصة».
 
ما علينا..
لم يُعرَف بعد المعنى الذي ذهب اليه القياديان الفتحاويان في تلويحهما اعادة النظر في اتفاق اوسلو؟ وما هي الآلية التي سيتم اتّباعها كي تتبلور اي صيغة جديدة يرومانها, وخصوصا انهما شدَّدا (كل على حِدة, وفي تصريحين منفصِلين) على ان «المفاوضات بشكلها السابق, قد ذهبت الى غير رجعة، وان المسار السياسي والصفقات الكبرى التي تحدّث عنها ترمب, تبخّرت بإلقائه القدس في الحضن الاسرائيلي».
الى اين من هنا؟
يأخذنا عضو مركزية فتح محمد اشتيه الى «اقتراحات» قد لا ترى النور، ما يعكس انها لم تُدرَس جيدا وعميقا داخل الاطر القيادية الفلسطينية وخصوصا عندما يقول: «ان اوروبا وروسيا والصين, يمكنها ايجاد مسار سياسي بديل عن الولايات المتحدة, في تطبيق قرارات الشرعية الدولية لتحقيق العدل للقضية الفلسطينية» كلام عمومي ربما يكون غير قابل للتطبيق, وبخاصة ان احدا لا يمكنه الرهان على اي من الدول المذكورة للإقدام على خطوة كهذه، دون تفويض مجلس الامن او ضوء اخضر من تل ابيب وواشنطن, وكلاهما تُعارِضان اي «تدّخل» في هذا الشأن.
 
ثم يواصل القيادي الفتحاوي (اشتيه) مطالِبا الامم المتحدة بـ»ترسيم حدود دولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران 67» الى ان ينتهي بالقول في ما يشبه التسليم والإعتراف بالعجز «..قد لا نستطيع إنجاز ما نريد ضمن موازين القوى الحالية، لكننا – يُضيف – نملِك ارادة رفض كل ما يتناقض مع حقوقنا الوطنية».
 
جميل.. ولكنه لا يكفي.. اذ لا بد من «بعض القطران يترافق مع الدعاء».. كما يقال.. فـ»أين الدعوة الى المقاومة الشعبية (وليس المسلّحة ما دمنا نتحدث عن موازين القوى)؟ واين تفاصيل خطوة اعادة النظر في اوسلو؟ والفترة الزمنية لوضعها موضع التنفيذ؟ واين التسريع في المصالحة الوطنية الشاملة ليس مع حماس وحدها؟ وأين العمق العربي خصوصاً الشعبي منه, الذي بات مُهيَّئاً – رغم المرارات الكبيرة – اكثر من اي وقت مضى، للنهوض ورفض الإملاءات الأميركية والإستعلاء الصهيوني؟.