Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2018

قانون القومية خطوة خاسرة - حيمي شليف

 

هآرتس
 
الغد- إن سن قانون القومية هو إحدى الخطوات الخاسرة في تاريخ الدولة. المصادقة عليه كانت زائدة واضراره يصعب تقديرها. الأمر يتعلق بخطوة غير صهيونية في أساسها: القانون زرع انقسام وسم، وشوه اسم إسرائيل ومس بحصانتها القومية. إذا كانت نية المشرع هي تعزيز العلاقة بين الشعب اليهودي وبلاده فإن النتيجة التي تم تحقيقها معاكسة: تمسك الصهيونية بدولة إسرائيل لم يكن في أي يوم يبدو بهذا القدر من التشكك. قانون العودة، على سبيل المثال قبل قانون القومية لم يتحدث عنه أحد.
كان هناك اتفاق بأن التمييز الواضح لصالح اليهود في أخذ جنسية إسرائيلية عادل، أو على الاقل مفهوم من ناحية تاريخية وفي ظل الكارثة، وأن تفضيلهم ينتهي في اللحظة التي وصلوا فيها إلى الدولة. عندما تمسك مؤيدو قانون القومية بهذه السابقة، وبقانون العودة من اجل الدفاع عن انفسهم، قاموا بتلطيخه بالظلم والشر بأيديهم. الآن أيضا قانون العودة يبدو ضارا.
أو الابرتهايد مثلا، المقارنة الواضحة بين إسرائيل والنظام العنصري الذي ساد في جنوب افريقيا كان في الاساس يتم من قبل كارهي إسرائيل بصورة واضحة، لكن قانون القومية جعل هذا في مركز المنصة. بنيامين نتنياهو لم يكتف بذلك، وفي المناورة النتنة لتفجير الجلسة مع قيادة الدروز، أكد على أن كل العالم سيعرف أن أمل اسعد يعتقد حسب الرواية الكاذبة التي نشرها مكتب رئيس الحكومة، أن إسرائيل هي دولة ابرتهايد. وأن هذه الاقوال جاءت على لسان عميد درزي هو رمز للاندماج والمساواة الوهميين، وتم النظر اليها كشهادة خبير. مؤيدو القانون اضطروا إلى التفسير بأنه ليس هناك علاقة بينه وبين الابرتهايد. على شاكلة اذهب وأثبت أنه لا توجد لك أخت.
قانون القومية مزق القناع الذي كان من المريح للجميع أن يرتدوه، قناع إسرائيل الديمقراطية، الليبرالية والمتنورة، التي تتعامل بصورة متساوية مع كل مواطنيها. لقد ألقى بظل ثقيل على علاقة إسرائيل بأقلياتها، وعلى المستقبل والماضي معا. لقد كشف أن الدروز اليوم مضطهدين رغم اخلاصهم. وأن العرب يتم اهمالهم وأن مشاعر غير اليهود تعتبر مثل قشرة الثوم. القانون اظهر أن اليهود لا يكتفون بكونهم سادة البلاد، بل هم يصرون على التلويح بتفوقهم ولينفجر الحاسدون.
الجريمة اكثر خطورة بأضعاف. لأنه لم يكن لها ضرورة. لقد هدفت إلى محاربة حارس الحديقة الذي اخترعه اليمين بخياله المحموم، إسرائيل اليوم "يهودية" أكثر من أي وقت مضى. ان المطالبة بـ "دولة كل مواطنيها" توجد أيضا في الهامش وهي مرفوضة تماما. معظم العالم يعترف بحق اليهود في دولتهم، والاقليات في إسرائيل تعلمت التعايش مع ذلك بسلام.
المحكمة العليا التي يستاء مؤيدو القانون من احكامها الليبرالية، تحني رأسها امام سلطات الامن وتقلل من الحكم لصالح فلسطينيين، وتُمكن الحكومة والكنيست من التنكيل بالديمقراطية تقريبا كما يريدون. نتنياهو ووزيرة القضاء أييليت شكيد يريدان تصفية حتى القليل من الاستقلالية التي بقيت للمحكمة.
"بدون قانون القومية لا يمكن أن نضمن لأجيال مستقبل إسرائيل كدولة قومية يهودية"، قال رئيس الحكومة. بربك؟ ونحن اعتقدنا أن مستقبل إسرائيل كدولة قومية يهودية مرتبط بوحدتها القومية ووحدتها الداخلية، والتزامها بالديمقراطية وسعيها إلى العدالة والمساواة والشعور بالانتماء، الذي تمنحه لكل مواطنيها دون تمييز على اساس الدين أو العرق أو الجنس- لكن كل ذلك ينص عليها ويسحقها بفظاظة.
لقد اعتقدنا بغبائنا أن الهوية القومية لإسرائيل مرتبطة بالمقام الأول بأنها ستحافظ على أغلبية يهودية، لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فإن الأمر في الحقيقة يدور عن ابرتهايد. تبين أننا اخطأنا: بالنسبة لنتنياهو فإن البنود الـ 11 الهزيلة في قانون القومية، هي بالتحديد منقذنا واساس وجودنا، وفي هذا الهذيان نحن نعيش.