Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2019

ليبيا: مخاوف من تدهور عسكري مع تحرك قوات حفتر نحو الغرب

 طرابلس-تجددت المخاوف من تدهور عسكري في ليبيا مع تحرك قوات المشير خليفة حفتر نحو غرب البلاد، فيما أعرب الامين العام للامم المتحدة والمجتمع الدولي أمس عن قلقهما الكبير.

وتتنازع سلطتان منذ أعوام السلطة في ليبيا التي تسودها الفوضى: حكومة وفاق في الغرب يترأسها فايز السراج، شكلت نهاية 2015 في ضوء اتفاق رعته الامم المتحدة ومقرها في طرابلس، وسلطة موازية يسيطر عليها “الجيش الوطني الليبي” الذي يقوده حفتر.
وفي مؤشر الى تجدد التوتر امس، اكد قائد العمليات العسكرية ل”الجيش الوطني الليبي” في المنطقة الغربية اللواء عبد السلام الحاسي لفرانس برس أن قواته دخلت مدينة الغريان التي تبعد مائة كلم جنوب طرابلس من دون معارك. لكن هذه المعلومة نفتها أربعة مصادر محلية اتصلت بها فرانس برس.
وامر المشير خليفة حفتر، في رسالة صوتية امس، قواته ب”التقدّم” نحو العاصمة طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني.
وقال حفتر في هذه الرسالة التي بثّت على صفحة المكتب الاعلامي ل”الجيش الوطني الليبي” على موقع فيسبوك “دقّت الساعة وآن الاوان”.
وتجدّدت المخاوف من تدهور جديد في ليبيا مساء الأربعاء مع إعلان قوات حفتر أنّها تعدّ لهجوم يهدف إلى “تطهير الغرب” الليبي من “الإرهابيين والمرتزقة”.
وطلب حفتر من قواته “عدم رفع السلاح إلا على من واجه القوات الداخلة إلى طرابلس بالسلاح”، داعيا إلى “الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وأمن المواطنين والرعايا الأجانب (…) خلال العمليات العسكرية”.
وفي وقت سابق، أعلنت فصائل ليبية من مدينة مصراتة في غرب ليبيا موالية لحكومة الوفاق الوطني استعدادها للتصدي لتقدم القوات الموالية للمشير حفتر.
وكان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أمر مساء أول من أمس القوات التابعة له بالاستعداد “لمواجهة أي تهديد”.
وفجر أمس، وصلت مجموعة من الآليات المسلحة الى جنوب الغريان حيث كانت مجموعة مسلحة انضمت الى صفوف “الجيش الوطني الليبي”.
وإذ أكد ان قوات حفتر تمركزت حول المدينة، وخصوصا في منطقة جندوبة على بعد 25 كلم جنوب الغريان، قال مسؤول في المدينة لفرانس برس رافضا كشف هويته إن الغريان منقسمة بين أنصار لحفتر ومعارضين له، مضيفا “ثمة جهود تبذل لتجنب مواجهة بين المعسكرين داخل المدينة”.
ويهدد تقدم قوات حفتر بتدهور الوضع في غرب ليبيا، حيث يسجل انقسام في المدن وداخل الفصائل المسلحة بين أنصار “الجيش الوطني الليبي” ومناهضيه.
يتزامن كل ذلك مع زيارة لليبيا يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس.
وفي اليوم الثاني من زيارته الخميس، أعرب الأمين العام عن “قلقه البالغ حيال تحرك القوات (…) وخطر المواجهة”.
وكتب غوتيريس عبر تويتر “أدعو الى الهدوء وضبط النفس فيما استعد للقاء المسؤولين الليبيين”.
وكرر أن “لا حل عسكريا” في ليبيا، مؤكدا أن “الحوار بين الليبيين وحده كفيل بمعالجة المشاكل الليبية”.
كذلك، حذر وفد الاتحاد الأوروبي ورؤساء البعثات الدبلوماسية الاوروبية من خطر “التصعيد” واندلاع “مواجهة لا يمكن السيطرة عليها”.
وقالوا في بيان مشترك “نحض جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر فورا”.
بدورها، نددت السفارة الأميركية “بقوة بتصعيد العنف” وكررت “دعوة الامم المتحدة الى ضبط النفس”.
وفي طرابلس، ندد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بـ”التصعيد” والتصريحات “الاستفزازية”.
تأتي عملية قوات حفتر قبل بضعة أيام من انعقاد مؤتمر وطني ترعاه الامم المتحدة منتصف نيسان(ابريل) في غدامس (جنوب غرب) بهدف وضع “خارطة طريق” تلحظ خصوصا إجراء انتخابات في محاولة لاخراج البلاد من الازمة، وخصوصا أن الجهود الدبلوماسية التي بذلت طوال العام الفائت لم تسفر عن نتيجة.ولاحظ المحلل الليبي عماد بادي أن تقدم قوات حفتر يمكن “أن يعزز موقعه في المفاوضات في حال انعقد مؤتمر غدامس”.
لكنه أشار الى “مزيد من التنسيق” بين الفصائل في غرب ليبيا، “والتي تنظر جميعها الى حفتر كتهديد مشترك”. واضاف “هناك مؤشرات الى تعبئة مشتركة ضده”.
من جهته، رأى جلال حرشاوي الباحث في معهد كلينغنديل في لاهاي أن “خطر التدهور يتصاعد جراء المناورات الاستفزازية لجيش حفتر”، وقال “لن تكون السيطرة على طرابلس مهمة سهلة، لكن هذا الأمر يبقى احتمالا”.-(ا ف ب)