Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2019

قيس تونس.. ثورة على الفساد*رشاد ابو داود

 الدستور-هزم الأحزاب كافة . لم يتلق اموالاً من أحد حتى من الدولة . اعتمد فقط على نظافة يده واستقلالية فكره وصورته لدى فئة  طلبته الجامعيين الذين كان لهم دور في تشجيعه على الترشح للرئاسة والذين فقدوا ثقتهم في كل الأحزاب الحاكمة بعد الثورة على زين العابدين بن علي والتي اشعلتها حادثة البوعزيزي ، بسبب فشلها في تحسين ظروف المعيشة والقضاء على مظاهر الفساد والمحسوبية المتفشية».

 ثلاثة ملايين صوتوا للاستاذ الجامعي قيس سعيد رئيساً لتونس . هذا رقم يعادل ثلاثة اضعاف عدد الذين صوتوا للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وضعفي من صوتوا لنواب البرلمان مجتمعين .
  نفى قيس سعيد أثناء حملته الانتخابية البسيطة  حصول أي اتصال بينه وبين أي حزب أو طرف، قائلا ‹›القضية قضية مشروع وطني من أراد دعمه فمرحبا به.. العالم دخل مرحلة جديدة، إن كان هناك حزب فهو حزب الشعب التونسي الذي لا يملك تأشيرة من وزارة الداخلية›› .
لا يزال «لغز» اكتساح قيس سعيد  للانتخابات يثير تساؤلات عديدة لدى التونسيين؛ فصعوده كان بصورة مفاجئة رغم افتقاره حزاما سياسيا وعدم وجود دعم مؤسسي، ورغم افتقاده إلى ماكينة انتخابية تسندها قوى النفوذ الاقتصادي والسياسي، ورغم رفضه دعم الدولة الموجه للحملة الانتخابية، وغيابه الطويل عن وسائل الإعلام خلال الأشهر الأخيرة.
 وعلى العكس يرى محللون أن تفوقه على منافسه نبيل القروي بثلاثة اضعاف الاصوات تقريباً لم يكن مفاجئاً  لأنه  حظي بدعم أكبر الأحزاب الحاصلة على أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية الأخيرة .
ويُرجع مختصون نجاح الدكتور قيس سعيد إلى «صورته الناصعة لدى الشباب المرتبطة بوفائه للثورة وزهده وأصالته و حزمه». فكسبه ثقة الناخبين جاء من صورته المرتبطة لديهم بوفائه للثورة ونزعته المحافظة الرافضة للمساواة بالميراث والرافضة لإلغاء عقوبة الإعدام وعقوبة المثلية الجنسية، فضلا عن عزمه على تكريس الحكم المحلي بتعديل الدستور وإشراك المواطنين في صنع القرار عبر الاستفتاء.
لقد كشفت المناظرة التلفزيونية الأخيرة عن تفوق واضح لسعيّد على القروي. وظهرت الخلفية الأكاديمية والعلمية لسعيّد وسيرته وبلاغته وفصاحته، فوضعته على طريق مفتوح للفوز بالسباق إلى قصر قرطاج على حساب نبيل القروي الذي خرج من السّجن قبل 48 ساعة من يوم الاقتراع، من دون أن يكون حضوره مقنعاً في المناظرة، إضافةً إلى اتهامه بالفساد والتورط بقضايا منشورة بتهم التهرّب الضريبي وتبييض الأموال.
 كما قدّم سعيّد أفكاراً جديدة في الحكم والحوكمة وهي من الملفات المطروحة بإلحاح في المشهد السياسي في تونس التي تغوّلت فيها لوبيات الفساد ولم يعد خافياً على الناخب التونسي حجم الفساد الذي استشرى في البلاد، بخاصة بعد الثورة، نظراً إلى ضعف القوانين ولتحصّن الفاسدين بمجموعات منتشرة في مفاصل الدولة التونسية. واستثمر قيس سعيّد في هذا الملف وراهن عليه الناخب التونسي، لأن هذا الأخير يعتبر منافسه نبيل القروي جزءًا من منظومة الفساد».
كما ينظر لسعيّد «كرجل نظيف» ويقطن منزلا في منطقة اجتماعية متوسطة وتمركزت حملته الانتخابية في مكتب متواضع وسط العاصمة. وانتقد سعيّد لمواقفه المحافظة في بعض المسائل الاجتماعية لكنه وفي خطاباته لا يستند إلى مرجعيات دينية وعقائدية .
قال سعيد، الذي رفع شعار لا للتطبيع مع اسرائيل ، في اول كلمة له بعد فوزه  إن «تونس ستعمل من أجل القضايا العادلة، وأولها القضية الفلسطينية، تمنيت أن يكون العلم الفلسطيني بجانب العلم التونسي».
والسؤال الآن : هل يترك الفاسدون الرئيس الجديد يعمل لتنظيف تونس منهم؟