Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2018

نحن واسبانيا - د. فيصل غرايبة

 الراي - من بين العلاقات الإسبانية العربية الممتدة عبر الزمان والمكان، تحافظ العلاقات الأردن الإسبانية على تميزها، وهي التي تقوم على أسس الصداقة التاريخية بين البلدين، من حيث الاستناد إلى التجربة الحضارية المشتركة في الأندلس، والمقارنة في تجربة الاستقلال والنضال لكسر العزلة والانفتاح على العالم لدى كل من الأردن وإسبانيا،وكذلك العلاقات الوثيقة التي تربط ما بين العائلتين المالكتين العريقتين والشعبين الصديقين.

أن العلاقات المتميزة بين الأردن وإسبانيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، اتسمت بالحيوية والتفاعل في مختلف مراحلها منذ نهاية الأربعينات، عندما قام المغفور له جلالة الملك المؤسس عبداالله الأول ابن الحسين بزيارة رسمية تاريخية الى إسبانيا، التي كانت من أوائل الدول الأوروبية التي زارها بعد استقلال الأردن عام 1946.وتستمد هذه الصلات الحميدة متانتها من حالة البُعد الشعبي للصداقة بينهما والتعاطف المتبادل، وتعبِّر عنها مؤشرات حيوية في العلاقات، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الثقافي، ونمو أرقام التجارة، والسياحة وتأشيرات الدخول. مثلما تتأكد قيم الحوار والتفاهم لدى العرب والاسبان في سياق نموذج فريد من العلاقات في سياقها الدولي. فلقد أسَّس الاعتزاز المشترك للعرب والإسبان المساهمة في الحضارة والفكر، لاحترام متبادل بين الأمتين، والالتقاء عند اعتدال المواقف التي تخدم مصالح شعوبهما، وتعزز السلم والاستقرار في إقليم البحر الأبيض المتوسط. بينما يتعزز التعاون الأردني الإسباني في قضايا السلم والتنمية في المنطقة، ضمن آليات الشراكة المتوسطية، والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والرؤى المشتركة لأهداف الألفية الثالثة، ومعالجة القضايا الإنسانية، الجهود المبذولة من أجل تطوير أساليب الأمم المتحدة ودورها.
كما أن النظرة الإيجابية للإصلاحات في الأردن من جانب إسبانيا والاتحاد الأوروبي، منحت دعماً طيباً لهذه الجهود بقيادة جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين؛ مثلما ينظر الأردن إلى جهود إسبانيا الإصلاحية بعد الأزمة الاقتصادية العالمية مؤخراً بكثير من التقدير والاهتمام، في ضوء الدور الاسباني الفعال في الاتحاد الأوروبي، ومكانتها الاقتصادية بين شريكاتها الأوروبيات.
هذا عدا عن حيوية التعاون الثقافي التعليمي بين البلدين؛ والمسعى المتواصل بين الطرفيين لتوثيق علاقات التقارب الثقافية العربية الإسبانية وتبادل الترجمة للأعمال الإبداعية. وكان لمنتدى الفكر العربي قصب السبق في تأسيس الحوار العربي الإيبيري الأمريكي اللاتيني منذ عقود.،وفي تأصيل تجربة بناء التراث الحضاري المشترك في الأندلس وادماجها في قضايا الحوار والتنوع الفكري المعاصرة.
وها هي سفيرة اسبانيا في عمان تبادر الى تكريم مؤرخ اردني وتقلده الوسام الرفيع الذي منحه اياه العاهل الاسباني الملك فيليب السادس، عاش طويلا في اسبانيا ودرس في جامعاتها هو الأستاذ الدكتور محمد عبده حتاملة، الذي الف كتبا عن التاريخ العام للوجود العربي الأسلامي في الأندلس، مثل: كتاب «آيبيريا قبل مجيء العرب المسلمين»، وموسوعة «الديار الأندلسية»، و»الأندلس: التاريخ والحضارة والمحنة» دراسة شاملة، أعطى من خلالها فكرة موسعة عن أيبيريا وشرحا وافيا لمعالم البيئة الطبيعية المتمثلة بالسطح والمناخ، والتعرف الى نشأة المجتمع الأسباني وأثر الفنيقينين فيه، وخاصة في البعدين الديموغرافي والحضاري، وهو تأثير وثيق الصلة بالتاريخ العربي، وجذوره المشرقية. في حين أولى هذا الباحث عناية فائقة لأثر الرومان والحضارة الرومانية على آيبيريا. ولخص المؤرخ الحتاملة احوال أسبانيا قبيل الفتح العربي الأسلامي من الناحية السياسية والدينية، كما عاد الى الجذور الأصلية التي أثرت في المجتمع الأسباني، وشكلت الأرضية الجغرافية والتاريخية لشبه الجزيرة الآيبيرية قبيل الفتح العربي الأسلامي، هذه الخلفية الضرورية لمن يدرس تاريخ الأندلس في العصر الأسلامي.
ان جهودا علمية أكاديمية على هذا النحو ينبغي أن تشجع وتتابع كي يستفاد منها في تطوير العلاقات واغناء الثقافات وتعزيز الحضاراتن ولا شك ان الفائدة ستكون أكبر وأفضل للدول السائرة في طريق النمو و الطامحة للرقي و التطور ن مستفيدة من تجارب وخبرات الدول التي حققت الكثير في هذا المضمار واجتازت اشواطا ومراحل في تلك المسيرة.
* عضو المكتب التنفيذي لحزب الاصلاح
dfaisal77@hotmail.com