Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2018

أوقات الطلبة خارج الدوام الدراسي - د.محمد حمدان

الراي - يسعى المعلم المؤهل معرفياً وتربوياً، الى أداء مهامه الوظيفية بكفاءة وأمانة واخلاص. ومن المكوّنات الرئيسة لهذه المهام تكليف الطالب القيام بواجبات دراسية مرتبطة بالمادة التعليمية التعلمية التي تم شرحها ومناقشتها في الحصة الصفيّة، على أن يُبيّن الطالب للمعلم في الحصة التالية ما يُثبت الجهد الذي قام به منزلياً. هذا، وغني عن القول، فإن الطالب المجد المجتهد، الذي يركز على شرح المدرس أثناء الحصة ويشارك في المناقشة وطرح السؤال المفيد، مثل هذا الطالب لا يجد مشقة أو صعوبة في أداء الواجبات الدراسية المنزلية بكفاءة وإقتدار. إلا أنه في المعتاد نجد كثيراً من الطلبة يقصرون في أداء هذه الواجبات ويشكون منها بإعتبارها تأخذ وقتاً طويلاً وجهداً مكثفاً خارج الأوقات المبرمجة في المؤسسات التعليمية، هذا الوقت الذي يقتطع من فترات الراحة والترويح التي يحتاجونها بين يوم دراسي واليوم الذي يليه. أضف الى ذلك أنه، في كثير من الأحيان، يشرف أولياء أمور الطلبة على أداء أبنائهم وبناتهم لهذه الواجبات المنزلية، وبالتالي فإن بعضهم يضيق لا وبل يتذمر من تعدد الواجبات المنزلية وتشعّبها.

هذا، ولدى تحليلنا للوقت المتاح للطلبة خارج الدوام الدراسي، نجد أنهم قد أصبحوا يصرفون جزءاً كبيراً منه في نشاطات التواصل والاتصال الالكتروني من خلال الشابكة (شبكة الانترنت)، وذلك وبواسطة الهاتف الخلوي أو الحاسوب الشخصي أو الاجهزة الأخرى المستجدة. وعلى الرغم من أن بعض هذه النشاطات قد تكون مفيدة معرفياً أو ثقافياً أو ترفيهياً، إلا أنه أصبح لزاماً على الآباء والأمهات مراقبة أبنائهم للتأكد من ملاءمتها والحرص على عدم الإفراط في استخدام الوقت المنزلي لممارستها. كما أنه من الواجبات الرئيسة للآباء والامهات التأكد من تخصيص الوقت اللازم لأداء الواجبات الدراسية المنزلية، لا وبل يفضل، في حدود الإمكان، أن يتبادل الآباء والامهات الأدوار في الإشراف على أبنائهم وبناتهم في أوقات هذا الأداء. ولعله من المناسب، في هذا السياق، أن نحفز أبناءنا الطلبة المتفوقين ألا يكتفوا بأداء الواجبات الدراسية المنزلية التي فُرضت في الحصة الصفية السابقة، بل ينصرفوا أيضاً الى التحضير للحصة الصفية القادمة من خلال الاطلاع على البنود الرئيسة لمحتواها تمهيداً لفهمها واستيعابها ومناقشتها عندما تُعرض عليهم.
وخلاصة القول، فإنه يجدر التأكيد على أن الواجبات الدراسية المنزلية، إنما تعتبر جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية التعلّمية الهادفة المتكاملة، وبالتالي فإنه من واجب كل من المؤسسة التعليمية والطلبة والأسرة الحرص على تخصيص الوقت اللازم لها ليتم أداؤها على أكمل وجه.