Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2019

البابا فرنسيس والوطن العربي*الاب رفعت بدر

 الراي

بإصدار جدول زيارات البابا فرنسيس للعام الجديد، يتبين أن هنالك زيارتين وشيكتين إلى بلدين عربيين شقيقين: الأول في أقصى الشرق العربي وتتم زيارته بعد أيام إلى دولة الامارات العربية، والثاني في أقصى الغرب العربي: المملكة المغربية. وأما نحن سكان الأرض المقدسة، فتمرّ خمس سنوات على الزيارة التاريخية عام 2014 إلى الأردن ومنها إلى فلسطين الحبيبة. وقد زار كذلك مصر الشقيقة قبل عامين وافتتح مؤتمراً دعا إليه شيخ الأزهر.
 
وللتذكير، تتطلب زيارات البابا دعوتان: الأولى من حكومة البلد المضيف والثانية من الكنيسة الكاثوليكية المتواجدة هناك. وفي كل مرة هنالك لقاءات مع مسؤولين وممثلين دبلوماسيين كما هنالك «قداس» ديني تحضره الجماعات المسيحية، وكذلك تجري لقاءات مع الأطياف الدينية المتعددة.
 
ما يميز زيارة الامارات العربية المتحدة، وكذلك المملكة المغربية (مع بعض الاستثناء)، هي أن المواطنين الأصليين ليس بينهم مسيحيون، بل هم جميعاً مسلمون، والمسيحيون وافدون إليهما للعمل والإقامة والعيش الكريم. وليست المرة الأولى للمغرب في استقبال البابا، فقد جاءهم البابا (القديس) يوحنا بولس الثاني عام 1985، والتقى في احد الستادات الكبرى بالشباب المسلم. وكانت المرة الأولى التي يتحدث فيها رأس الكنيسة الكاثوليكية لشباب مسلمين، وشكل اللقاء نقطة ايجابية عالمية في تاريخ الحوار الاسلامي المسيحي. أما الامارات العربية، فالتشكيلة المجتمعية رائعة ورائدة، وتشكل فسيفساء معطاء، تقوم على الاحترام المتبادل، وعلى اتاحة أجواء من حرية اقامة الشعائر الدينية، وما يهم هو مقدار ما يسهم كل «وافد» في تطوير المجتمع وتقديم الوقت والجهد والكفاءة العلمية، مقابل دخول مالية عالية نسبياً مع الموطن الأصلي بالإضافة إلى التعليم الجيد بالنسبة للأولاد.
 
والملفت في زيارة البابا للإمارات، التزامن مع مؤتمر دولي حول «الأخوة الانسانية» وهي من أجمل التعابير وتتفوّق على كلمة الحوار والعيش المشترك والجدليات العقيمة، إلى درجة اعتبار الأسرة البشرية بيتاً دافئاً للأخوة والأخوات، بدون تمييز. ولذلك أعلنت الإمارات كذلك سنة التسامح لتكون السراج المنير لهذا العام وما سيتبعه من آثار ايجابية لزيارة كبيرة مثل زيارة البابا فرنسيس التي تترافق عادة مع تغطية اعلامية واسعة الانتشار في العالم الكاثوليكي الفسيح.
 
يلفنا فخر كبير، نحن العرب، بأن نرى دبلوماسية الكرسي الرسولي قريبة من بلداننا العربية، ومتعاطفة مع قضايانا الاقليمية التي تحولت إلى قضايا دولية، وبالأخص القضية الفلسطينية وموضوع اللاجئين والمهجرين من أوطانهم. وقبل أيام، وفي معرض لقائه السنوي مع الأسرة الدبلوماسية الممثلة لدى حاضرة الفاتيكان، حيَّا البابا جهود الأردن ولبنان في «الاستقبال الأخوي» للاجئين في مجتمعاتهم. كما كرّر دعوة الكرسي الرسولي الى حل الدولتين في فلسطين، عبر الدعوة الى المفاوضات الثنائية.
 
أما التلاقي الاسلامي المسيحي، فسيشهد بدون شك بعد زيارتي البابا إلى الشقيقتين الامارات والمغرب، دفعاً جديداً لا يتوقف عند كلمات وخطابات متبادلة لا تخلو من المجاملات، بل يتخطّاه إلى التكاتف بين مسلمي هذا الزمان ومسيحييه لخدمة الانسان والإنسانية، وبالأخص، من خلال العمل المشترك على إشاعة أجواء العدالة والسلام واحترام الحرية الدينية وإيجاد أفضل السبل لخدمة الفقراء، فضلاً عن حماية البيئة التي تشكل هاجسا مستمراًعند أصحاب الضمائر الحيّة.
 
قداسة البابا، أهلاً بك من جديد في بلداننا العربية.