Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2018

الملك في واشنطن.. ثبات على الموقف الراسخ وجائزة تمبلتون تؤكد ذلك - صدام الخوالده

الراي -  تحركات عديدة شهدتها الساحة الأردنية خلال الأسابيع الماضية من شهر حزيران الذي لم يكن شهراً أردنيا عاديا مرت به إقالة حكومة وإعادة تشكيل أخرى بعد احتجاجات شعبية واسعة كان الوضع الاقتصادي هو الدافع الأساسي لها وتبع هذه الإحتجاجات حالة من تجاذب إعلامي شعبي كبير صاخب بردود أفعال حول كثير من القضايا الوطنية على الصعيد الداخلي.

غير أن كل هذه الأحداث المتسارعة على الساحة الداخلية جعلت صاحب القرار السياسي الأردني يرسل رسائل مفادها أن الأردن وبرغم كل ظروفه التي يمر بها والاحباطات من حوله والأزمات التي ألقت على اكتافنا الكثير من الحمل والذي ثقل بحمله الكثير الكثير من دول العالم الغنية من دول شقيقة و دول أجنبية غير الأردن بقي كما هو مقصداً وموئلاً لكل الهاربين والباحثين عن العيش بأمن وسلام بقيادة هاشمية كانت ولا زالت تؤمن بدور عروبي أكبر من حدود المملكة الأردنية تجاه كل أبناء العرب والمسلمين.
الأسبوع الذي سبق زيارة الملك إلى واشنطن كان حافلاً بزيارة المستشارة الألمانية وزيارة كوشنير عراب ما
يسمى صفقة القرن ولا ننسى زيارة وزير الخارجية القطري والتي أعلنت صراحة أن ما تريد أن تقدمه قطر من
دعم اقتصادي للمملكة هو من أجل دعم مواقف الأردن وثباتها تجاه القضية الفلسطينية والقدس تحديداً واجتماع مكة قبل الزيارات بأيام قليلة وزيارة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
كل معطيات هذه التحركات النشطة تؤكد أن الأردن اليوم يشكل ثقلاً سياسياً كبيراً والثقل السياسي مرده قوة قيادته السياسية المتمثلة بجلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين هذه القيادة التي لم تساوم يوماً على حق الشعب الفلسطيني المقدس ولم تساوم يوماً على ورقة القدس بكل مقدساتها الإسلامية والمسيحية وظلت محافظة عليها وحامية لها رغم كل الإغراءات بالتنازل ورغم كل المؤامرات والتي بكل
أسف يشارك بها أطراف شقيقة على القضية الفلسطينية لكن الأردن بقيادة جلالة الملك والذي يشكل موقفه امتدادا لمواقف الهاشميين من الشريف الحسين وعبداالله الأول وطلال والحسين الباني صاحب الإعمار الهاشمي للمقدسات وصولاً إلى عبداالله الثاني حامي المقدسات وصاحب الوصاية على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
جلالة الملك عبداالله الثاني اجتمع بالرئيس الأميركي وبطبيعة الحال فإن ترمب لم يتوقع جديداً في موقف الملك غير الثبات على الموقف الراسخ الرافض لأي إجراءات تمس بالقدس الشريف التي يراها جلالته دوما كما
يؤكد في خطاباته أنها يجب أن تكون مفتاحاً للسلام والاستقرار وليس للنزاع كما يريدها ترمب ومن يدعمه بالإضافة إلى دعوة جلالة الملك المتكررة إلى ضرورة الانطلاق في محادثات سلام أساسها إقامة دولة فلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب إسرائيل تعيشان بأمن وسلام.
بالتأكيد إن الرئيس الأميركي ومنذ قراره المشؤوم بنقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل وايفاد صهره كوشنير اليهودي وزوجته ايفانكا إلى المنطقة من أجل إحداث تنازلات في مواقف الأردن ومواقف السلطة الفلسطينية اللتين يبدو أنهما بقيتا وحدهما في معسكر الرفض لما يسمى بصفقة القرن التي تنتهك الحقوق المقدسة للشعب الفلسطيني وتشكل مساسا مباشراً بالأمن الوطني الأردني وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
إلا أن كل تلك المعطيات والضغوطات أبقت جلالة الملك على موقفه وزادته قوة لأنه يعبر عن موقف هاشمي
عروبي أردني أصيل ويعرف أن خلفه شعوب تنظر إليه بكثير من المسؤولية.
خلال زيارة جلالة الملك عبداالله الثاني إلى واشنطن أعلن عن اختيار جلالته لتسلم جائزة تمبلتون تقديراً لجهوده في تعزيز التسامح بين الأديان والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
بالتأكيد هذه الجائزة اتت في وقتها وتأكيداً على أن الدور الأردني الهاشمي بقيادة جلالة الملك في الوصاية على المقدسات تلقى احتراما ورعاية على كل الصعد العالمية وما تحمله هذه الوصاية من رسالة تسامح ورعاية للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين والذين يشكلون نسيج مدينة القدس المترابط.
لا نأتي بجديد ان قلنا ان مواقف جلالة الملك عبداالله الثاني في كل يوم تزيدنا فخراً وعزاً وشموخاً بأننا «أردنيون» قائدنا ملك هاشمي يحظى بمحبة مطلقة من شعبه واحترام عالمي كبير.