Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Feb-2018

التعليم والتعلم في الاوراق الملكية - د. حازم قشوع

 الراي - اذا كان التعليم باسلوب التلقين أحد مظاهر التدريس التقليدي الذي كان له دوره النمطي في ايجاد الارضية العلمية التأسيسية في خدمة البشرية فان التعليم وفق منهج اليقين المستند للتعليم الذاتي أو التعاوني او المستند للخرائط الذهنية الحاصل على تلك الدلالة الموضوعية يعتبر البوابة الذاتية للاستكشاف في المدرسة المنهجية للإبداع المعرفي في العصر الحديث.

 
ولعلنا ونحن نحاول وضع الاستراتيجية الخاصة في التعليم والتعلم ان نوضح الأهداف الكامنة وراء تطبيق التطبيقات التي تمزج مابين التعليم الوجاهي او التقليدي من جهة والتعلم الإبداعي أي الحداثي من جهة اخرى ومن على ارضية عمل تؤكد اولا على المبادئ الاصلية في التنشئة القائمة على التنوع الثقافي للحضارة الانسانية المنبثق منها فكرنا النير.
 
وهي الرسالة الفكرية التي تحتاجها البشرية في الحد من الافكار المتطرفة وتبديد اجواء الغلو والقضاء على ميادين الارهاب وفق نظرية معرفية تحوي الرسالة التي كان وصفها التاريخ الحضاري في الثقافة الانسانية بانها القبس الذي اضاء العتمة في حقبة المناخات الظلامية السابقة و التي لابد من الاتتكاء عليها في منهاج الثقافة الانسانية العصرية من جديد باعتبارها البوصلة المعرفية للفكر الانساني الحديث، وفق منهجية علمية شاملة تقوم على تقديم الفكر التنويري المنطلق من الارض التاريخية لمحتوى الفكر الانساني اذ يعول عليه في بعث الثقافة الجامعة لهذا النهج النير لتكون المنهج الثقافي الانساني المتوافق عليه دوليا عبر تقديمه ليكون مساق الثقافة الانسانية باعتباره منهاجا يكمن تدريسه في كل الدول وفق تصور يمزج ما بين رسالة الاصالة التاريخية للفكر الانساني من منبعها القويم ووفق تقدمة عصرية حداثية تستند الى منهجية الابداع المعرفي يتم معها مزج المعادلة التي نريد ما بين اصالة الرسالة ومنهج الحداثة.
 
٣ -ومع سرعة التقدم الحديث في ميادين التعلم بالجوانب المباشرة وغير المباشرة وحتى يتمكن المجتمع المحلي من الاستثمار الافضل في الطاقات الشبابية اسوة في الدول المتقدمة بات من ضروريا موائمة ذلك بسياسات تستجيب لمقتضيات تسارع انماط المعرفة على ان يكون العمر التأهيلي التعليمي للطالب ١٦ سنة بدلا من ١٨ سنة مع مراعاة اضافة سنتين للتأهيل تسبق المرحلة الابتدائية.
 
٤ -ولعل المناهج التربوية بحاجة الى تطوير بالشكل والمضمون بما يحفظ الاتزان ما
بين السيرة التاريخية المرتبطة بالثقافة الوطنية والتي لابد ان تكون مستندة لمبادئنا
وقيمنا وتنسجم مع مواقفنا الانسانية الثابتة.
 
ه - لكن مهما كان لدينا من رسالة تعليمية مهمة ولم نستطيع ايجاد المعلم القادر على ايصال الرسالة فان القدرة على نشر المعرفة وايجاد مناخات الابداع ستبقى متواضعة وهذا سينعكس سلبا على مستويات الانتاج بكل روافده لذا كان الاستثمار في المعلم خير استثمار في بناء الجيل القادر بمعرفة على العطاء والبناء والإنجاز لذلك كان العمل على رفع المستوى المعيشي للمعلم واجب تفرضه مستلزمات التنمية وكما كان الارتقاء بمهنية المعلم ضرورة تفرضها مقتضيات الرؤية الاستراتيجية للاوراق الملكية.
 
٦ - صحيح ان الدولة وفرت ارضية العمل التعليمية التي تجسدها المدارس لكن عملية الادامة لهذه المدارس بحاحة الى مبادرات ذاتية من المجتمع المدرسي بما يعزز الولاء المؤسسي ويضع حدا لتنامي استشراء حالات دروس التقوية والدروس الخاصة،تلك الظاهرة التي يعتبر وجودها في المجتمع آفه تحمل علامة فارقة وتؤشر سلبا على دلالات نوعية التعليم مايتطلب حكما العمل على تمكين دور المدرسة في المجتمع المحلي من خلال مبادرات نوعية تمثلها الاندية الصيفية والشتوية.
 
وكذلك من خلال توطين الثقافة الطلابية في المدرسة ولتشكل المدرسة المحتوى الجاذب للحياة الطلابية ولا تبقى محطة يجب تخطيها في انجاز او استكمال محطة حياتية معينة،وهو امر بحاجة الى مشاركة الجميع بالاتجاه الذي يخدم تمكين دور المدرسة في المجتمع المحلي ليتسنى دعم المدرسة لوجستينا وماديا من الاهالي وبالتالي رفع حالة المدرسة لوجستيا وتنمية مستوى دخلها باعتبارها وحدة معرفية وثقافية وتنموية في المجتمع المحلي وهذا يتطلب الشروع بانجاز مشروع اللامركزية الادارية للمدارس.
 
٧ -العمل على تعزيز قيم المواطنة والوطنية التي اساسها الولاء والانتماء في اطار برنامج وطني شامل يعلي من حالة الولاء الوطني لتكون اعلى من الهويات الفرعية ويؤكد على الركائز الاساسية التي تقوي المنعة المجتمعية وتقوم على استثمار بالوحدات المدرسية التنموية في الارض للتعزز من قيم الانتماء ببرامج الزراعة الإجبارية للوحدة التنموية التي تشكلها المدرسة لايجاد جزء من هذا الريع للمدرسة وللطالب وللمعلم وكما للتطوير المعرفي.
وكذلك العمل على الارتقاء في مبادرات الاستكشاف وبرنامج اعرف وطنك وغيرها من البرامج المعرفية التي تستلزمها الثقافة الوطنية وتفرضها مقتضيات القيم الوطنية في الانجاز والابداع.
 
٨ - ومن المفيد في الجانب الرياضي ايجاد ايام مدرسية سنوية تنافسية في المحافظات لاستكشاف المواهب الرياضية وتاهيلها وصقل مواهبها بمشاركة القطاع الخاص باعتباره احد ابرز الرعاة في برنامج التمكين والمشاركة مع المجتمع المحلي،وهذا من شأنه رفد المسيرة الرياضية بمواهب ابداعية وطاقات يمكن الاستثمار فيها ومعها في اطار مشروع الانجاز النمائي والتنموي والمعرفي.
 
٩ - ايجاد نوعية جديدة من التعليم المكثف الذي يختصر الوقت وينمي القدرات ضمن العيش التعليمي الذي ينمي من المقدرة في زمن قياسي ربما يكون احد البرامج التي يمكن هضمها في برنامج التطوير المعرفي الذي يبرز مكانة التعليم التطبيقي وفق برامح محددة ومتخصصة خصوصا في مساقات الصناعة المعرفية.
 
١٠ -تعزيز مجانية التعليم التي كفلها الدستور والتي لا تعنى حكما عدم مساهمة الاهالي في تطوير الوحدة التنموية والمعرفية المدرسية بل انها تلزمهم ادبيا والمجتمع المحلي على المشاركة والمساهمة الفعلية فيها.
 
هذا اضافه الى ايجاد برامج الارتقاء بقدرة المدرسة في تربية الجيل وفق معايير تعزز مكانة العمل الجماعي والطوعي في المجتمع والذي يقف على قيم ومبادئ قويمة ليكون الفرد محصنا من المسلكيات المصلحية والاناة او الدافعية النفعية التي تبعده عن الولاء للمؤسسة التي بها نرتقي بالصالح العام على حساب الحسابات الخاصة. فان العمل على تسليط الضوء على القيم المبادىء غدا امر مهما وسط حالة خلط الاوراق والعناوين السائدة والتي باتت تهدد مستقبل المواطن والوطن.
 
واذا كانت الاوراق الملكية قد وصفت الاستثمار في التعليم بانه خير وافضل استثمار فان الشروع بانجاز استراتيجية التعليم والتعلم يعتبر اهم ما يمكن انجازه في هذه المرحلةباعتبار مقياس سرعة التغيير التي غدت متسارعة الى درجة يصعب علينا استدراكها اذا ما فاتت اللحظة التاريخية والذي لايمكن لنا وقفةاو العودة بها عند محطة سابقة.
 
فلن نبدا بوقف مناخات النقد والتذمر والتي شكلت مناخات الاحباط وولدت الجغرافيا الطاردةحيث جعلت من الاردن لا يكون نقطة جذب للمعرفة والخدمات التعليمية كما يجب ولنبدأ ضمن برنامج نهضوي شامل على تقديم الاردن بالشكل الذي يستحقه.
 
وهي الرسالة المباشرة التي حملتها الورقة النقاشية السابعة والتي لاشك انها تشحذ الهمم وتنير الدرب لاجل أردن أفضل قادر على تخطي التحديات التي فرضتها المتغيرات العميقة وتتعرض لها الامة و يخشى ان تغير المفاهيم والقيم التي حافظنا عليها منذ أن أطلقت رسالة الحياة ليومنا هذا،فان الرسالة الملكية أوضحت عمق المرحلة وبينت كيفية التعاطي معها وحددت الاطر العامة التي من المهم الارتقاء بها ضمن مؤتمر معرفي يساهم الجميع فيه وحماية لاستمرارية تنفيذه.
* الامين العام لحزب الرسالة