Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jun-2018

جيش الإحتلال «يُناوِر» مع «الناتو»... على الحدود «الروسِيّة»! - محمد خروب

 الراي- معروف ان اسرائيل ترتبط بعلاقات وثيقة ذات بعد استراتيجي مع حلف شمال الاطلسي (الناتو), وهي الدولة الوحيدة خارج الدول الاعضاء في الحلف (عددها 29 دولة) التي يتم إشراكها في آخر المعلومات التي تتوفر عليها مؤسسات وأجهزة الحلف الاستخبارية, فضلا عن مشاركتها المتواصِلة في المناورات العسكرية السنوية للحلف وتلك التي تتم على شكل طارئ, وخصوصاً منذ ان افتتحت دولة العدو «رسمياً» بعثة لها في مقر الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل في شهر ايلول 2016, على نحو منحَها مكانة غير مسبوقة بين الدول الحليفة والصديقة للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة. ما يعني أن احداً لن تتلبّسه المفاجأة اذا ما عرف ان كتائب من المظلّلين والقوات الجوية الصهيونية, تُشارِك هذه الايام في مناورات للحلف تجري في اربع بلدان من دول شرق أوروبا, منها دول البلطيق الثلاث: «لاتفيا، استونيا وليتوانيا « كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق, فضلا عن «بولندا» التي كانت عاصمتها المقر الدائم لحلف وارسو قبل تفكّكِه. لكن المفاجِئ هنا, هو ان هذه المناورات المكثّفة التي تحمل اسم «ضربة سيف» والتي بدأت نسختها الثامنة يوم الاحد الماضي ويشارك فيها لأول مرة عشرات من جنود العدو الاسرائيلي، تجري على الحدود الروسية مباشرَة، حيث تحاذي دول البلطيق الثلاث روسيا, فضلا عن بولندا التي تقود بحماسة حملة كراهية وشيطنة لروسيا, وتستجدي

واشنطن كي تقيم قواعد عسكرية دائمة على ارضها, عارضة على الدولة العظمى.. تمويل وتحمّل كلفة
هذه القاعدة بذريعة خشيتها غزوا روسيا(...).
اسرائيل اذا التي كشفت موسكو ان اقمار تل ابيب الاصطناعية تتجسَس عليها، ترسل رسالة الى موسكو
بانها «تصطف» الى جانب الناتو في المناورات العسكرية ذات الطابع الاستفزازي لروسيا, وبخاصة بعد وصول
الناتو الى الحدود الروسية واتّخاذ الجيش الاميركي من «بولندا» مقراً جديداً له قبل عام من الآن (أيّار 2017 ,(إثرَ
نشره ستة آلاف من عناصره, ضمن عمليات الناتو والبنتاغون.
كل هذا.. يدحض الشائعات والتحليلات المغرِضة التي تحدثت عن «تفاهمات» روسية اسرائيلية, وان موسكو
تغض الطرف عن غارات اسرائيل الجوية على سوريا, وان نتنياهو نسج علاقات «تحالف» مع بوتين وغيرها مما
تواصِل بعض وسائل الاعلام العربي الترويج لها, للتشكيك بالمواقف الروسية وبخاصة بعد ما رشح – ولم
يُؤكَّد – عن «اتفاق» روسي اسرائيلي حول منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري, وافقت موسكو
بموجبه على «إبعاد» القوات الايرانية والميليشيات المؤيدة لها من تلك المنطقة.. اضافة بالطبع الى الحكاية
التي اخترعها بعض العرب ووجدت من يُروّج لها في المنطقة, حول «تراجُع» الرئيس الروسي عن تزويد سوريا
بمنظومة الدفاع الجوي (300-S (والتي قيل إن موسكو كانت تنوي تزويد دمشق بها ، إلاّ انم نتنياهو «نجَح»
في ثني بوتين عن هذا التوجه.
من المفيد هنا.. التذكير بالمقالة المتغطرسة بل الوقحة التي كتبها وزير الدفاع الصهيوني الاسبق موشيه
ارنس، احد اكبر غلاة اليمين الليكودي الفاشي في دولة العدو, تحت عنوان «مقامرة بوتين» بعد ان راجت
الشائعات عن نية موسكو تزويد دمشق بتلك المنظومة الصاروخية. كانت خلاصتها (المقالة) تقول في ما
يشبه التحذير: «ان بوتين بإعلان كهذا، يدخل الى مقامَرة في ان يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع اسرائيل,
تُهدِد جهود تسويق هذه الصواريخ. اذا ما قامت الطائرات الاسرائيلية بتدميرها، وربما تهدّد تحالفه مع ايران».
بمعنى ان هذا العنصري المتغطرس يقول لموسكو انها اضعف ان تواجه تفوق سلاح الجو الاسرائيلي الذي
يتباهى به قادة العدو, ولا يتورعون عن وصفه بانه سلاح الجو الاقوى في العالم (نعم العالم).. بل ويصفون
اسرائيل بأنها قوة عظمى عسكرياً, وجيشها يحتل المرتبة الثانية بين جيوش الأقوى في العالم (بعد
الولايات المتحدة).
يذهب وزير الدفاع الصهيوني الاسبق بعيداً الى «تذكير» روسيا بانه «بعد تسع سنوات على حرب يوم
الغفران، في حرب لبنان الاولى (يقصد غزو بيروت في مثل هذا اليوم من عام 1982,(دمّر سلاح الجو الاسرائيلي
بطاريات الصواريخ السوفياتية (السورية) التي نُشِرت في لبنان دون ان يفقد اي طائرة». في هذه المرة –
يواصِل – قابلَت التكنولوجيا السوفياتية عدواً مناسباً. لهذه الضربة للتكنولوجيا الروسية «يزعُم» كان هناك
صدى في العالم».
ولا يتوقف عند هذا الحد من الغلو, بل يصل التبجّح عنده مداه, عندما يتساءل: «هل يمكن ان سلاح الجو
الاسرائيلي سيعرف كيفية مواجهة صواريخ «300-S «اذا تم نشرها في سوريا؟ ليجيب بثقة وغرور ولكن في
غمز واضح من قناة الرئيس الروسي على النحو التالي: «..ليس هناك شك ان هذا السؤال يُقلق بوتين
وجنرالاته»، ليخلص إلى استنتاج: بان هذا السؤال يُشكل «ضربة» قوية لتكنولوجيا السلاح الروسية، كما
يضرِب جهود التسويق لهذه الصواريخ في دول اخرى».
يختم أرِنس مقالته المسمومة التي تفوح منها رائحة الاستعلاء..»للمرة الاولى منذ بداية تدخّل روسيا في
سوريا، من شأن بوتين ان يجد نفسه في (مواجهة مباشِرة) مع اسرائيل».. ولم يتورّع عن دعوة الرئيس
الروسي لـ»الإختيار» قائلاً: حتى الان نجَح في الحفاظ على شبكة علاقات سليمة معها، والآن – يستطرِد – يبدو ان عليه الاختيار».
هل ثمة من يعتقد الآن ان الرئيس الروسي و»جنرالاته» على هذه الدرجة من السذاجة وانعدام الخبرة والحكمة, كي «لا» يُدرِكوا حقيقة اسرائيل ودور قادتها وأجهزتها في حملة العِداء والكراهية والشيطنة التي
تقودها الولايات المتحدة وحلف الناتو, ضد روسيا ودورها المتعاظِم في منطقتِنا.. والعالَم؟.
kharroub@jpf.com.jo