Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2018

مجتمع فتي ودولة شائخة - رومان حداد

الراي -  يتسابق مسؤولون في الأردن لتكرار نسبة الشباب الأردني في المجتمع، وأكاد أجزم أننا حفظنا نسبة 70 %من المجتمع الأردني مكون من الشباب، وبعد ذكر النسبة يبدأ الكلام التنظيري عن دور الشباب في صناعة مستقبل دولهم، وحجم الرهان عليهم، وما ننتظره منهم، وما إلى ذلك، للإشارة إلى أن المسؤول يدرك تماماً ما ينتظره من استحقاقات لتمكين الشباب لتأدية دورهم.

لكن لكي تتضح الصورة أكثر علينا أن نتذكر أن المسؤول المفعم بالحيوية الصورية قد تجاوز الستين، وهو في الحقيقة غير مقتنع بدور الشباب، لأنه يملك قناعة حقيقية، هذه المرة، أن جيل الشباب اليوم هو جيل لا يملك إمكانيات أو معارف، وأن مجرد معرفة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة غير كاف كي يكون الشباب في قمرة القيادة.
المشكلة تكمن أن خللاً ما أصاب منظومة الدولة، والمشكلة الأخرى هي ما حدث من انفتاح عجائبي من قبل منظمات المجتمع المدني على الشباب، وصار الشباب ينتقلون من فندق لآخر تحت يافطة عريضة وهي الدورات التدريبية، والتي غالبا ما تركز على مهارات الحياة وغيرها من المسميات المستحدثة، ورغم كثرة الدورات والندوات والمحاضرات والأعمال التطوعية التي يقوم بها الشباب، إلا أنهم حين يجلسون للحوار نادراً ما يتطرقون لموضوع حيوي، وإذا تم التطرق لموضوع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي فإن التناول يكون سطحياً بعيداً عن المعلومة والمعرفة، فكما هو واضح للجميع فإن الشباب لا يقرأون بغالبهم الأعم، ويكتفون بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتناقلونه من مقولات لشخصيات مثقفة.
الشباب باتوا يشعرون بالخديعة، فهم يسمعون كثيرين يطرحون عليهم، ويكيلون المديح لهذا الجيل الفتي، ولكنهم على أرض الواقع بعيدين جداً عن تحقيق أبسط طموحاتهم الشخصية كالحصول على عمل، وفي حال توفر العمل، الحصول على أجر مقبل، القدرة على الزواج، وبالتأكيد ليس ضمن خيالهم اليومي دخول نادي النخبة.
وعلى الجانب الآخر فهناك مجموعة لا بأس بها من الشباب داخل منظومة العمل الرسمي، يعتقدون أنهم من ضمن النخب الشبابية القادمة القادرة على امتلاك مفاتيح القرار في الأردن في المرحلة القادمة، ولكن للأسف فإن ذلك بحال حصوله فإنه يشكل واحد من أخطر التهديدات على الدولة الأردنية.
فهؤلاء لايعرفون الأردن كما هو، بل كما يعتقدونه أنه كذلك، وهم لم يحاولوا تثقيف ذاتهم وتطوير معارفهم وتوسيع مداركهم، بل يتعاملون مع أنفسهم كموظفين لاأكثر، وبالتالي ينظرون للمناصب السياسية على أنها مناصب وظيفية كبرى فقط لاغير.
اليوم على العقل المركزي للدولة أن يفكر جدياً بآلية حقيقية وفعالة لإفراز النخب الشابة وإدماجها بـ(السيستم)، ليكون هناك مستقبل حقيقي للأردن، وكلما تأخرنا بالسير بهذا الاتجاه، فإننا نعجل حالة تصادم اجتماعي ضخمة قد تعيد صياغة الدولة، فالشباب الأردني قد مل من كثرة الحديث عن دوره وأهميته من قبل أشخاص تجاوزهم الزمان عمرياً، وما زالوا مقتنعين بقدرتهم الفائقة الوهمية بحكم صبغة شعر، وبذلة راقية وساعة يومياً في النادي الرياضي.
roumanhaddad@gmail.com