Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2018

نجح سوتشي «1 ...«فَشِل المُقاطِعون والمعرّقِلون! - محمد خروب

الراي - ليس ثمة شك بأن البيان الختامي لمؤتمر سوتشي «1) «الذي سيتبعه سوتسي2 بالتأكيد, ولن يكون يتيماً كما يأمل البعض)، قد سجّل نجاحاً ومنَحَ زخماً لا يُستهان به, للجهود المكثفة التي تبذلها روسيا وإيران وتركيا (وإن كانت الأخيرة لا تكفّ عن مناوراتها وألاعيبها)، بما هي الدول الضامنة لمسار استانا, بعد أن لم تنجح المحاولات الأميركية والبريطانية والفرنسية والجِهات الداعمة لمنصة الرياض, في «تفجير» المؤتمر او تأجيله, بل كان هدفها إفشاله وإظهار روسيا وإفشال مُخطّط إسقاط الدولة السورية, بمشاركة الجيش عاجزة عن تتويج إنجازها العسكري الكبير بدحر الإرهاب العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة، بأي إنجاز سياسي, ولم يخجل المقاطعون من تكرار كذبهم وأضاليلهم, والزعم ان موسكو ودمشق وطهران تريد تكريس مسار «جديد» لحل الازمة السورية يحمل اسم «سوتشي» بديلا لمسار جنيف, والتهرّب من تنفيذ القرار 2254 .وهو ما نفاه الرئيس بوتين في الكلمة التي القاها نيابة عنه وزير خارجيته لافروف بالقول:

لقد حان موعد التسوية الشاملة, بناء على القرار الدولي .2254 كذب وزيف تلك الدعاية المضلِّلة كشفته مشاركة الممثل لأُممي دي ميتسورا في المؤتمر, وانخراطه في الحوار حول تشكيل اللجنة الدستورية, واعلان رعاة المؤتمر ان البيان الختامي سيكون «داعما لمسار جنيف وجزءا من مهمات دي ميستورا» وبخاصة في تشكيل لجنة مناقشة الاصلاحات الدستورية ولجنة متابعة المؤتمر.
 
الملابسات ومحاولات التعطيل التي افتعلتها «مجموعة أنقرة» المتمثلة في ما يُسمى «الحكومة المؤقتة» برئاسة احمد طعمة، كشفت ضمن امور اخرى, حجم التبعية والارتهان للأوامر التركية. عندما قرّر هؤلاء عدم المشاركة احتجاجا على رفع العلم السوري(..) مُطالبين في وقاحة موصوفة بان يكون «علم المعارَضة» موازيا لعلم الدولة السورية, ومن ثم قاموا بتمثيلية الإنسحاب وعدم المشارَكة والاكثر كشفاً لعمالتهم لأنقرة, هو اعلانهم الصريح بأن الوفد التركي في المؤتمر.. «يُمثّلهم»(..)
لم ينجح هؤلاء ورعاتهم وخصوصاً هيئة التفاوض التي يرأسها نصر الحريري, في تعطيل جلسات المؤتمر الذي لم يلتفت الى شغب هؤلاء ونزقِهم, بل ظهَر بوضوح ان التركيبة المفتعَلة التي قامت عليها «هيئة المُفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض2, والتي شملت ثلاث منصات هي الرياض والقاهرة وموسكو، قد تصدّعت الان ولم تعد قائمة, ليس فقط في ان تحالفاً رباعياً جديداً قد نشأ خلال انعقاد سوتشي»1 «واعضاؤه هم: هيثم منّاع وقدري جميل واحمد الجربا ورندا قسيس، وانما ايضا فان سوتشي «1 «كرّس دور منصّات وشخصيات وقوى معارِضة أُخرى, جرى الطمس عليها واستبعادها من قِبل عواصم اقليمية وقوى المعارَضة المرتبطة بها، ولم يعد من الممكن تجاهل منصة استانا ولا منصة حميميم, التي هي عددياً ودورا وتأثيرا, اكبر بكثير من كل الدمى التي تدور في فلك منصة الرياض او ما يسمى الحكومة المؤقتة, ربيبة «الإئتلاف» الذي لم يعد موجوداً إلاّ على كشوفات فنادق النجوم الخمس التي ينزلون بها, في ضيافة الممولين والرعاة... والمستخدِمين.
 
لا نقول ان سوتشي «1 «حقق إختراقا كبيراً ولكن من السذاجة الاعتقاد انه مجرد مؤتمر عابر لن يؤثر في مسار حل الازمة السورية, بل سيكون محطة مهمة يجب التوقف عندها وقراءة دلالات ما انطوى عليه مجرد انعقاده, وكيف بدا المُعطّلون وواضعو العِصيّ في دولابه, من اميركيين وفرنسيين وبريطانيين على وجه الخصوص, وفي ضمنهم مرعِيِّيهم في هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري, وكأنهم قد «أُسقِط في ايديهم بعد ان لم يقاطِع الممثل الاممي المؤتمر, بل إن حضوره اسقط ايضا اكاذيبهم التي ادّعت ان المؤتمر سيكون بديلا عن مسار جنيف, وان الهدف منه هو «دفن» القرار 2254 ،ولم يعد احد منهم الان قادرا على مواصلة كذبه في شأن محورية القرار 2254 في حل الازمة السورية، وخصوصاً في ضرورة الاخذ في الاعتبار حقائق الميادين العسكرية,وعدم الرهان على الوجود غير الشرعي للقوات الاميركية, والخطورة التي تمثّلها العربدة التركية على الاراضي السورية ,والتي تتّخِذ اشكالا متعددة من الغزو بذريعة محاربة الارهاب، فيما هدفها الواضح هو إعاقة حل الازمة السورية والإبقاء عليها مشتعلة, في انتظار ظروف ميدانية واقليمية ودولية مواتِية لمخطَّطها, الذي لم تتراجع عنه منذ سبع سنوات قارفت خلالها كل الجرائم والارتكابات, من تسهيل لعبور الارهابيين وتسليحهم وتدريبهم وتوفير المعلومات والملاذات الآمنة لهم,ودائما في انتهاكها السافر للسيادة السورية.
 
فَشِل مقاطعو سوتشي»1 «وهم الان في وضع لا يحسدون عليه, بعد ان انهارت استراتيجية الكذب التي بنوا عليها خطابهم التحريضي، لكنهم لن يستسلموا بسهولة امام نجاح سوتشي وتوافق هذا الطيف الواسع من السوريين على وحدة الاراضي والشعب السوري ,وإصرارهم على إنضاج ظروف سورية وطنية, وتكريس دولة لكل ابنائها, وفق معايير ورؤى لا تفرِّق بين ابناء الوطن, وتمنح الحرية للجميع بعيدا عن اي هوية ثانوية ذات بعد طائفي او مذهبي او عِرقي.. ولهذا سيُقَلل هؤلاء (المقاطعون) من اهمية بيان المؤتمر, ولن يعدموا وسلية للتخريب على تشكيل لجنة الاصلاحات الدستورية, وربما يضغطون على بعض القوى والشخصيات التي وقّعَت البيان للانسحاب او الاحتجاج, إلاّ ان جهودهم العبثية هذه لن تُصيب نجاحا يُذكَر, وسيتم توظيف الزخم الذي انتجه مؤتمر سوتشي «1 «في إحراز تقدم حقيقي في اي نسخة جديدة لمسار جنيف, وبخاصة ان هيئة التفاوض لم يعد بمقدورها الإدعاء باحتكار تمثيل المعارَضة السورية، أو اعتبار نفسها رقما صعبا أو وحيدا... في هذا الشأن.
kharroub@jpf.com.jo