Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2019

يفرون بحياتهم مع حقيبة ظهر فقط

 الغد-هآرتس

 
بقلم: دادي تسوكر
 
16/10/2019
 
إن عدد اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا من خلال تركيا ارتفع مؤخرا بصورة دراماتيكية، 500 شخص يوميا. على شواطئ تركيا أمام جزر اليونان يعسكر عشرات آلاف الأشخاص الذين لا يوجد لهم وطن، وربما أكثر. في كل تركيا هناك ملايين المهاجرين، سفن اللاجئين تبحر الى جزر اليونان بعلم من السلطات التركية. وتركيا توجد لها الآن مصلحة في اعطاء اشارات لأوروبا على قدرتها على ارسال لاجئين بأعداد كبيرة اليها.
هرب الفارين من مصيرهم هو أمر صادم. هم يهبطون كل ليلة بعد أن تركوا وراءهم كل شيء، العائلة والاملاك والعمل ومصدر الرزق. هم يأتون إلى جزر اليونان بقوارب مطاطية بائسة. كل قارب يحمل 20 – 40 شخصا واحيانا أكثر. القوارب المملوءة تماما تجتاز المسافة بين تركيا واليونان، 5 – 8 كم، في ساعة وحتى ثلاث ساعات، هذا متعلق بالرياح والتيارات في البحر. في الوقت الذي كنت فيه هناك غرق ثلاثة اطفال وثلاثة بالغين.
هم يأتون خائفين ومدهوشين ومشوشين، مع فقدان كامل للتوجه. الكثير من الاطفال، الآباء مع حقيبة صغيرة على الظهر، هذا كل شيء. لا يتم تحميل أي شيء آخر في القارب المطاطي الذي ينقلهم بتثاقل. وفي جيب كل شخص الهاتف المحمول الذي يحتوي على كل شيء، بما في ذلك النقود. سلوك الاطفال الهادئ يدل على احتمالية أنهم قد ابتلعوا حبوب مهدئة قبل الابحار.
التشكيلة القومية لحركة الهجرة تدل على عمق التراجيديا التي تحدث في الشرق الاوسط. المجموعة الاكبر الذي هبطت في اليونان في الاشهر الاخيرة هم لاجئون من افغانستان، الذين يأتون كعائلات. السوريون والعراقيون هم المجموعات الأكبر التي تأتي، رجال ونساء واولاد. المجموعة الرابعة، التي حجمها يقل قليلا عن عدد السوريين والعراقيين هم فلسطينيون من قطاع غزة. الآلاف منهم وصلوا الى اليونان. شباب فقط في العشرينيات من اعمارهم، هم يأتون الى مصر ويسافرون الى تركيا وينزلون الى الشواطيء امام جزر اليونان ويقفون في الدور متوجهين الى اوروبا.
السلطات اليونانية التي تستحق التقدير الكبير، ومئات المتطوعين، يستوعبونهم في الهبوط. المهجرون يتلقون على الفور الملابس والبطانيات والغذاء والماء وحليب الأطفال. اليونان تعمل بشكل منظم تحت اشراف المراقبين من الاتحاد الأوروبي الذي يمول بالمليارات مواجهة اليونان للازمة. فور الهبوط في اليونان يتم اجراء فحوصات طبية سريعة من قبل منظمة فرنسية، المجتمع المدني الأوروبي يظهر قوة تثير الانطباع: مئات المتطوعين ينشطون هناك في كل الاوقات. البارزون، حسب العدد، هم الالمان وبعدهم البريطانيون والاسبان. لكن ليس هؤلاء فقط. منظمات وافراد من معظم دول القارة، وكذلك ايضا من كندا ومن أميركا ومن أميركا الجنوبية ينشطون في الجزر وفي مخيمات في اثينا وسالونيك.
المتطوعون يمولون كل التكاليف بأنفسهم: الطيران والغذاء والنوم والسيارات المستخدمة. من انطباعي السطحي فان عدد المتطوعين الاسرائيليين الذين ظهروا هناك مؤخرا، انخفض. في المقابل، حركة “هشومير هتسعير” تدير منذ سنوات مدرسة تطوعية في جزيرة في اليونان، وبجهد مالي وبشري غير قليل. اسرائيلية واحدة انشأت منظمة متطوعين للحقوقيين واخرى انشأت مركزا طبيا.
على الفور بعد التزود الأولي واجراء الفحوصات الطبية تقوم الحافلات بنقل اللاجئين إلى المخيمات التي تدار من قبل السلطات اليونانية بمساعدة الجيش. الآن سيبدأ فصل صعب سيستمر لأشهر على الاقل الى حين الخروج إلى القارة. المخيمات تتفجر من الاكتظاظ. في الأسبوع الماضي خرج الى القارة من جزيرة ثيوس التي عمل فيها، 120 شخصا. في حينه وصل إلى الجزيرة نحو 500 لاجئ. فصل الشتاء على الابواب ولن يكون مكان للجميع في مباني صلبة وجافة. النقص في الملابس الشتوية سيجبر المتطوعين على جمع التبرعات من ارجاء القارة. الوضع الذي لا تتم السيطرة عليه الآن يمكن أن ينهار خلال أيام اذا اشتدت المواجهة الأوروبية مع تركيا. في نهاية كل نزاع اقليمي كهذا يكون هناك دائما لاجئون عاجزون.