Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2017

الإيرانيون يهاجمون ترامب بعد تهديده بإلغاء الاتفاق النووي
 
عمان- الغد- هاجم الإيرانيون أمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد خطاب انتقد فيه الاتفاق النووي وأعلن فيه عن استراتيجيته مع طهران وملفها النووي، وزاد من غضبهم بعد اطلاقه ترامب اسم الخليج العربي على ما تزعم به طهران بانه الخليج الفارسي. 
ورد الإيرانيون بغضب واستخفاف على الانتقادات النارية لحكومتهم من جانب الرئيس الأميركي الذي هدد بالغاء الاتفاق النووي. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر "الجميع يعرفون إن صداقة ترامب قابلة للبيع لمن يعرض أعلى سعر. والآن نعرف ان جغرافيته هي كذلك ايضا" وذلك في اشارة إلى التحالف الأميركي مع المملكة العربية السعودية، الخصم الاقليمي لإيران.
ورغم ضغوط ملوك وقادة دول الخليج العربي، فإن معظم الهيئات الدولية ما تزال تستخدم عبارة "الخليج الفارسي" تقليديا للممر المائي في المنطقة، وقد نشر عدد كبير من الإيرانيين صور ميداليات لمحاربين قدامى أميركيين، ولقبور تشير الى "النزاع في الخليج الفارسي" في تسعينيات القرن الماضي.
وفي خطابه في البيت الابيض مساء الجمعة الماضي، عدد ترامب لائحة من المظالم التي ترتكبها "الدكتاتورية الإيرانية، رعايتها للإرهاب وعدوانها المستمر في الشرق الاوسط وفي كافة انحاء العالم".
كما هدد "بالغاء" الاتفاق النووي الموقع العام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، ما لم يفرض الكونغرس عقوبات مشددة عليها.
لكن الإيرانيين الذين توجهوا إلى أعمالهم أمس، في أول أيام الأسبوع، عبروا عن دهشتهم أو بدا أنهم لا يعيرون تصريحات الرئيس الأميركي الكثير من الأهمية.
وقال عباس، وهو موظف بنك يبلغ 40 عاما ولم يعط اسمه كاملا، "إن تصريحات ترامب تافهة لدرجة انها بالحقيقة تعمل لمصلحة إيران. فالحديث عن الخليج العربي يثير مشاعر سلبية لدى الناس هنا". وأضاف "أن رد فعل الأوروبيين يظهر أن الولايات المتحدة معزولة، وأن السعودية وإسرائيل فقط تدعمان ترامب".
ودعت الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي -- بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا -- إلى الحفاظ عليه وقالت إن إيران ملتزمة بشكل واضح بتعهداتها.
ومحاولة ترامب مد اليد للإيرانيين العاديين عندما أشار اليهم على أنهم "الضحايا الذين عانوا لأطول مدة" من نظام الجمهورية الإسلامية، يبدو انها لم تلق آذانا صاغية اذ استذكر العديد منهم حظر السفر الذي فرضه عليهم في وقت سابق هذا العام.
وحسابه على انستاغرام تلقى أكثر من مليون تعليق، معظمها من إيرانيين ساخرين أو غاضبين.
وقالت ليلى (42 عاما) في محترفها للأعمال اليدوية في طهران "شعرت بغضب شديد. هذا الشخص يكره إيران إلى درجة اننا وحتى ان كنا لا نؤيد افكار النظام، نجد انفسنا ندعمه وكذلك الحرس الثوري".
وأضافت "ترامب منع الإيرانيين من السفر إلى الولايات المتحدة. كيف يمكنه القول انه إلى جانبنا".
وبعد كل التهديد والوعيد فإن استراتيجية ترامب لم تكن بالشدة التي توقعها كثيرون.
ورغم فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، إلا أن ترامب لم يصنفه منظمة إرهابية أجنبية، كما كان يتردد في الاسابيع التي سبقت الخطاب.
وفسر ذلك من جانب بعض الجهات في إيران بالانتصار، إذ قالت صحيفة كيهان المتشددة: "معادلة الحرس نجحت: ترامب لم يجرؤ على وضع الحرس على لائحة المنظمات الإرهابية" بعد أن حذر الحرس الولايات المتحدة بأن عليها ان تنقل قواعدها الاقليمية خارج مرمى الصواريخ الإيرانية.
وكان الرئيس روحاني سعى إلى منع تدخل الحرس الثوري بشكل كبير في الاقتصاد، بعد إعادة انتخابه في وقت سابق هذا العام.
لكن تهديدات ترامب خلقت تضامنا جديدا بين المؤسسات المتشاكسة عادة في إيران.
وقال بهرام سيافوشي (36 عاما) اثناء توجهه إلى عمله في مؤسسة تمويل خاصة في طهران "هناك استياء، مثلا هناك مشكلات اقتصادية".
وتابع "ولكن اذا استدعى الأمر، نلتف جميعا حول بعضنا البعض حتى النهاية، وسندافع حتى عن الحرس. لا يمكن تجاهل جهودهم. لولاهم لكنا مثل سورية او اليمن".
وبعد وقت قصير على خطاب ترامب مساء الجمعة، ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب متلفز بخطاب ترامب ووصفه بأنه "ليس سوى تكرار لاتهامات لا اساس لها وشتائم".
وقال روحاني "لم يقرأ القانون الدولي. هل يستطيع رئيس بمفرده الغاء اتفاق دولي ومتعدد الاطراف".
ورغم ذلك يبدو مستقبل الاتفاق على المحك، إذ أمام الكونغرس 60 يوما لاتخاذ القرار بشأن اعادة فرض عقوبات على خلفية الملف النووي، او فرض عقوبات جديدة اذا اجتازت ايران "نقاطا محددة".
وقال البروفسور في جامعة طهران محمد مراندي لوكالة فرانس برس "اذا مضى الكونغرس قدما في فرض عقوبات جديدة، فسيموت الاتفاق وستعيد ايران اطلاق برنامجها النووي والمضي بكل سرعتها في كافة المجالات". واضاف "ستستثمر إيران على الأرجح أكثر من قبل لتثبت للأميركيين انه لا يمكنهم الافلات بعد تقويض الاتفاق".-(ا ف ب)