Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2018

من الشاطئ الأردني الدافئ إلى الارتفاع السويسري الشاهق - د. فيصل غرايبة

الراي -  تابع الآردنيون قبل عدة ايام كما هم في مختلف المناسبات الدولية والعالمية، اتصالات جلالة الملك المفدى في دافوس، مع معظم القادة والرؤساء والزعماء الآتين الى هذه المدينة السويسرية الراقية، لحضور مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي العتيد، الذي يعقد فيها في كل عام، مثلما يعقد على شواطئ البحر الميت وبصفة دورية في كل عام ايضا.

وقد اصغى الأردنيون عن بعد الى الملك القائد وهو يتحدث الى هؤلاء الذين يقودون وفودهم وينقلون خبراتهم ويوجهون دعواتهم ورسائلهم في ذاك المؤتمر العتيد عن سعيه الحثيث وتوجيهاته المستمرة للقيام بإجراءات جادة جديدة تزيد من اطمئنان المواطن وأمنه الاجتماعي وهناءة عيشه، بشكل يزيد من الانسجام الاجتماعي والتركيز على العمل الوطني التنموي العام، الذي ترضى عنه الأجيال الأردنية القادمة، ويزيد من قدرة الاردن البشرية والاقتصادية في خدمة السلام العالمي والازدهار بالمنطقة المتوسطة للعالم، ويذكر بما جاءت به الأوراق النقاشية الملكية السبع وهي تحمل الرؤية البعيدة لمستقبل الاردن كدولة مدنية ذات حكومات برلمانية واحزاب فاعلة ومنظمات اهلية ناشطة، ويذكر بان جلالته يطالب الحكومة في مختلف المناسبات بالعمل على إحياء الطبقة الوسطى والمحافظة عليها كشريحة مهمة من شرائح المجتمع الأردني، لا بل هي لب المجتمع الأردني، وهو الذي يشير دوما إلى أن العدل أساس الملك، ويستند إلى الوقوف الشعبي الاردني خلف جلالته في الجهود المخلصة لحماية الطبقة الوسطى ونشر العدالة الاجتماعية في أردن الخير والاطمئنان، وأداء الأمانة عبر الأجيال كجزء من الجيل العربي الصاعد، وهو يفتح ذراعيه للجوء السوري أولا والعربي ثانيا القادم من اليمن والعراق وليبيا وغيرها من اقطار العرب، وكجزء من المنظومة العالمية في هذه المعمورة التي يدأب على الحوار والتعاون معها بمختلف الأوجه وبجميع الميادين، لما فيه من خير الانسانية في العالم اجمع عامة.

ان ذلك التألق الملكي، وتلك المثابرة والدأب القيادي لتوضيح الصورة، والكشف عن الأمكانيات المحدودة في الموارد الطبيعية لمملكتنا الحبيبة، مقابل الارادة القوية والعزم الأكيد على مواجهة التحديات الكبيرة، ومن ضمنها فتح باب الاستثمار العالمي والدولي، سيعود بالنفع على الجميع حتما، وبخاصة في ظل الظروف الراهنة، التي تتوسط فيها هذه الواحة الوادعة المنطلقة والجاذبة، محيطا ملتهبا ومنطقة ساخنة، يفتقد فيها الأمن ويتعطل فيها الانتاج، وتهمل فيها قيمة الانسان.
 
يتم ذلك في العصر الذي تسود فيه ثقافة العولمة التي تنتشر في العالم المعاصر تفرض نفسها ويراوح تجاوب الثقافات والامم معها بين الترحيب التام والاندماج الكامل كحتمية عالمية لمختلف المجتمعات الإنسانية، ومن بينها المجتمع العربي بمختلف أرجائه، وبين الرفض التام والدعوة لمقاومة هذه الظاهرة الغريبة والثقافة الوافدة، باعتبارها ضربا من ضروب الهجمة الامبريالية الجديدة، غير ان من الأجدى أن نفكر كيف نهيئ أنفسنا كأصحاب حضارة ننتمي إليها أو ثقافة نعتز بها،للاندماج في تيار العولمة،على أساس متكافئ من المعطيات الثقافية والقناعات الفكرية، ولتنهض تلك المنطلقات لتحقيق التنمية والتقدم،التي تحتمها شروط الحياة الأفضل، في عصر يقوم على اقتصاد المعرفة والانفتاح والاتصال العالمي والبحث العلمي، وسط أجواء يتمتع فيها الإنسان بحرية القول والعمل، ويعامل فيها بديمقراطية.
 
لم يبق الا ان اقول انه لما كان المنتدى الاقتصادي العالمي قد خص الأردن باستحداث موسم سنوي ثان لانعقاده في منطقة البحر الميت، والذي اصبح بحق البحر النابض بالحيوية الناشطة بالسياحة والاقتصاد والملتقيات العالمية، فانني اتمنى على القائمين عليه أن يفكروا في ان يبدلوا بين الموعدين، ليكون انعقاده بدورته الشتوية على الشاطئ الأردني الدافئ، ويكون انعقاده بدورته الصيفية على الارتفاع السويسري الشاهق.
dfaisal77@hotmail.com