الراي - ماجد الامير -
زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى المملكة العربية السعودية تأتي في ظرف دقيق وصعب تمر به المنطقة العربية والعالم بسبب العدوان على غزة ولبنان.
الملك اجرى مباحثات هامة مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بحضور ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله تناولت العلاقات الثنائية بين الاردن والسعودية ولكن كانت الاوضاع في المنطقة هي التي طغت على المباحثات فكان الموقف قوياً في الوقوف مع الشعب الفلسطيني وضرورة تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وخفض التصعيد بالمنطقة.
زيارة الملك الى الرياض تحمل دلالات سياسية هامة على صعيدين الاول العلاقات الثنائية الاردنية السعودية وهنا تاريخيا تتصف العلاقات «بالاستراتيجية» والتعاون في جميع المجالات لخدمة الشعبين الاردني والسعودي ومصلحة البلدين، كما ان العلاقة بين القيادتين السعودية والاردنية هي علاقة قوية ايضا وتاريخية عززها جلالة الملك عبدالله الثاني واخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لتكون علاقة استراتيجية ومستقبلية لخدمة الشعبين والامة العربية، كما ان هناك رسالة سياسية هامة في الاستقبال الدافئ لجلالة الملك من قبل ولي العهد السعودي وهي ان السعودية لن تترك الاردن وحده في مواجهة تداعيات الحرب في غزة ولبنان وان السعودية ستبقى سندا وعونا للاردن سياسيا واقتصاديا فهناك دائما حرص من قيادة البلدين على التعاون في شتى المجالات خاصة وان المملكة العربية السعودية تشهد نهضة كبيرة وتغييرات كبيرة في الدولة والمجتمع وخاصة رؤية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان (20 -30) والتي غيرت وجه السعودية لتصبح دولة ذات تأثير عالمي من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
اما الدلالات على صعيد الاوضاع في المنطقة التي تقف على شفا حرب شاملة قد يتسع تأثيرها على المنطقة والعالم فان الدلالة الاولى ان الاردن والسعودية يقفان بقوة مع الشعب الفلسطيني ودعمه وتقديم المساعدات له واستمرار تدفق المساعدات لغزة، وايضا يقفان مع الشعب اللبناني، فموقف القيادتين الاردنية والسعودية واضح وقوي وهو ان الاولوية اليوم هي وقف الحرب على غزة ولبنان وخفض التصعيد في المنطقة.
الدلالة السياسية المهمة في زيارة الملك الى السعودية وهي ان لقاء الملك مع ولي العهد السعودي في هذا الوقت يشكل رافعة قوية لموقف عربي موحد وقوي من اجل وقف الحرب على غزة ولبنان وبناء رؤية عربية استراتيجية للمنطقة بعد وقف الحرب جوهرها انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
الاردن والسعودية يقودان جهودا دولية واقليمية وعربية من اجل وقف العدوان على غزة، كما انهما قادا تحركات قوية في الامم المتحدة من خلال وزيري الخارجية الاردني والسعودي من اجل اصدار قرارات بوقف العدوان على غزة وتم فعلا اصدار اكثر من قرار في الجمعية العامة للامم المتحدة بوقف الحرب فورا اضافة الى قرار من مجلس الامن، كما ان هناك رسالة ايضا للدول العالمية الكبرى جوهرها الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة.
زيارة الملك الى السعودية تأتي استكمالا لجهود وقف العدوان على غزة، فالملك منذ اليوم الاول للعدوان على قطاع غزة قام بتحركات وجهود مكثفة دولية وعربية لوقفه وحماية الشعب الفلسطيني ورفض التهجير بل ان الملك قام بجولات على عواصم صنع القرار في واشنطن واوروبا من اجل حشد الدعم الدولي لوقف العدوان، كما اجرى جلالته سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب بهدف توحيد الجهود العربية لوقف العدوان وتقديم المساعدات لاهل غزة واستمرارية تدفقها.