Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي عمان.. السينما في المكان والذاكرة والحلم

 

عمان - الغد - تقدم الدورة السابعة من مهرجان الفيلم العربي عمان، الذي ينطلق مساء الأحد المقبل برعاية وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، عروضا جديدة متنوعة ذات طرح شيق عبر معالجة قضايا مختلفة من خلال أفلام منتقاة بعناية من أفضل الإنتاجات الحديثة من كل من مصر ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس.
القضايا المطروحة تتنوع ما بين الارتباط بالمكان والذاكرة، واكتشاف الذات ومساحة الحلم والحرية، فضلا عن البحث عن الحياة، لكل من الأفلام أجواء خاصة وأسلوب مخرجها المختلف، لتصب في النهاية أن السينما فن غايته الإمتاع وإثراء المشاعر الإنسانية عبر تجربة بصرية فنية تخاطب العقل والقلب.
المهرجان الذي تقيمه الهيئة الملكية للأفلام في مقرها، يفتتح بأول فيلم روائي طويل للمخرج المصري شريف البنداري “علي معزة وإبراهيم”، وهو فيلم فانتازي، ثيمته الحب والألم ورحلة التعايش مع فقدان الأحبة، وفي الوقت نفسه يحكي عن القيمة للعلاقات الإنسانية التي يعيشها الشاب “علي” في منطقة شعبية مهمشة ويقع في حب معزة يظنها حبيبته التي فقدها كنوع من رد الفعل على الصدمة التي لحقت به.
وتتقاطع رحلته مع شاب آخر فقد والدته التي تنقل له مرضها المتمثل بسماع أصوات غريبة. رحلة البحث عن حل يكشف الكثير من الألم والدروس والمغزى للحياة في رحلة طريق هي أشبه باكتشاف الذات، محملة بكثير من التناقضات التي تثير المشاعر وتخاطب العقل.
وعلى الرغم من أن أبطاله ليسوا من نجوم الصف الأول، إلا أن أداءهم الصادق والقوي منح الفيلم نكهة سيريالية، كذلك شخصياته المتنافرة التي ارتبطت بالمكان ونقلت الإحساس بالفوضى في مدينة القاهرة، وكيف أثرت بهم.
الفيلم الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الـ13، وفاز بجائزة أفضل ممثل في مسابقة المهر للأفلام الروائية الطويلة، تأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لإبراهيم البطوط وإنتاج شركة “فيلم كلينك” للمنتج محمد حفظي مع “ترانزيت فيلمز” للمنتج حسام علوان وشركة “Arizona Productions” بفرنسا، ومن توزيع شركة “MAD Solutions”، ومن خلال الفيلم ينطلق اثنان من الممثلين الشباب: علي صبحي (عين شمس- 2009) وأحمد مجدي (باب الوداع- 2014)، بالاشتراك مع الفنانة سلوى محمد علي والنجمة ناهد السباعي.
والفيلم المصري “آخر أيام المدينة” لمخرجه تامر السعيد، يحملنا في رحلة اكتشاف العلاقة مع القاهرة، التي تحولت لكراهية وحرب وحسرة، من خلال الشخصية الأساسية للفيلم، وهو مخرج يبحث عن شقة للانتقال بها، بالتوازي مع الأحداث التي تجري في نهاية 2009 والتوتر السياسي، فضلا عن جانب آخر في حياته العاطفية وهو رحيل حبيبته للخارج، ما يتركه في حالة صراع وحزن عميق تتقاطع مع الواقع والخسارة في أشكال لا تعد ولا تحصى للانفصال والموت بواقعية تحمل ظلالا منذ بداية الثورة.
ويلعب تصوير الفيلم الذي حمل أجواء باللون الأصفر، تظهر تلاشي المدينة القديمة بين الغبار والرمال، والضوضاء الصاخبة والتغيرات الثقافية، وحالة الإحباط العامة التي ارتبطت بالنظام السياسي المتأرجح قبيل سقوط حسني مبارك، وانهيار أحلام أولئك الشباب وكيف سحقت أرواح بعضهم.. وعرض الفيلم في أكثر من 90 مهرجانا دوليا، وحصد عددا من الجوائز المختلفة.
فيما الفيلم التونسي “زينب تكره الثلج” لمخرجته كوثر بن هنية، يتتبع على مدى 7 أعوام نمو زينب التي تنتقل للعيش في كندا مع أمها وزوجها الكندي. وهو شريط وثائقي يكشف كيف ينمو الأطفال ويتفاهمون فيما بينهم باختلاف مرجعياتهم الثقافية، يتناول فتاتين في سن التاسعة وعلى مدى سبع سنوات تظهر التغيرات التي تمران بها، والعلاقة التي كونتها المخرجة بأهمية الروابط العائلية.
فيما استقى الفيلم عنوانه من مدى كره زينب للثلج والتناقض في واقع أنها تعيش في واحدة من أكثر المقاطعات الكندية تجمدا وتساقطات للثلوج، في كيبيك.. وعرض الفيلم في إطار برنامج “ليالي عربية” في مهرجان دبي السينمائي، فيما فاز بجائزة التانيت الذهبي لأفضل فيلم في أيام قرطاج السينمائية.
ومع الفيلم اللبناني “ربيع” لمخرجه ذي الأصول الأرمنية فاتشي بولجورجيان، تعود رحلة البحث عن الجذور والهوية، ولكن من وجهة نظر مغايرة، فربيع شاب ضرير، يعود بجذوره للحرب الأهلية في لبنان مع اكتشافه أنه ابن بالتبني خلال استخراج أوراق رسمية، ليباشر بحثه عن جذوره.
ويمزج بين أفلام رحلة الطريق والشخصية الواحدة التي تتمحور حولها الأحداث ومن خلالها، وفي الوقت نفسه يمرر رسائل رقيقة مختلفة عن أفلام الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاما وانتهت في 1990. وفاز الفيلم بجائزة “ريل” الذهبية الكبرى من اختيار الجمهور في مهرجان كان السينمائي وجائزة المهر لأفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وعن تجربة شخصية ورحلة الاستجواب والتعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلية في فلسطين، يقدم المخرج رائد انضوني فيلمه الوثائقي “اصطياد الأشباح”، عبر رحلة للماضي شارك بها سجناء حكوا عن تجربتهم، وكأنها تجربة علاجية.
وهذه التجربة تفضح الممارسات العنيفة اللاإنسانية من قبل قوات الاحتلال والممارسات ضد السجناء الفلسطنيين، جعلت المشاركين في الفيلم يروون تجربتهم والألم والتشوهات التي تركتها في ذاكرتهم، وفي حين أن الفيلم خصص لمن هم +18، لما يحتويه من مشاهد ودموع ومحتوى من واقع قاس، تطلب وجود طبيب نفسي خلال تصويره.
وفي الفيلم مشاهد بالأبيض والأسود الى جانب استخدام الانيمشن بغية خلق تأثير أقوى. وحصد الفيلم خلال عرضه ضمن قسم البانوراما التسجيلية في مهرجان برلين السينمائي الـ67، جائزة أفضل فيلم تسجيلي.
ولفيلم المخرج المغربي هشام العسري الكوميدي “ضربة بالرأس” أجواء مختلفة، وكان أول عرض عالمي له في مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ67، وفيه يتابع شغف تقديم العلاقة بين التاريخ والسياسة عبر السينما، وهذا العمل يعود للثمانينيات من القرن الماضي وبالتحديد في اليوم التالي لفوز المنتخب المغربي المفاجئ على نظيره البرتغالي ضمن كأس العالم لكرة القدم العام 1986؛ حيث يتم تكليف ضابط أمن بتأمين جسر يفصل بين قريتين، في ظل احتمال مرور الملك الحسن الثاني على هذا الجسر.
ويقدم العسري هنا رؤية نقدية للمجتمع المغربي، عبر طرح أسئلة من خلال رموز ودلالات بصرية، لا تخلو من الكلاسيكية كما في أفلامه السابقة “جوع كلبك.. هم الكلاب”، و”البحر من ورائكم”، التي تترك للمشاهد مساحة من الخيال التي تمتد خيوط الواقع اليها، في منطق غير واقعي.