Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2018

بدء إجلاء "جيش الإسلام" من دوما

 خلافات داخل الفصيل حول الخروج من آخر جيب للمعارضة بالغوطة

 
دمشق - مع بدء عملية إجلاء  مسلحين ومدنيين من مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بموجب اتفاق أعلنت روسيا التوصل اليه مع جيش الاسلام، في خطوة تمهد للجيش السوري استعادة كامل المنطقة قرب دمشق.تحدثت مصادر كثيرة عن رغبة الجيش السوري في تكرار تجربة الغوطةفي القلمون الشرقي، وتخيير المسلحين هناك بين إلقاء سلاحهم أو الخروج، مع التلويح بالحرب في حال رفضهم الشروط. 
ولم يصدر جيش الاسلام حتى اللحظة أي تعليق حول اتفاق الاجلاء الى شمال سوريا، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن خلافات داخل الفصيل المعارض بين موافقين على الاتفاق وقياديين متشددين معارضين له.
وبعد هجوم عنيف استمر نحو خمسة أسابيع وتسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على اجلاء مقاتليهما بموجب اتفاق مع روسيا. وجرى خلال 11 يوماً اجلاء أكثر من 46 ألف شخص من مقاتلين ومدنيين الى شمال غرب سوريا.
وتتجمع منذ صباح  امس حافلات تقل مقاتلين ومدنيين خرجوا من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، في نقطة قريبة بانتظار اكتمال القافلة قبل أن تنطلق إلى مدينة جرابلس في شمال سوريا.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"  امس "خروج 20 حافلة تقل 1065 إرهابياً من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس" الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لانقرة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ولم تكن تغطية عمليات الاجلاء متاحة للصحافيين من الجهتين، واقتصرت التغطية من الجانب الحكومي على الاعلام السوري الرسمي.
وتأتي عملية الإجلاء بموجب اتفاق أعلنته روسيا مساء الأحد، وذلك بعد نشر وسائل الاعلام السورية معلومات عن تفاصيل الاتفاق، الذي ينص على "خروج الارهابيين من دوما.. وتسوية أوضاع المتبقين" على أن تجري "عودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم الارهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة".
وكانت القوات السورية عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.
ومنذ اعلان التوصل الى اتفاق، لم يصدر جيش الاسلام أي بيان رسمي فيما يمتنع قياديون فيه عن التعليق على الموضوع، بعدما كانوا قد كرروا خلال الأيام الأخيرة تمسكهم خلال المفاوضات مع روسيا برفض أي اتفاق يتضمن "تهجيرهم" من دوما، معقلهم في الغوطة الشرقية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "هناك محاولات لاقناع الجناح المتشدد في جيش الاسلام بعدم اعاقة تنفيذ الاتفاق".
وتعرض جيش الإسلام لضغوط داخلية من سكان دوما الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري.
ونشر جيش الاسلام الأحد على قناته على موقع يوتيوب شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير.
ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول "في أي لحظة قد تفتح المعركة وتًفرض علينا معركة  نحن باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها. من يريد أن يخرج فليخرج لكن لا يشوش علينا".وحذر من "الشائعات" عن خروج مقاتلي جيش الاسلام الذي يقدر المرصد السوري عديدهم بعشرة آلاف.
وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 شباط(فبراير) ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيّقت القوات الحكومية تدريجا الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت باجلاء مقاتليها من جيبي حرستا وجنوب الغوطة.
وبات الجيش السوري يسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية.
وغادرت الأحد قافلة تنقل 1146 شخصاً من دوما الى ادلب وفق التلفزيون السوري. وضمت القافلة بحسب المرصد، مدنيين جرحى اضافة الى مقاتلين سابقين في فيلق الرحمن وأسرهم.
 وشهدت دوما التي يقيم فيها عشرات الآلاف تدفق نازحين منها بشكل يومي خلال الاسبوعين الاخيرين إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم الى مراكز ايواء في ريف دمشق.
وأوردت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات في عددها الاثنين "اقتربت مدينة دوما من الالتحاق بنظيراتها من قرى وبلدات الغوطة التي استعادها الجيش، وباتت تفصلها ساعات قليلة عن إعلانها مدينة خالية من الإرهاب رغم محاولات المناورة التي باتت دون طائل".
وفي بيان اثر انتهاء عملية الاجلاء من الجيب الجنوبي في الغوطة الشرقية، اعتبرت قيادة الجيش السوري السبت أن "الانتصار في الغوطة الشرقية (...) يوجه ضربة قاصمة للمشروع الإرهابي تجاه سورية".
واكدت أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق "إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها".
ولطالما شكل وجود الفصائل في الغوطة الشرقية تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لقذائف أوقعت مئات الضحايا.
الى ذلك تحدثت مصادر كثيرة عن رغبة الجيش السوري في تكرار تجربة الغوطة الشرقية في القلمون الشرقي، وتخيير المسلحين هناك بين إلقاء سلاحهم أو الخروج، مع التلويح بالحرب في حال رفضهم الشروط.
وأفادت مواقع سورية موالية ومعارضة بأن اجتماعا عقد الأحد بين وفد عن الجيش السوري والعسكريين الروس من جهة، وممثلين عن الفصائل المسلحة والمجتمع الأهلي والمدني في القلمون الشرقي، طرح خلاله الجيش رؤية السلطات لتسوية وضع بلدات المنطقة.
ووفقا للمصادر، فإن شروط الحكومة تتضمن المطالبة بتسليم الفصائل أسلحتها للجيش والقبول بـ"الصلح وتسوية الوضع" أو الخروج نحو وجهة تركت لهم الحرية باختيارها، أما "من لا يرغب في الصلح أو الرحيل فليس أمامه إلا الحرب".
وذكر موقع "سمارت" المعارض أن الجيش أمهل الفصائل للجواب حتى موعد أقصاه الأربعاء المقبل.
وأضاف أن اجتماعا سيعقد بين ممثلين عن الفصائل والمجتمع الأهلي في القلمون الشرقي، لتباحث شروط الحكومة، وسط توقعات عدم موافقة قادة الفصائل في بلدات الضمير والرحيبة وجيرود وغيرها، على عرض المصالحة، لافتا إلى رفضها في مرات سابقة لعروض مماثلة.
في ظل هذه الأجواء، سارع أبو آدم القلموني قائد "جبهة تحرير سوريا" في منطقة القلمون الشرقي، إلى تأكيد رفضه أي حلول تنتهي بخروج المعارضين من مناطقهم وترحيلهم باتجاه الشمال السوري، وهو ما أعلنه تنظيم "أحرار الشام" أيضا.-( وكالات)