Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2019

الشاعر عبد الرحيم جداية: الشهر الفضيل فرصة للجمع بين الثقافتين: الدينية والأدبية

 الدستور - عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الناقد والشاعر عبد الرحيم جداية، فكانت هذه الرؤى والإجابات.
*  ماذا عن طقوسك التي تمارسها كمبدع خلال شهر رمضان؟
ـ رمضان شهر العبادة والطاعات والتقرب إلى الله بطلب العلم والمغفرة في تلاوة القرآن وما يتعلق من علوم الدين، حيث أهتم منذ ثلاث سنوات في رمضان بقراءة الأولياء والتصوف على مدار العام وفي رمضان خاصة، حيث الطقوس في القراءة أكثر مددا من طقوس الكتابة التي لا أقدم أحدها على الآخر ولكنها تفرض نفسها عليّ كما تفرض مادة القراءة طقسها الخاص في تناول مواضيع دينية فلسفية عند الفارابي في واجب الوجود وممكن الوجود والفيض، وكذلك الغوص في القصائد الفلسفية لابن الشبل البغدادي وابن سينا في عينيته المشهورة «هبطت إليك من المحل الأرفع.. ورقاء ذات تعزز وتمنع» وأبي العلاء المعري في قصيدته التأملية الشهيرة «غير مجد في ملتي واعتقادي.. نوح باك ولا ترنم شادي».                                        
*  هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية؟
ـ الكاتب لا يفصل بين التأمل والكتابة فالتأمل يقود المبدع إلى إنشاء قصائد والغوص في بعض  الكتب التي تجمع بين الأدب والرؤية الإنسانية للآخرة في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري والمقارنة مع دانتي اليجيري في الكوميديا الإلهية.         
*  برأيك ما الذي تراه مميزا في رمضان عن أشهر باقي السنة؟
ـ ما يحتاجه الإنسان العربي والكاتب خاصة هو التنظيم في حياته وإدارة الوقت بشكل فعال، وهذا ما نجده خالصا في شهر رمضان؛  إذ يساعد هذا التنظيم على أوقات للعبادة وأوقات للقراءة والكتابة وأوقات أخرى للتواصل الاجتماعي مع الأرحام والأصدقاء والتأمل طويلا لطرح أسئلة يفتقها رمضان عن ضمائرنا الحية.                           
*  ما هي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟       
ـ أعتقد أن هناك مساحة قليلة للأنشطة الإبداعية الجماعية في المؤسسات الثقافية على الكاتب أن يستثمرها ولا ننسى طرق التواصل الحديثة التي تقدم لنا اوقاتا للمشاهدة الجماعية، وهنا علينا أن نحسن الاختيار بما يُقدم عبر الفضاء الإلكتروني والذي يعتبر تقنيات تعلمنا عن بعد مثل الجامعات المفتوحة، لكن حالة المشاهدة الجماعية ما زالت مقتصرة على بعض اللقاءات والأغاني للترويح عن النفس مع وجود الإمكانية لتحويل المشاهدة الجماعية إلى دروس أدبية ولقاءات إبداعية خلاقة،           
* هل ثمة حقول معرفية تفضل القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟
ـ من طبع الكاتب التخصص فيما يقرأ؛ لكن هذا التخصص يحفر عميقا في مجال ما منقطع عن المواضيع الأخرى التي تشكل ثقافة أصيلة للكاتب، ورغم اهتمامي بالشعر إلا أن الرواية لها عندي اهتمام كبير وكذلك المسرح خاصة للمسرح الشعري مثل مأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور، وكثيرا ما ألتفت إلى دراسة الشخص مثل عيسى الناعوري في كتاب جودي البطاينة؛ فالقارئ النهم لا يشبع والصيام في رمضان يزيد من هذا النهم في قراءات متعددة ومجالات متغيرة ليصنع الكاتب ثقافته في رمضان جامعا بين الثقافة الدينية والثقافة الأدبية؛ فكلاهما مجال للنضج والتفكير والتأمل.