Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jan-2018

بنيان العروبة - د.هيثم إبراهيم عريقات

الراي -  الهاشميون هم النّقطة البيضاء في مَسيرة الأمّة ونهضتها، فهم من سلالة نبيّنا الصادِق الأمين الذي جاء رحمة للعالمين، وهم من كانوا يهشّمون الخُبز لكي يقدّموه لأهل مكّة في السّنة التي أصابهم فيها القحط، وتمتّعوا على مرّ التاريخ بالصّفات القيادية التي تؤهلهم للحكم، وكرّسوا حياتهم للاهتمام بقضايا الأمّة العربية، وامتلكوا القدرة على تحمّل مسؤولية لم يسبق لها مثيل. يعتبر آل العرب، أمير مكة، ملك الحجاز، وملك العرب) جاء بثورة للأمة جعلتها تنهض هاشم من أعظم القبائل التي أثّرت في تاريخ العرب وفي تاريخنا الحديث (شريف وتُدخل شُعوبها في رَكْب التّحرر والبناء والازدهار، وكما كان المغفور لهُ الملك عبد االله الأول الذي أكمل مسيرة محاربة الاستعمار في وطننا العربي، وأسّس المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بيتًا للعرب، وناصرة لقضايا الأمّة، وهذا ما آمَن به من بَعده المغفور له الملك طلال.

وها هو الحُسين–طيّب االله ثراه–الذي أحببناه جميعًا لا نَنسى ما قدّمه في التاريخ خَدمة لقضايا الأمّة ونصرة لحقوقها، وعمل بكلّ ما آوتِي من قوّة لرأب الصّدع بين الأشقاء العَرب، وجلالة الملك عبد االله الثاني حفظه االله والذي قال الحُسين عند مولده: «نذرت عبداالله لخدمة شعبه وأمّته»، هو الامتداد الطيّب لتلكَ الشّجرة التي تعبق بالحبِّ والخَير، وتحتضن الأشقاء في مِحَنّهم، وهو من أجمَعَ العالم على حبّه واعتبره خيرَ عنوانٍ للتّعاون والسّلام والكرامة، والذي وقف على المنصات العالميّة المختلفة مدافعًا عن قضايا وحقوق أمته، وتواجدَ دومًا في الميدان بين أبناء القوّات المسلّحة لمواجهة عِصابات التّطرف التي تُريد الخَراب لهذه الأمة.
الأردن أسّس في المنطقة نقطة ارتكاز مهمة جعلت منه أنموذجًا للسّلام، وأنموذجًا للأخوة والتّسامح، وجعلته يقف سدًا منيعًا لأيّ من المخططات التي تمسّ خارطة وكرامة الأرض، والشّعوب العربيّة، رغم مساحة أرضه المتواضعة، وفقرها للموارد التي تنعم بها جيرانُها، إلا أنّ خَيراتها أفاضت وجعلت منها أرضَ أنصار للأشقاء، والملهوثين، والهاربين من عتمة طريقٍ في أوطانِهم، وهذا ما نَقشه الجيش العربيّ الأردني في التاريخ بأحرف من عزٍ وتضحية، ليعلوا شأنُ أمّته، ويحافظَ على كرامتِها، وتجلّى لقبُه «الجيشَ العربي»؛ ليرتبطَ مع قضايا أمّته، والدّفاع عن حقوقها.
أعتقد أنّه لا خوف على بوصلة الوحدة العربيّة، وحماية القضايا والكرامة العربية وهي عند الأردنيّ؛ لأنّ الأردنيّ أصيلٌ وتربّى على العزّة والتّضحية في سبيل كرامة أرضه وأمّته، وإن أردتُم عودوا إلى التاريخ واقرأوه لتعرفَ أجيالكم تَضيحات الجيش العربيّ الأردني، وخدمته ونصرته لقضايا أمّته، فمن أراد منكم أن يهدم بنيان العروبة بقراراتٍ هنا أو هناك من خلال الضّغط على الأردن بالطّرق الاقتصادية، سيلقى الفَشل؛ لأن طريق الفتن سدّت في وجوهكم بحب الأردني لأرضه، وبسالة جيشهِ ورجال أمنه، وعلينا نهاية كعرب أن نَكون النّهر الذي يغذّي حديقة بنيان العروبة ومقطنها، ونرسل لها الزّيت الذي ينير الطّريق إلى القدس.
haithamibraheemk@gmail.com