أكتبُ من أجل أن أشعر بالرضى. الكلمات تجعلني أتنفس حصة كافية من أكسجين الحياة.

أبثُ الورق ما في عقلي وروحي من مشاعر مختزنة في صناديق أعماقي علها تصل الى القلوب الطيبة الصادقة فتكون رسائل من نور. آمرُت القلم بأن ينزف الكلمات والنصوص ليقرئها غيري من البشر فقد أتشارك مع القارىء فكرةً أو شعوراً صعباً عسيراً ونصر على تسميته رحمة.

الكتابة تجعلني أتحكم وأسيطر على تفاصيل الحياة المزعجة لإزاحتها بعيداً كالزبد يذهب جفاء ويبقى فقط ما ينفع في الأرض. أحلق بالخيال وسفن الحياة تآمرني أن أبحر كقبطان ماهر يتحكم بدفة القيادة. أرادتي القوية تلهمني كيف أتُقن السيطرة على الظروف والأحداث وأستل منها قدرتها على التحكم بحياتي.

أنتقي الأحرف وأطرز الكلمات وقد أهُدي الجُمل من نور النبوة رونقاً فالكلمة الطيبة صدقة وأن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان االله.

كلمات من يقينِ عاهدت االله أن أرسلها محملة بطاقةٌ من خيوط شعاع الشمس لتنير قلوب ودروب من يقرأها.

أحبُ أن أكتب كلمات الفرح فعندما أفعل أشعر أنها تضيء بقايا العتم بداخلي وتشعل شموع الأمل وحب الحياة من جديد. النفس الدنيوية تقوى علي حيناً وأقوى عليها أحياناً. أبقى مصرة على زرعِ الأرض روحا وريحانا وياسمينا أبيض نقيا.

أيمان عميق بداخلي يهمس لي توقع الخير والفرح سيأتيك الخير يرتدي عباءة الفرح. أمتلك اليقين بأن االله سيرسل لي من الغيم الرمادي فرحاً ويوسع الأفق الضيق ويمنحني الطمأنينة والأحساس بالرضا. أنتظر الفرح وأرسل التوقعات الى السماء. أناجي خالقي وأشرع نوافذ وابواب حياتي للرحمات والبركات التي في الطريق الي.

ما زالت الكلمات الجميلة تجعلني أستشعر مدى عظمة وصفاء الكون فأدرك جمال وأناقة اللون الابيض النقي للدنيا وأصر على التركيز عليه. رفعت شراع المحبة والتفاؤل عالياً فرفرف المرسى وحلقت الطيور وأصبحت الكلمات جواهر غالية.

عضلة القلب لينة وليست حجراُ لذلك ركز على الكلمات الطيبة الإيجابية التي ترتدي ثوباً من نور فهي تجعلك تنجح كل مرة في قلب مزاجك للأفضل وتمنحك القدرة على بناء قلعة عالية في نفسك لا يطالها اليأس. أمتلك الشجاعة على التخلي عن الطرق الضيقة التي لا تؤدي الى يقين.

الكتابة هي طاقة فكرية وروحانية فلنجعلها تبث الكثير من الجمال ولنهدي القارئ أعذب وأرق الكلمات. هل تعلمون متى ندرك أن ما سنقوله أفضل من الصمت! يكون ذلك حين تمنح الكلمات والجمل هدوءاً وطاقة إيجابية لقارئها.

سأستمر في الكتابة من أجل ألا يقتلنا الحزن على الظروف الصعبة من حولنا. سأكتب من أجل تصريف أفعال القلب بحرية العصامي.

سأكتب لإجتياز الاختبارات الكبري ولزيادة القدرة على التماسك في مواقف الحياة وأحداثها. سأكتب من أجل أحلامي وأحلام الطيبين في الأرض. سأكتب من أجل أن لا أرى الدنيا أكبر مما هي عليه. وسيبقى يحاصرني كلامي الذي لم أقله حتى يتحول الى أغنية يغنيها ملايين البشر.

A_altaher68@hotmail.com