الدستور - - عمر أبو الهيجاء

 

«كان لي شرف القيام برعاية ودعم الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية وهذا مصدر فخر واعتزاز لي؛ لأن هذا نابع من إيماني العميق بانتمائي لوطني وإنسانه وهو واجب أخلاقي ووطني وإنساني مقدس»، هذا ما ذهب إليه الكاتب الداعم للأنشطة الثقافية ورجل الأعمال الأردني محمد أبو رصاع، مؤكدا أن المشهد الثقافي الأردني متقدم كثيرا على كثير من الدول العربية الأخرى وتشهد عمان والأطراف حراكا ثقافيا هائلا».

 

«الدستور» التقت أبو رصاع وحاورته حول المشهد الثقافي بشكل عام، وعن قضايا النشر، وعن مبادراته في دعم المثقفين وأنشطتهم.

 

* كيف تنظر إلى المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا؟ 

 

- الحقيقة إنني من المتابعين بعمق ودأب مستمر للمشهد الثقافي العالمي والعربي والأردني بشكل عام ومطلع على كل ما يدور ويحدث على الساحة الثقافية بدوائرها الثلاث ومن خلال هذا الاطلاع العميق والواسع، استطيع أن أقول إن لكل حالة من الحالات السابقة جانبا سلبيا وآخر إيجابيا، فعالميا نجد أن نمط الحياة المادية الاستهلاكية التي فرضت على الإنسان المعاصر أن يخضع للآلة وما تفرزه من قيم استهلاكية. أما عربيا فنحن للأسف إذا حاولنا إجراء مقارنة بسيطة بين الإنتاج الإبداعي في مطلع القرن الماضي مع الواقع الراهن فسنجد فرقا هائلا من حيث جودة هذا الإنتاج وعمقه ونضوجه وبين ما تقذف به أرحام المطابع اليوم، لقد كان المبدع والكاتب والأديب والمؤلف مصدر معرفة ثرة وثرية للقارئ.

 

* محمد أبو رصاع على من تتلمذ من الكتاب والمفكرين؟

 

- أنا أنتمي لجيل تتلمذ على كتب العقاد وطه حسين وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم وأحمد حسن الزيات وغيرهم، فهم لديهم فكر وأدب وثقافة ومعرفة، واليوم نجد النصوص تميل إلى السطحية وهي أقرب ما تكون إلى السذاجة، ولعل ما ساعد على هذا لدى الكتاب اليوم هو استسهال الأمر واتساع أبواب النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستعجال الشهرة.

 

* كيف ترى رعاية الأنشطة الثقافية، يقال إنه دائما يتم التركيز على الراعي على حساب المبدع؟ 

 

- أحمد الله أن وفقني لرعاية الأنشطة الثقافية وهيَّأ لي من الأسباب ما يمكنني من فعل ذلك لإيماني العميق بأن رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المحلي والشركات والبنوك والدوائر الاستثمارية ينبغي أن تضطلع بالدور المأمول منها في تنمية المجتمع والاستثمار في الإنسان الذي هو عماد المجتمعات وخاصة فئة الشباب التي تحتاج للرعاية والدعم وهم في بداية مشوارهم الإبداعي ومسيرتهم الأدبية ولا يمكن أن يكون التركيز على الراعي للعمل الإبداعي على حساب المبدع عملا محمودا إذ إن الرعاية في الأصل إنما جاءت لدعم هذا المبدع ووضعه في بؤرة الضوء والأخذ بيده.

 

* قمت برعاية العديد من حفلات توقيع الكتب، وكنت داعما لها وكذلك بعض الملتقيات والأنشطة، ما جدوى ذلك؟ 

 

- كان لي شرف القيام برعاية ودعم الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية وهذا مصدر فخر واعتزاز لي لأن هذا نابع من إيماني العميق بانتمائي لوطني وإنسانه وهو واجب أخلاقي ووطني وإنساني مقدس من وجهة نظري بل هو رسالة سامية وقد أسهمت هذه الرعاية بإنجاح هذه الفعاليات والأنشطة وتركت أثرا بالغا في تقديم العديد من المبدعين وإصدار العديد من الكتب لهم والأخذ بأيديهم؛ لأنني أؤمن أن العمل الثقافي لا يمكن له أن يحقق نجاحا دون جناحين هما الدعم المادي والإعلام وبتوفرهما يستطيع المبدع أن يقدم إبداعه على أكمل وجه وبصورة مشرقة.

 

* في مهرجان عرار الشعري لهذا العام أعلنت مبادرة طباعة كافة أعمال الشاعر التونسي منير الوسلاتي.. إلى أين وصلت هذه المبادرة، وهل هناك دعم للمبدع الأردني؟

 

 

 

- قمت بالإعلان عن دعم كافة مؤلفات الشاعر التونسي مفيد الوسلاتي لأؤكد على عمق العلاقات التي تربطنا بأشقائنا العرب وقة الأواصر التي توحدنا مع أخوتنا في الأقطار العربية وأنا عند وعدي وسنقوم قريبا باتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه لنفي بوعدنا متمنيا له ولجميع المبدعين التوفيق والسداد ومزيدا من التوهج الإبداعي.