Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Apr-2019

الباحثان النعامنة وسلامنة يصدران «بارانويا القصيدة العربية في القرون الوسطى..»

 

 
عمان - الدستور - صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، رام الله كتاب بعنوان «بارانويا القصيدة العربية في القرون الوسطى/ ابن الرومي وارق الماضي وارق اللغة: من المجاز الى التصوف» للباحثان د. محمود النعامنة رئيس قسم الأنثروبولوجيا، وسالم سلامنة.
في كلمة على غلاف الكتاب تقول إن: الدراسة  يتناول موضوعة اللغة وتمظهراتها الصوفية لدى الشاعر العباسي ابن الرومي، الذي عاش حياته مطاردا من ذاته ومن واقعه الذي اتسم بالحزن والفراق واللوعة، وقد جاءت اللغة لتكون ترجمانا لهذه التجربة: وكانت اسقاطاتها صوفية بحتة، ووجد ضالته بالعالم الصوفي، وحاول تطويع مفرداته للفكرة الصوفية، واحيانا في لا وعي التجربة الشعرية ابان كتابة القصيدة، سقطت.
المؤلفان يوضحان في مقدمة الكتاب ان ابن الرومي حاول– في قلب الثورة المعرفية العباسية- ان يرسم لنفسه مسارا شعريا على طريقة التجريبيين المعاصرين، وربما اصبح هذا المسار نهجا واقعيا لدى ابن الرومي، املته عليه سيرة حياته التي زخرت بحوادث جعلته مضطربا لا يثبت على حال، ولا نعرف حقيقة ميوله ونزواته وانتماءاتها الدينية والمجتمعة، وقد حاول ان يعطي لقصائده نفسا طويلا، من خلاله استطاع ان يعبر عن تجربته الفريدة في الألم والمعاناة، وحفل شعره بذكر تجربته الشخصية، وكان حريصا على أن يبني قصائده بناء نشعر فيه بدقة الإحساس وعمق الشعور والسخرية والألم والتهكم وربما كان ذلك سببا في انزياحه عن عمود الشعر الجاهلي في بعض الاحيان.
الكتاب الذي جاء في خمسة فصول ركز على مفاصل مهمة وعديدة في حياة ابن الرومي فجاء الفصل الاول بعنوان «خطوط عريضة في حياة ابن الرومي»، حيث يبن الواقع المعيش وبلورة الفكرة الشعرية، الاصول غير العربية/بارانويا الاصول، الحضارة العباسية وانفتاح قرائح اللغة / هاجس الحضور، الحظ العاثر بين الياس والدونية، بين التغريبة والاغتراب النفسي.
«الحزن والبكاء في حياة ابن الرومي»، كان الفصل الثاني وفيه يتطرق الى :المنعطف الاول نحو توظيف الفكرة الدينية، ضياع الثروة وهاجس والفقر، الموت مطاردا، تجربة اليتم، موت الاخ الاكبر، موت الابن الاكبر، موت الابن الاصغر، موت الابن الاوسط، الدين الخلاص. 
يناقش الفصل الثالث «ابن الرومي وولاؤه للعباسيين»، التأثر بآراء الاساتذة العرب في بغداد، في حضرة ثمانية خلفاء عباسيين: بين التودد وخيبة الامل، وموقفه من الاضطراب السياسي في الدولة الاسلامية.
يناقش الفصل الرابع «ابن الرومي وتقلباته بين السنة والشيعة»، ماذا قالت فيه المنصفات الشيعية، ابن الرومي وغديريته المشهورة، مدح/مراثي آل البيت،  فيما يسلط الفصل الخامس الضوء على «النزعة الصوفية في شعر ابن الرومي»، بين الكتابة والتجربة الشخصية، الكتابة الشعرية وتجربة تخطي اللغة، العصر العباسي والتصوف، اثر الفكرة والتجربة، توظيف المعجم الصوفي والفكرة الصوفية، توظيف المعجم القرآني والفكرة القرآنية، والاستنتاجات.
يتوصل الكاتبان الى ان ابن الرومي كانت له تجربته الشعرية الرائدة في التخطي والانزياح، وله قريحة خاصة في الشعر، وتجربة مميزة في الكتابة الشعرية، فقد حاول ان يجدد في معمار قصيدته، ولكنه ما زال يراوغ ويؤسس قصيدته وفق عمود الشعر، وفي تخطيه يتطرق الى الفكرة الصوفية، مقتنعا ان التجربة الشعرية والتجربة الصوفية تحققان معاني جديدة فيوظف. فيوظف بعضا من هذه الافكار الصوفية، وقد غذى هذه الافكار نمط الحياة المتزهد والمتصوف الذي لجأ اليه ابن الرومي في نهاية حياته، بعد ان اوصدت الابواب في وجهه، ويأس من الدنيا ولجأ في تخطيه اللغوي توظيف المصطلح القرآني بمعان سياقية القرآنية عبر من خلالها عن معانيه الشعرية الخاصة.