Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2017

المصالحة الفلسطينية هي العليا - عبد المجيد أبو خالد
 
الراي - رغم أن عددا ليس بالقليل من الكتاب تناولوا موضوع المصالحة الفلسطينية التي جرت أخيراً بين حركتي فتح وحماس غير أن عددا من هؤلاء الكتاب تناولوا ذلك إذعانا لأهوائهم أو لأجندات خارجية لأن الفلسطينيين أعربوا جليا عن فرحتهم وحماسهم لهذه المصالحة التي انتظروها منذ عقد من الزمن والتي بغيابها أثقلت كاهل المواطن الفلسطيني ماديا ومعنويا في كل فلسطين وفي الخارج وأعطى الانقسام الفلسطيني مبررا لإسرائيل ومن يحتضنها ولعدد من الدول العربية لإنكار القضية الفلسطينية.
 
عدد من المراقبين يؤكدون أن هذه المصالحة جاءت بضوء أخضر من قبل أميركا وإسرائيل بهدف تحييد سلاح المقاومة خاصة سلاح حركة حماس وأن إسرائيل هددت وعلى لسان رئيس وزرائها المتطرف بنيامين نتانياهو بإفشال هذه المصالحة إذا لم تلب مصلحة إسرائيل.. ويبدو أن هذا التحليل صحيح لكن الشعب الفلسطيني الذي انكوى وما زال بنار الاحتلال ونار ذوي القربى ونار بعض قياداته عليه أن يتحمل المسؤولية من أوسع أبوابها بعد أن تخلت العرب عنهم وانشغلوا بالاقتتال فيما بينهم وحملوا الرؤيا الصهيونية والغربية في زرع الفتنة والطائفية والجهوية والاثنية والعشائرية بينهم.. رغم أن هناك عددا من العرب يدركون ذلك وبخاصة بعد محاولة إنشاء إسرائيل الثانية في منطقة كردستان العراق والتي تحظى بدعم وتأييد إسرائيلي ظاهر وأميركي خفي.
 
الفصائل الفلسطينية عليها أن تتحرك في الاتجاه الصحيح وفي طريق المصالحة بعيدا عن المهاترات والمزايدات وبعيدا عن نعيق بعض الكتاب هنا وهنا لأن هذا الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال اليهودي والأجنبي منذ أكثر من مئة عام واستطاع أن يصمد ويضمد جراحه أن يخرج من تحت الرماد كطائر الفينيق بين فترة وأخرى ليجعل قضيته الفلسطينية هي القضية الأولى والتي تطرح على الطاولة دائما رغم أن بعض الدول العربية والإفريقية وغيرها يلهثون وراء الكيان الصهيوني الذي سيثبت لهم الزمن والتاريخ بأنهم يلهثون خلف السراب.
 
ما زال الفلسطينيون يضعون أيديهم على قلوبهم بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات بين فتح وحماس برعاية مصرية في القاهرة لكي يتنفسوا الصعداء ويشعرون بالارتياح الذي يجب أن تحمله المصالحة إلى الشارع الفلسطيني الذي حمل من الأعباء ما لا تقدر على حمله الجبال.
 
من الممكن أن يكون الضوء الأخضر الأميركي للمصالحة ما هو إلا مناورة خبيثة من الإدارة الأميركية لتتفرغ وتجند نفسها مع ربيبتها إسرائيل بإشغال المنطقة للمزيد من القتال والدمار وقتل الأبرياء خاصة إذا ما عرفنا أن داعش التي هي صنيعة أميركية باعتراف المسؤولين الأميركيين ما زالت تحظى بالمساعدة والرعاية الأميركية وأن أميركا تتجه أيضا إلى الانقضاض على الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبار ومن ضمنها واشنطن وأصبحت أميركا بذلك مكشوفة للعالم ولكل قاص ودان بأنها لا تحترم تعهداتها وأنها هي الدولة المارقة الكبرى في العالم.
 
الفلسطينيون فعلا بحاجة لمن يقف في المصالحة لجانبهم ويدعمهم وأن يمد يد العون والحماية لهم لتأخذ المصالحة مكانها الطبيعي خدمة للمصالح الفلسطينية العليا وللمصالح القومية العربية.. وهذا ما ترجوه السياسة الأردنية والشعب الأردني بخاصة والشعوب العربية بشكل عام وليبتعد كل المغرضين عن التدخل في شؤون المصالحة سواء كانوا كتابا أم سياسيين كما يدعون ولتكن المصالحة الفلسطينية هي العليا وغير ذلك هي السفلى.