Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jul-2018

لافتات الشوارع بالعبرية وكأن الفلسطينيين ليسوا موجودين - عميرة هاس

 

هآرتس
الغد- إذا اردتم التجول في اللا وعي الإسرائيلي سافروا في شارع 60 (في الضفة المحتلة- تحرير الترجمة) حتى مفترق طرق بتين ودير دبوان وبرقة ومن هناك توجهوا يسارا. ألا تعرفون؟ هناك أعطيت اشارة. شركة خطوط إسرائيل تنفذ هناك أعمال تحسين وكذلك وضعت لافتات بالصيغة التالية: بؤرة خطر عالية. سافروا بحذر. هذا سجل داخل دائرة وفيها عقرب يشير إلى خط باللون الاحمر، للتدليل. تحت الدائرة كتب "مفترق جفعات اساف". توسيع المفترق وتنفيذ تحسينات أمنية. أعمال صيانة في المفترق الخطير. موعد الانتهاء في كانون الثاني 2019. التوقيع: وزارة المواصلات، ودائرة شوارع إسرائيل.
في منتصف شهر آذار سألت المتحدثة بلسان خطوط إسرائيل لماذا تم اختيار هذا الاسم؟ "حيث ان الامر يتعلق بموقع استيطاني غير قانوني وغير مرخص، اقيم على أراضي خاصة لسكان قرية بتين الفلسطينية. والأكثر من ذلك السيطرة على الارض تمت بواسطة تزوير وثائق". الموقع أقيم في 2001 عن طريق استغلال قيود الحركة المشددة التي فرضها في حينه الجيش على الفلسطينيين، ومكن عصابات سارقين من السيطرة على مزيد من الاراضي.
لقد اشرت إلى أنه قيل لي إن الموقع الاستيطاني لم يعط الشرعية، أي السلطات الإسرائيلية لم تجد ساحرا قانونيا محتالا يبيض التزوير الفظ، الذي تضمنه "بيع اراضي" في 2002 و2003 من قبل أحد سكان بتين الذي مات في 1995. "هل في اختيار الاسم نوع من التشجيع للزعرنة العقارية؟" سألت وأجبت "خطوط إسرائيل هي الشركة الوطنية للبنى التحتية للمواصلات ولا تنشغل اطلاقا بالمسائل السياسية بل بالمواضيع الاساسية المسؤولة عنها وهي التخطيط والتنفيذ والصيانة وشبكة الشوارع".
لا تنشغل بمسائل سياسية؟ ليس هناك ما هو سياسي أكثر من شركة وطنية، شقت شارع رئيسي على أراضي القرى الفلسطينية بتين وبرقة ودير دبوان، ولكن بدون ان يكون لديهم مخرج مباشر اليه وإلى المفترق. ليس هناك سياسي اكثر من شركة تشق شوارع خارج حدود الدولة، من اجل تمكين مواطنين يهود إسرائيليين من مخالفة القانون الدولي، الذي يمنع نقل سكان محتلين إلى المناطق المحتلة. ولكن هنا نحن ما زلنا في الحدود المنظورة للوعي الإسرائيلي. إسرائيل لا تخفي أن هذا هو غايتها، السيطرة المطلقة، الرسمية، على نحو 60 في المئة من اراضي الضفة الغربية. وإسرائيل لا تخفي موقفها، الذي يقضي بأن كل قطعة ارض يضع عليها يهودي يده هي مكرسة له وهو مكرس لها.
اللاوعي يظهر في باقي الاجابة خطوط إسرائيل: "اسماء المفترقات لا تحدد من قبل الشركة أو أي جسم آخر مخول من الدولة، بل حسب الاسم المعروف لدى الجمهور، على الاغلب اسم البلدة الاقرب أو موقع معين، مثل مفترق برديسيا أو مفترق كيرح المجاور لمصنع لانتاج الجليد اقيم قبل قيام الدولة". الجمهور؟ في القرى الثلاثة المذكورة اعلاه والقرى القريبة مثل مخماس وعين يبرود ويبرود وسلواد وبالطبع في مدن رام الله والبيرة، الجمهور يعرف المكان كمفترق قرى بتين وبرقة ودير دبوان. علاوة على ذلك الجمهور الفلسطيني الذي يعيش في المنطقة ويسافر في شوارعها أكبر بكثير من الجمهور الذي يسكن في النقاط الاستيطانية والمستوطنات المحيطة.
اللاوعي ليس مجرد يظهر، بل يطفو حقا في اللغة التي كتبت بها اللافتة. اللغة العبرية فقط. سألت قبل اربعة أشهر المتحدثين باسم الشركة لماذا لافتة لم تكتب أيضا بالعربية. الاجابة التي حصلت عليها كانت: "على ضوء توجهك الذي اثار اهتمامنا سنفحص اضافة كتابة بالعربية إلى لافتات الارشاد في المناطق التي فيها سكان مختلطون". اللافتات بقيت على حالها.
في الوعي الإسرائيلي الفلسطينيون هم اشخاص عابرون، ليس لهم حقوق في المكان الذي يعيشون فيه. في اللاوعي الذي يظهر في اللافتة بالعبرية وفي تفسيرها، الفلسطينيون مختفون تماما من هذا المكان. هم غير موجودين.