Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2021

هل تختلف إجراءات التعامل مع الموجة الثالثة لكورونا عن سابقاتها؟
الراي - سائدة السيد
في الوقت الذي كشفت فيه الجهات المسؤولة قبل أيام عن دخول المملكة الموجة الثالثة من فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات يوميا لتتجاوز الألف إصابة، بدأت التساؤلات بشأن ما إذا كانت إجراءات التعامل مع الموجة الحالية ستختلف عن الموجات السابقة؟.
ومع توقعات عديدة أن هذه الموجة ستكون أقل شدة من الموجات السابقة، بسبب ارتفاع نسبة المناعة المجتمعية جراء الإصابة الطبيعية بالفيروس او تلقي لقاح كورونا، رأى أطباء خبراء تحدثوا الى «الرأي»، أن الموجة الثالثة ليست كالأولى والثانية والتعامل معها يجب ان يكون مختلفا، حيث ان الإغلاق ليس أحد الوسائل للتعامل مع الفيروس، إنما المطلوب هو التعايش مع الوباء والتقيد بإجراءات السلامة العامة مع الاستمرار في رفع نسبة المطعمين.
 
وكانت الحكومة أوعزت في وقت سابق بتشديد الرقابة بشأن التزام الأفراد والمنشآت بأوامر الدفاع والتعليمات الصادرة بموجبها، من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والتجمعات، خصوصا في المرحلة المقبلة، وعدم الاطمئنان لاستقرار الوضع الوبائي، مشدد على «أننا لا نملك ترف العودة لخيار الإغلاقات».
 
وكان أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة ومسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي كشف في تصريحات صحفية سابقة عن دخول الأردن الموجة الثالثة من الجائحة، إذ ان المؤشرات والمعايير جميعها تؤكد ان المنحنى الوبائي بدأ بالارتفاع، وتجاوزت الإصابات الألف إصابة في اليوم الواحد، كما تجاوزت نسب الإيجابية في الفحوصات عن 4,4%.
 
وفي هذا الجانب، قال الاختصاصي وخبير الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني: ان في الثلاثة ايام الأخيرة لوحظ تغيرا في المؤشرات الوبائية وأعداد الإصابات ونسب الفحوصات الإيجابية، حيث بدأت بالاختلاف والارتفاع، ما يدل على ان المملكة دخلت بالموجة الثالثة لكورونا.
 
وأكد ان الموجة الحالية ليست كالأولى او الثانية، متوقعا ان لا تكون بنفس الشدة سواء على المجتمع او الاقتصاد، نظرا لوجود مبررات علمية كارتفاع نسبة المطعمين، فهناك نحو مليونين و 100 الف شخص تلقوا الجرعتين، ومليونين و 800 الف تلقوا الجرعة الواحدة.
 
وكون المناعة المجتمعية في المملكة اختلفت عن السابق، سواء التي جاءت من المناعة الطبيعية والإصابة بالفيروس او تلقي المطعوم، فإن ذلك يعطي كما ذكر المعاني مؤشرا أن الموجة الحالية ستكون اقل شدة، سيما ان البراهين العلمية تشير الى ان اللقاح يشكل مناعة ضد المتحورات ومنها المتحور «دلتا» الأكثر انتشارا بالمملكة.
 
واكد المعاني، ان هذه المؤشرات لا تبعث على القلق للعودة الى الإغلاقات، لكنها تتطلب التحلي بأعلى درجات المسؤولية، كالإقبال على التطعيم، والالتزام بإجراءات السلامة العامة من ارتداء الكمامة والابتعاد عن التجمعات، مبينا ان المسؤولية هي مشتركة لحماية الجميع.
 
وعن الاجراءات المطلوبة من الجهات المعنية في هذه الموجة، لفت الى أهمية تسريع وتيرة التطعيم، وزيادة الفرق والمراكز، وتفعيل التطعيم القطاعي، ومحاولة تقليل الفروقات بين أعداد متلقيه الجرعة الاولى والثانية، والتركيز على الفئات ذات الاختطار العالي لمن تجاوز الـ 50 عاما، خصوصا ان المناعة مع المتحور «دلتا» بعد الجرعتين تكون بحدود 85%، اما الجرعة الواحدة لا تتجاوز 33%.
 
كما طالب الجهات المختصة بتكثيف عملها الميداني، والقيام بجولات رقابية وتفتيشية سرية ومعلنة، على منشآت القطاعات المختلفة العامة والخاصة، لضبط اي تجاوزات او تقاعس عن عدم تطبيق اوامر الدفاع الصادرة عنها، وعدم التهاون مطلقا حفاظا على السلامة العامة.
 
وحذر المعاني من التهاون بالوضع الوبائي، والتراخي بتطبيق اجراءات السلامة العامة، حتى لا نشهد اي انتكاسة لا سمح الله مستقبلا، مع التركيز على اهمية التطعيم في منع الأعراض الشديدة ودخول العناية الحثيثة، وفي الوقت ذاته توحيد الخطاب الإعلامي وعدم التراشق بالتصريحات المتناقضة، كوننا متجهين نحو العودة لفتح القطاعات والتعليم الوجاهي.
 
من جهته، اعتبر استاذ الوبائيات في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور أنور بطيحة، ان التطور الطبيعي للفيروس هو ظهور مئات المتحورات، والموجة الحالية لن تكون الأخيرة وسيكون هناك موجات أخرى مستقبلا، إلا ان الموجة الحالية حسب توقعاته ستكون أقل شدة من سابقاتها، نظرا لتشكل مناعة مجتمعية كبيرة لدينا.
 
ورأى ان اجراءات الإغلاق ليست أحدى الوسائل للتعامل مع الفيروس، فهي لن تمنع حدوث تحوراته، ولا ضرورة لاتخاذها، مؤكدا ان المطلوب حاليا هو التعايش مع الوباء، مع الاستمرار بالتقيد بإجراءات الوقاية من لبس الكمامة والابتعاد عن الازدحامات، وتسريع وتيرة التطعيم.
 
ومع الظروف الاقتصادية الصعبة، وإغلاق المدارس لفترة طويلة، فلا بد حسب بطيحة، من العودة لفتح القطاعات من مدارس وجامعات ومنشآت، مع التأكيد على وضع الضوابط الأساسية التي تضمن السلامة العامة للجميع، خصوصا ان المنظومة الصحية بالمملكة تحسنت، إذ اصبحت مجهزة بشكل أكبر من كوادر مؤهلة، ومستشفيات ميدانية تتحمل أعداداً كبيرة من الإصابات التي تستدعي دخولها.