Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2018

احذروا من زج الأردن بصراع الفوضى - احمد خليل القرعان

الراي -  علمتنا تجارب التاريخ والصراعات وانتشار الشائعات ان نحذر جيدا مما يحاك لنا من بعض من امتهن لعبة ركوب المسيرات والمظاهرات وإطلاق الشائعات كلما هدأت الأوضاع في الأردن.

فخطورة هذه الفوضى تدفعنا جيدا لكي نعي بوعي وإدراك دروس وتجارب الآخرين معها، ولنحذر كاردنيين ان نكون حطبا لنار فتنة قد تلتهم ما بنيناه عبر سنين خلت ذاق الأجداد والآباء فيها الأمرين لكي نصل الى ما وصلنا اليه من تقدم وحضارة تفوقنا فيها على الكثير من الدول التي تمتلك الإمكانات والموارد الطبيعية والمالية.
فالاردن كغيره من الدول لم يسلم ممن يعيث بارضه من بعض الحاقدين الذين اعتادوا بث السم في عروق العامة تارة بمنهج القومية وأخرى بمنهج التيارات المتأسلمة والعلمانية ، وهولاء جميعا لم يستحوا من وطن احتضنهم ورباهم لإصرارهم على إنتاج مناظلين مختصين بتشكيل شعوب جوعى واناس مهمشين لإيجاد أرضية خصبة حولهم لتصديق أفكارهم وانتهاج معتقداتهم.
وعليه فإننا نقول لهولاء: كفو ايها الغربان عن وطن يبحث قادته لشعبه عن موطئ قدم في عالم لا يعترف بالخانعين ولا بالمشعوذين، ودعوا الشباب يرتبون عقولهم كما يقتضي واقع الحال في وطنهم بعيدا عن شبح المزايدات والمهاترات.
فاذا كنا نؤمن في الاردن، بأن بلاد العرب أوطاني من الشام الى بغداد ومن نجد الى يمن إلى مصر وتطوان، رغم فشل هذه الفرضية منذ إطلاقها الى الآن ، إلا أننا يجب ان نكون اكثر ايمانا بأن الأردن اولا هو القوة الحقيقية لاستعادة الأنفاس ووضعه على سكة السلامة والتقدم.
فما يمر به الاردن من أزمات اقتصادية وجيوسياسية لا يستطيع أحد أن يزعم بأن لديه خريطة طريق للخروج من الواقع المرير، وهذا يتطلب منا جميعا التكاتف والتلاحم لحماية الوطن ومنع المتربصين به من إغراقه في وحل الفوضى، بضرورة فهم التطورات المتسارعة والمتدفقة حولنا من كل جانب كالسيل الجارف، وأن نوجه طاقاتنا لتخفيف حجم الآثار الكارثية التي قد تنتجها الفوضى لا قدر االله.
وعليه فإني مؤمن تماما بأن هناك نخبا وقوى حية ستظهر قريبا وترى النور ، لن تسأل عن العمل، لأنها تعرف تماما مواطن العلة، وكيف ومتى وأين ستجتثها من جذورها.
فلنحذر المسيرات والإضرابات الموجهة والتي انتجت عذابات الربيع العربي، والتي انتهت عن بحور الدماء التي نزفت في بلاد العرب، وليس هناك إلى الآن ثمة بذرة للخلاص روتها تلك الدماء.
الاردن يستحق منا جميعا أن نعيد ترتيب اوراقنا وسلم أولوياتنا وعلى رأسها الحذر ممن يروجون الإشاعات الذين ينشرون أخبارا فيها جزء من الصحة، ويضيفون إليها ما ليس فيها دون أن يقدروا خطورة ما يفعلون، فيهولون الأحداث ويضخمونها لاختلاق الفوضى بين أوساط المجتمع، وإثارة الأحقاد، أو الانتقام من شخص أو فئة أو جماعة، وهنا لا بد من التأكيد أن نشر الإشاعات يحطم الروح المعنوية التي لطالما تمتعنا بها وكونت سدا منيعا لحماية الأردن عبر مسيرة تأسيسه.
فخطورة الاشاعات والاتهامات على الدولة وتركيبة المجتمع الأردني دفعت الأجهزة الأمنية مؤخرا إلى التحذير من نشر الإشاعات، ودعت أفراد المجتمع إلى أخذ المعلومات من مصدرها الرسمي، خاصة في ظل تداول معلومات غير موثقة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، سرعان ما يتم نفيها بعد ظهور الحقيقة.
فعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات بين الناس، إلا أن البعض اتخذها وسيلة لترويج الإشاعات بغرض التسلية أحيانا ولنشر الفتنة أحيانا اخرى، فلا تجعلوا الأردن مسرحا للتسلية وعضوا عليه بالنواجذ، لأن نعمة الأمن إن ذهبت لا قدر االله فإنها لن تعود، وإن عادت سيشوبها الخلل والفوضى وانعدام الرؤية.