Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2019

استهداف الناقلات: من المستفيد؟* موفق ملكاوي

 الغد-صدم العالم صبيحة الأربعاء وهو يتابع الأخبار عن استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان. إمدادات النفط إلى العالم باتت مهددة، وأمن الطاقة على كف عفريت. القول إن أزمة المنطقة يمكن احتواؤها بات يبتعد شيئا فشيئا. أما الاتهامات فتكاد تنحصر في جهة واحدة، هي إيران، تغذيها وسائل إعلام ومحللون يؤتى بهم ليقولوا تماما ما تريده الجهات الممولة لتلك الوسائل!

يبدو اتهام إيران بهذا العمل الإرهابي مرضيا لكثير من دول الإقليم، خصوصا بعد التصريحات الأميركية التي تراجعت فيها عن خيار الحرب، ومدت فيها يدا إلى الحوار، وأدخلت فيها الوسيط الياباني الذي كان ضيفا على طهران وقت تفجير الناقلتين، وهناك من لا يرضيه أن تسير الأمور على هذا النحو.
ثمة من يرى أن العقوبات الاقتصادية على إيران، وحدها، لا تحقق الهدف، ولذلك فهناك إصرار على أن يمضي المخطط إلى آخره، وأن تنجر المنطقة إلى حرب جديدة لا أحد يعرف كيف ستكون نهايتها.
القول بوقوف إيران خلف هذه التفجيرات يقفز عن العديد من الحقائق، ولا يقرأ واقع الأمور والأزمة كما ينبغي، فالنظام الإيراني يعرف قبل غيره أنه ما من مصلحة له في تأزيم الأمور أكثر مما هي عليه، خصوصا بعد أن تراجعت حدة التصريحات بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية. صحيح أنه يعاني كثيرا، خصوصا بعد فرض العقوبات الإضافية على اقتصاده، وأن هناك تبرما شعبيا كبيرا جراء الظروف الاقتصادية، إلا أنه يعرف قبل ذلك أن أي مواجهة عسكرية، مهما كانت صغيرة، فإنها تهدد وجود النظام نفسه، وقد يتحول بلده إلى ساحة كبيرة للتدخلات العالمية.
ينبغي لنا البحث عن جهات أخرى مستفيدة من حالة التأزيم التي خلقتها التفجيرات الجديدة، خصوصا مع مسارعة واشنطن في الإشارة إلى طهران كمتهم وحيد. ويجب البحث عن جهة تمتلك، أيضا، السلاح، والقدرة على إصابة الهدف بهذه الدقة.
لا شك أن أطرافا عديدة لديها مصالح قصوى في تأزيم علاقة إيران بالغرب، خصوصا أنها تعرف أن إيران ستكون من أوائل من يرد اتهامهم بالمسألة بسبب امتلاكها أعداء كثيرين لانتهاجها سياسات عدائية تجاه دول المنطقة، ولم تترك لها تدخلاتها في الدول العربية كثيرا من الأصدقاء، بعد أن اشتركت بشكل مباشر في النزاعات في الدول العربية، ولها قادة وجنود وميليشيات في العديد من الدول العربية التي تشهد نزاعات اليوم. 
رغم ذلك كله، ينبغي لنا أن لا نفكر بطريقة ثأرية حين نريد توجيه الاتهام إلى جهة مسؤولة عن تفجير الناقلتين. لقد عشنا الخديعة مرات ومرات، ويكفي أن ننظر إلى مسألة التحشيد والتجييش ضد العراق، ثم احتلاله في العام 2003، لنعرف كيف يعمد العالم إلى خداعنا، وكيف تنطلي علينا الخدعة بكل سهولة!!