Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2018

نتنياهو في الهند: فرص ومصالح - افرايم عنبر

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- التصريح المشترك للهند وإسرائيل، الذي نشر في نهاية الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الهندي نراندرا مودي لإسرائيل في تموز 2017 استهل بأن الصداقة بين الدولتين تم رفعها إلى "التعاون الاستراتيجي". بنيامين نتنياهو سارع إلى رد الزيارة للهند بعد نصف سنة من وصول مودي إلى القدس، للاشارة إلى أن هناك شيئا حقيقيا في هذا التصريح.
الشراكة بين الدولتين تنبع من عقيدة تهديد عالية ومن أجندة استراتيجية مشتركة. لقد قامت كل من الهند وإسرائيل بحروب تقليدية كبيرة مع الجيران وجربتا الإرهاب والنزاعات بدرجة منخفضة. الدولتان تنخرطان في نزاعات مستمرة ذات مكونات عرقية ودينية معقدة، وهي غير مفهومة للجهات الخارجية. وكذلك فإن اعداء الدولتين لديهم سلاح ابادة شاملة.
الدولتان تخافان من الاسلام المتطرف الذي معظم مراكزه تقع في العالم العربي. الهند تخاف من أن السلاح النووي للباكستان سيقع في نهاية المطاف في أيدي الاسلاميين، في حين أن إسرائيل تعتبر إيران تهديدا وجوديا بسبب الدمج بين التعصب الديني والمشروع النووي. نشطاء داعش الذين ظلوا مهددين لجيوش جارات إسرائيل ويشكلون مصدرا للقلق في جنوب وفي جنوب شرق آسيا. 
وتوجد أيضا زاوية أميركية. الهند هي لاعبة مركزية في الساحة الدولية، حسنت علاقتها مع الولايات المتحدة عما كانت عليه في الحرب الباردة. نيودلهي ترى في علاقتها مع القدس مصدر يمكنه مساعدتها في واشنطن.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة فهم اهمية الهند بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وافضلية تطوير العلاقة مع الجالية الهندية في الولايات المتحدة التي تزداد قوتها السياسية. لقد تعاون اللوبيان للحصول على مصادقة الادارة الأميركية على بيع انظمة تجسس محمولة جوا "فالكون" إسرائيلية إلى الهند في بيع 2003. في خريف 2008 كان التعاون حيوي من أجل أن تمرر في الكونغرس صفقة نووية بين الهند والولايات المتحدة، التي سمحت للهند بالوصول إلى تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية، رغم أنها  لم توقع على اتفاق منع انتشار السلاح النووي.
تغييران في النظام الدولي سيعززان التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والهند: هبوط مكانة الولايات المتحدة وتصاعد قوة الصين. في الشرق الاوسط فإن خوف الولايات المتحدة من تدخلها فيه يقلل من طموح ايران لتحقيق هيمنة اقليمية. توجد تداعيات للضعف الأميركي أيضا في اجزاء اخرى من العالم، وتتابع دول آسيا بقلق تقلص الدور العالمي للولايات المتحدة.
العلاقة بين الهند وإسرائيل تمس المحيط الهندي، خاصة على ضوء الحضور المتزايد للصين. المحيط الهندي تحول إلى منطقة هامة بالنسبة لإسرائيل في اعقاب خوفها من إيران وباكستان. لقد تغلبت الهند تدريجيا على الخوف من التعاون الامني مع إسرائيل، والآن التعاون بين الدولتين لا يتعلق فقط بمكافحة الارهاب التي سبقت اقامة العلاقة الدبلوماسية في 1992، والتي ازدادت بعد الهجمات الارهابية في مومباي في تشرين الثاني 2008. صفقات السلاح تحولت إلى بعد هام جدا، حتى أن إسرائيل وافقت على طلبات الهند لنقل التكنولوجيا. ونتيجة جهود إسرائيل فقد تحولت إلى مزودة السلاح الثالثة للهند من حيث الحجم. قائمة طويلة من الوسائل القتالية الإسرائيلية أصبحت تنتج في الهند.
الهند الكبرى تشكل امكانية كبيرة كامنة للتصدير بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي الذي يرافق ممثلوه رئيس الحكومة في زيارته إلى الهند في هذا الاسبوع. هناك مجال واسع للتعاون العلمي في الزراعة والصحة وادارة المياه والهاي تيك. نتنياهو كـ "مندوب مبيعات" سيحاول تحسين العلاقة الاقتصادية بين الدولتين وتحسين صورة إسرائيل كدولة تكنولوجية وعضوة هامة في المجتمع الدولي.
نتنياهو يدرك أن التغيير في النظام العالمي يحول آسيا بشكل عام والهند بشكل خاص إلى دول أكثر أهمية، لذلك فإن هذه المنطقة تستحق اهتمام إسرائيل بها. ان وجود نتنياهو في الهند هو فرصة لتقدير التقدم الذي حدث في العلاقة الثنائية، والتغلب على العقبات أمام توسيع التعاون وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين.