Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

جيشنا العربي.. تعددت الواجبات وتوحد الأداء - بلال حسن التل
 
الراي - مثلما لا يعرف الشوق إلا من يكابده, فانه لا يعرف قيمة ما يقوم به أبطال قواتنا المسلحة الأردنية إلا من أوتي علماً ومعرفةً وبصيرةً, تجعله يحتكم إلى الحق, وقد كانت زيارة وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية فرصة, لزيادتنا علماً ومعرفة بالأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأبطال, نسأل الله أن تكون هذه الزيارة عنصر إنارة لبصيرتنا, تدفعنا إلى المزيد من الخضوع للحق والدفاع عنه, وتجلية صورته من خلال تجلية صورة وطننا والأدوار التي تقوم بها قواتنا المسلحة للحفاظ على هذه الصورة مشرقة, لوطن آمن مستقر, تحميه سواعد رجاله, الذين لا ينامون, وهذه حقيقة لا مبالغة فيها, فجنودنا الذين يرابطون على حدود الوطن لا ينام الواحد منهم أكثر من ثلاث ساعات من يومه الطويل, الذي يقضيه تحت لسع الشمس نهاراً, ولفح البرد ليلاً, لننام نحن قريري العين على فرشنا الوثيرة ساعات طويلة, بل لعل فينا من يقضي جل ساعات يومه نائما مسترخياً.
 
وحتى نعرف لماذا لا يعرف نشامى القوات المسلحة النوم, فإن علينا أن نستذكر بعض الواجبات التي يؤدونها لوطنهم نيابة عنا, وأول هذه الواجبات أنهم يحرسون على مدار الساعة 1776 كم, هي امتداد الحدود الأردنية, أخذين بعين الاعتبار أن أجزاء كبيرة من هذه الحدود تقع على خطوط التماس مع مناطق شديدة السخونة, وأن هؤلاء الذين يعيثون فساداً في سوريا والعراق, يحاولون عبثاً منذ سنين مد فسادهم وعبثهم إلى أردننا, لكن يقظة نشامى القوات المسلحة تحول بينهم وبين ذلك, علماً بأن بعضهم يتربص على مرمى الحجر من حدودنا, كما في مخيم الرقبان الذي يضم ما يقارب 80 ألف نسمة, خمسهم تقريباً ممن يؤمنون بالفكر الداعشي المتطرف, الذي يضمر للأردن عداءً شديداً, ويتميز غيضاً من قواتنا المسلحة, ليس لأنها حالت بين أتباع هذا الفكر وبين نقل معركتهم إلى الأردن فقط, لكنها زادت على ذلك بأن نقلت المعركة إلى عقر دارهم, بصور مختلفة أبسطها كم المعلومات الدقيقة التي تملكها عنهم, وعن تحركاتهم, بما في ذلك أولئك الذين انغمسوا في مجتمعاتهم, فاستبدلوا جلابيبهم بالجينز ولحاهم بالسوالف العريضة, لكن خداعهم لم ينطلي على قواتنا المسلحة, التي تحصي عليهم حتى أنفاسهم, وتحول بينهم وبين الاقتراب من حدودنا, وهو بالضبط ما تفعله قواتنا المسلحة مع المهربين أيضاً, الذين يحاولون إدخال السموم المخدرة إلى بلدنا فيقعون في شباك كمائنها, وبهذا فإن قواتنا المسلحة تحمي بلدنا من خطرين تخديرين يسلبان إرادة من يبتلي بأحدهما أو بكليهما, أعني بهما تخدير الفكر المتطرف, وتخدير المخدرات.
 
لا تتوقف مهمة قواتنا المسلحة عند حماية حدودنا, ومن ثم حماية شعبنا من خطر التكفير وخطر المخدرات, ولكن دورها يمتد إلى حماية المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية العاملة في المنطقة وتسهيل مهمتها, لتتمكن من تقديم الغذاء والدواء لكل محتاج من أبناء المناطق المنكوبة, بالعصابات التكفيرية, بل إن دور قواتنا المسلحة في هذا المجال الإنساني يتجاوز الحماية والتسهل لعمل المنظمات الدولية, إلى المساهمة الفعلية من قبل قواتنا المسلحة في تقديم الغذاء والدواء والنقل للفارين من جحيم بلدانهم إلى جنات الأردن, وهي ممارسة تعكس حجم القيم الإنسانية التي تحكم الجيش المصطفوي / قواتنا المسلحة الأردنية. إضافة إلى كل ما تقدم من الأدوار التي تقوم بها قواتنا المسلحة, فإن هذه الأدوار تتجاوز حماية الحدود, إلى حماية كل المنشآت الحيوية على امتداد الوطن, وهي مهمة ليست سهلة,وقد نجحت بها قواتنا المسلحة, كما نجحت في أداء سائر المهمات الملقاة على عاتقها, لأسباب كثيرة في طليعتها الوعي الذي تتمتع به لخطورة وأهمية الموقع الجيوسياسي للأردن, وهو الموقع الذي جعل بلدنا في بؤرة منطقة ملتهبة, تعمها الفوضى, وقد دفع هذا الوعي قواتنا المسلحة إلى وضع ودراسة كل السيناريوهات المحتملة لمواجهة المخاطر المتوقعة لتهديد بلدنا, ومن ثم وضع الخطط لمنع حدوث هذه المخاطر, ليس فقط من خلال السهر المتواصل لرجال قواتنا المسلحة الذين لا ينامون, بل من خلال التفكير والجهد الجماعيين اللذين يشكلان رافعة أساسية من روافع عملهم. زاد من فعاليتها المزايا التي تتمتع بها قيادة قواتنا المسلحة وأهمها الجرأة في اتخاذ القرارات الصعبة, ثم السرعة المصحوبة بالكفاءة في التنفيذ لتكون النتائج وطناً أمناً مستقراً إسمه الأردن. يحميه جيش تعددت واجباته ومهامه لكن أداءه توحد مع درجة إمتياز.
 
Bilal.tall@yahoo.com