Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2017

صباحك يا وطني - كوكب خليل نوفان العساف

 الراي - جلست ذات يوم على شرفة منزلي متكئة على أريكة خضراء، يتدلى بمحاذاة رأسي بعض عروق الياسمين، أشم رائحة قهوتي التي كنت قد أعددتها قبيل لحظات من بدء صباحي، أرقب سربا من الطيور يحلق هنا وهناك. وبينما أنا في تلك الحالة المفعمة بالإشراق والتفاؤل سبحت الخالق وحمدته على كل هذه النعم، تأملت بتمعن كل ما حولي من جمال، وإذ بي أستشعر كل ما يحيطني بشكل مختلف.

أحسست بداية بالراحة في جلستي على أريكتي فانتابني سؤال سرعان ما وجدت له إجابة مذهلة، من أين يا ترى أتت بكل هذه الراحة؟! ألأنها مصنوعة من خشب السنديان أم لأن حشواتها الخضر مرنة، بالطبع إنه وطني الأردن هو من شحنها بتلك الراحة، فمن المؤكد أن كل من يطأ أرضه ويتفيأ ظلاله تتسلل الطمأنينة إلى أعماقه تلقائيا. بياض الياسمين ويا لروعة بياضه إنه كقلوب الأردنيين النقية، ومهما أرجح الهواء ازهار الياسمين يبقي محافظا على بياضه، هكذا هم الأردنيون كلما عصفت بهم الحياة وتقلبت عليهم الأحوال تشبثوا أكثر بصفائهم.
 
ها هو فنجان قهوتي تتصاعد منه الأبخرة وقد عمّ فوحه أرجاء المكان. لم تكن كأي رائحة إنها ممزوجة بالعز والشرف والكرامة هي أمجاد الهاشميين والأردنيين من جعلت لقهوتنا الصباحية رائحة عبقة ونكهة لذيذة للغاية. تلك أسراب الطيور ما تزال محلقة في سماء وطني بحرية، كما نحن الأردنيون وكل من يقيم تحت سماء وطني يحيا بحرية دون معيقات أو منغصات.
 
ياالله ما أجمل هواء وطني العليل ! أستنشقه بسعادة غامرة و فخر مثير لأنني أنتمي لهذا الوطن العظيم الذي حباه قيادة هاشمية حكيمة، أدامهم االله وحفظهم من كل سوء وبصحبة شعب معطاء سامٍ. كان صباحاً رائعاً متجدداً بالأمل وبالتفاؤل، وسوف يبقى يوماً بعد يوم كما كان يمدنا بالأمل دوماً، نعم إنه صباحك يا وطني