أن يصف مسؤول أميركي وحدة الضفتين بين الأردن وفلسطين بأنها «احتلال « اردني للضفة الفلسطينية فانها قمة الوقاحة . وان يعلن صراحة أن من حق اسرائيل ضمها باعتبارها «أراضي» تابعة للسيادة الاسرائيلية فانها ذروة الاستخفاف بالفلسطينيين والعرب . والقول إن الخلافة العثمانية التي كانت فلسطين جزءاً منها «نسيت» هذه الأرض فقد سلمت اسطنبول الاسبوع الماضي نسخة من الأرشيف الفلسطيني الذي يوثق ملكية كل فلسطين للفلسطينيين.

أما المأساة فتتمثل بالصمت المعيب على التزييف الذي تضمنته التصريحات التي أطلقها السفير الاميركي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان ، وكأن الميت شبع ضرباً و لم يعد يحس. وكيف يحس من لم يتعد موقفه من اعتبار القدس كعاصمة ابدية لاسرائيل وضم الجولان بيانات خجولة؟!

تصريحات فريدمان نسخة من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية الأخيرة، حين ذكر أن حكومته تعتزم ضم الأراضي التي بنيت عليها المستوطنات في الضفة الغربية. وهي الأراضي التي تحتاجها الدولة الفلسطينية المرتقبة، إذا أريد لها أن ترى النور.

وأي دولة فلسطينية ؟!

لقد أصبح حل الدولتين الذي ألهوا به العرب طيلة عهدي بوش الابن واوباما في مقبرة ترمب . وبعض الذين كانوا يتمترسون خلف هذا الحل فروا هاربين، تجاوزوا الحل الى حضن اسرائيل تاركين الاردن وحده يقاوم الضغوط السياسية والاقتصادية متمسكاً بمسؤولياته بحماية الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس وبوقوفه الى جانب اشقائه الفلسطينيين وحقهم بإقامة دولتهم المستقلة.