Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2019

35 ألف فلسطيني غادروا غزة في 2018

 الغد-هآرتس

ينيف كوفوفيتش
 
35 ألف فلسطيني غادروا قطاع غزة في العام 2018 عبر معبر رفح ولم يعودوا إليه على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع. معظم المغادرين كانوا من الشباب المثقفين من طبقة اقتصادية عالية نسبيا، من بينهم 150 طبيبا من مستشفيات غزة. خوفا من أن يستمر هذا التوجه منعت حكومة حماس الأطباء من مغادرة القطاع. كثير من المغادرين يسافرون الى تركيا وهناك ينقلهم وسطاء محليون في القوارب التي تبحر إلى اليونان ومنها يواصلون طريقهم إلى دول أوروبية اخرى. من بين عشرات اللاجئين الذين ماتوا عندما غرق قاربهم أمام شواطئ تركيا في الشهر الماضي، كان 13 فلسطينيا هربوا من غزة.
في تشرين الثاني 2017 تم فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين للمرة الأولى منذ عشر سنوات، الأمر الذي مكن الكثيرين منهم من مغادرة القطاع. حتى فتح المعبر، سكان غزة لم يكونوا يستطيعون السفر باستثناء حالات استثنائية وقليلة، التي اعطي لهم فيها تصريح خروج عبر الأردن. حينها تطلب من المغادرين ايضا الحصول على موافقة من جهاز الأمن في إسرائيل. يبدو أن المغادرين رأوا في فتح المعبر فرصة للخروج وسارعوا إلى استغلالها خوفا من أن لا يبقى مفتوحا لفترة طويلة.
من بيانات لمنظمات مساعدة دولية مرتبطة بالأمم المتحدة يتبين أنه في 2018 سجل 60.967 حالة خروج من القطاع الى مصر عبر معبر رفح، و37.075 حالة دخول إلى غزة. بيانات مختلفة تم الحصول عليها من مصادر أخرى، وحسب التقديرات في إسرائيل، عدد المغادرين في السنة الماضية وصل إلى 35 ألف شخص.
تكلفة السفر لفلسطيني يريد المغادرة إلى تركيا، وهي الهدف الأرخص والمشهور للمغادرين من القطاع، هي 4 آلاف دولار. المغادرون يجندون الأموال من أبناء العائلة الذين احيانا يأخذون قروض من اجل تمويل المغادرة على أمل أن يستقر ابن العائلة في إحدى الدول الأوروبية ويستطيع أن يرسل من هناك المال إلى القطاع. الأهداف المفضلة على المغادرين هي المانيا والسويد.
في حماس رأوا في البداية في فتح المعبر مصدر للدخل من المغادرين، حيث أن اصدار جواز السفر والتأشيرة ومصادقات أخرى ترتبط كلها بعمليات دفع. حول المصادقات على الخروج تطورت صناعة رشوة، ومن أراد تسريع الإجراءات وضمان أن المصادقات ستصل في الوقت المطلوب، يجب عليه أن يدفع لموظفي الحكومة بضع مئات من الدولارات. ايضا مصر تجبي من الفلسطينيين الذين يريدون السفر عبرها، مدفوعات على السفر من معبر رفح إلى المطار. المغادرون مطلوب منهم تقديم تذكرة سفر مؤرخة بيوم قدومهم، ولا يسمح لهم بالمكوث في مصر سوى في منطقة المطار. في الأشهر الأخيرة يفهمون في حماس بأن معبر رفح يمكن جيل الشباب والمثقفين في القطاع من مغادرته، ويريدون وقف هذا التوجه. هكذا وعلى خلفية انهيار الجهاز الصحي في القطاع حظر على الأطباء الخروج منه.
مؤخرا وبعد فترة ارتفع فيها باستمرار عدد العاطلين عن العمل في القطاع، سجل انخفاض بـ 4 في المائة في نسبة البطالة، من 50.5 في المائة في نهاية 2018 الى 46.3 في المائة في الربع الأول من 2019. هذا التوجه يمكن أن ننسبه إلى ادخال الوقود إلى القطاع، الأمر الذي أدى إلى زيادة ساعات تزويد الكهرباء، واطالت أيام العمل ومكنت من تشغيل عمال آخرين. ولكن حسب مصدر مطلعة، ربما أن الانخفاض في نسبة البطالة ينبع ايضا من تغيير ظروف الحصول على المساعدات من قطر التي في اعقابها مطلوب من المحتاجين العمل بين الحين والآخر في أعمال عارضة. متوسط الأجر في القطاع لم يرتفع، واليوم يبلغ 63 شيكلا ليوم العمل الكامل. نسبة البطالة في اوساط الشباب من أعمار 20 – 25 تقترب من 75 في المائة. وفي القطاع هناك تقريبا 150 ألف أكاديمي عاطلين عن العمل، الذين عدد منهم يعمل في أعمال عارضة وفي البيع المتجول. التقدير هو أن هؤلاء الشباب المثقفين يجدون صعوبة في رؤية مستقبلهم في القطاع ويريدون مغادرته بأي ثمن.
في اعقاب الضائقة المتزايدة في القطاع تحول تعاطي المخدرات الخطيرة فيه إلى أمر أكثر انتشارا مما كان في السابق، وهكذا ايضا البغاء. ظاهرة اخرى تنتشر في القطاع هي التسول. في حماس يخافون من أن المتسولين المتزايدين يثيرون السكان ضد السلطات في غزة. وفي الاسابيع الاخيرة تعمل منظمة من اجل ابعادهم عن مراكز المدن. زيادة معدل الانتحار في اوساط الشباب في القطاع تم كبحها، لكن التقدير هو أن سبب ذلك ليس التحسن في وضعهم، بل هم يفضلون القدوم إلى المسيرات على الحدود في أيام الجمعة والتصادم مع جنود الجيش الإسرائيلي، حينها سيكون مضمونا لهم إذا اصيبوا الحصول على مخصص من حماس، واذا قتلوا فان الأموال ستصل إلى عائلاتهم.