Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2020

مرايا حضور العجلوني في ساحتنا الثقافية

 الدستور-د. محمد عبدالله القواسمة

إبراهيم العجلوني من الأدباء والمفكرين الذين يحظون باحترام المثقفين وتقديرهم حتى أولئك الذين يختلفون معه في الرأي والفكر سواء في الساحة الثقافية المحلية أم في الساحة العربية. فالرجل أبدع في أجناس كتابية مختلفة، فله على سبيل المثال في الشعر: «تقاسيم على الجراح» 1973، و»طائر المستحيل» 1992م، وله في المسرح والقصة القصيرة « من مفكرة رجل يحتضر» 2000م، وله في النقد « فصول من النقد» 2008م، كما صدرت له كتب ودراسات في الثقافة والفكر والتربية والفلسفة، من أهمها: «في الفلسفة والخطاب القرآني»1984م، و»نحن وثقافة المستقبل» 1989م، و»في مرآة الإسلام» 1999م، و»في الثقافة الأردنية» 2019م، و»في الإعلام ومسؤولية الكلام» 2020م وغيرها.
 
 كما تولى العجلوني مناصب ثقافية مهمة، منها: رئاسة القسم الثقافي في إذاعة عمان، ورئاسة تحرير مجلتي: «أفكار» و»المواقف»، وإدارة تحرير مجلة «الرائد العربي». كما عمل مستشارًا في وزارة التعليم العالي، ومسؤولًا إعلاميًا في رئاسة الجامعة الأردنية، ومحررا ثقافيًا في جريدة «الرأي» الأردنية، وباحثًا في مؤسسة آل البيت. وهو ما زال يواصل العطاء رغم هجمة السنين عليه.
 
هذا الحضور الثقافي والفكري الفاعل لإبراهيم العجلوني لفت إليه بعض المثقفين من الأكاديميين والإعلاميين ورجال الصحافة؛ فأجروا معه كثيرًا من المقابلات والحوارات الثقافية المهمة، وتناولوا فكره وإبداعاته في مقالاتهم ودراساتهم وخواطرهم.فلا غرابة أنأحس الأديب والباحث النشط سمير اليوسف بواجبه نحو هذا المثقف المهم، فاندفع بدافع من هذا الواجب من ناحية، والإعجاب والمحبة والرغبة في البحث والمعرفة من ناحية أخرى إلى جمع بعض أعمال الذين اهتموا بأديبنا وتضمينها في هذا الكتاب الذي بين أيدينا، الذي حمل عنوان»إبراهيم العجلوني: مرايا الحضور».(عمان: دار الخليج، 2020)
 
جاء الكتاب في أربعة أبواب: احتوى بابه الأول المقدمات التي كتبت لبعض مؤلفات العجلوني، والباب الثاني ورد فيه المقالات والدراسات التي تناولت جهود العجلوني الفكرية والإبداعية، وما كتب عن مجلة «المواقف» التي كان رئيس تحريرها، والباب الثالث احتوى المساجلات والحوارات التي دارت بين العجلوني وغيره من المثقفين والكتاب، والباب الرابع احتوى بعض المقابلات التي أجريت معه في الربع الأخير من القرن الماضي.
 
يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة ينوي الباحث اليوسف إصدارها في جمع ما كتب عن مجموعة من الكتاب والمبدعين تحت عنوان» بعض وفاء» وقد سبق وأصدر منها كتابه الموسوم «رؤيا النقد والإبداع: قراءات في أعمال عبد الله رضوان» 2017م. وهو يرى في ذلك واجبًا يقدمه بتواضع جم للتعريف بالمبدعين والمفكرين الذين لهم دور مهم في ثقافتنا العربية. 
 
لا شك في أن جهد سمير اليوسف في إعداد هذا الكتاب، الذي اقترب من الأربعمئة صفحة من القطع الكبير جهد محمود، ويحقق بعض الوفاء الذي يستحقه صديقنا إبراهيم العجلوني. لكننا نعجب من تضمين الكتاب في الباب الثاني مقالات كثيرة عن مجلة « المواقف» دون أن يكون لها علاقة بفكر العجلوني وأدبه، فعلى سبيل المثال مقال الأديب حسني فريز الذي حمل عنوان» موقف من المواقف» ما هو إلا مقال ذاتي يهنئ في نهايته فريز» العجلوني ورفاقه الكرام في العمل والأمل» (ص126) ليس غير. كما نعجب من اعتماد الباحث الترتيب الهجائي لأصحاب المقالات المشتركين في الكتاب، وكأننا إزاء معجم من المعاجم الأدبية، متجاهلًا أهمية تلك المقالات وتقارب موضوعاتها. كما كنا نتمنى أن يحتوي الكتاب دراسة أو مقالًاعن العجلوني للباحث، وخاصة أنه لم يعرفنا في المقدمة بفكره وأثره وبأهمية الموضوعات التي تناولها الكتاب. لقد اكتفى بأن يكون جامعًا،ولعله ترك لغيره من الباحثين أن يتولوا هذه المهمة.