الدستور
عقدت اللجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية الذي أطلقته جماعة عمان لحوارات المستقبل، اجتماعها الأول الأربعاء، برئاسة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع، الهادف إلى الدفاع عن اللغة العربية.
وثمن الفايز الجهود الكبيرة التي تبذلها جماعة عمان لحوارات المستقبل، دفاعا عن اللغة العربية والعناية بها، من خلال إطلاق الجماعة المرحلة الثانية من المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم وحمايتها من العبث والتشويه، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أمس اللجنة التوجيه العليا المنبثقة عن جماعة عمان والقائمة على المشروع.
وأكد الفايز، خلال الاجتماع الذي نظمته جماعة عمان لحوارات المستقبل، أن لغتنا العربية تعد واحدة من أوسع اللغات العالمية انتشارا، وتشكل أحد الثوابت الأساسية المكونة لهويتنا العربية والقومية، وهي لغة القرآن الكريم لجميع المسلمين، بغض النظر عن جنسياتهم وأماكن تواجدهم ولغاتهم الأصلية، كما أنها الوعاء الحافظ لتاريخنا الثقافي وارثنا الحضاري.
وقال الفايز إن هناك محاولات تشويه للغة العربية واستبدالها بلغات أخرى، من خلال الممارسات التي تشاهد يوميا، وعدم إيلائها الاهتمام اللازم في المدارس والجامعات، مشيرا إلى ما نشهده على واجهات المحال التجارية والسياحية والمرافق المختلفة من أسماء غريبة لا تمت للغتنا بصلة، لذلك أصبح ضروريا مواصلة الدفاع عن لغتنا، وتعزيز حضورها في حياتنا وممارساتنا اليومية ومختلف أعمالنا.
وأكد أن حماية اللغة العربية مسؤولية تشاركية تقع على عاتق الجميع، سواء من الحكومات أو العلماء والمفكرين، أو وسائل الإعلام ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، إضافة الى الأسرة والمدارس والجامعات ودور العبادة، ومن واجب الجهات المختصة وضع التشريعات التي تصونها وتحميها وتمنع تشويهها.
وبيّن الفايز أن اللغة العربية تشكل أهم العوامل التي تقوم عليها أمتنا، وبناء هويتنا، فالدفاع عنها وحمايتها بمثابة معركة علينا أن ننتصر بها، ولهذا لا يكفي الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي على أهميته، بل يجب أن يكون الدفاع عن لغتنا العربية جزءاً من معركتنا الشاملة الحضارية والثقافية والاجتماعية.
وتمنى الفايز أن يحقق المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، الأهداف المرجوة منه، بالعمل على بناء وعي لغوي يؤسس لنهضة حضارية شاملة للأمة، ويعمل على إذكاء روح الحماسة في الأمة نحو لغتها والاعتزاز بها، ونشر حب اللغة العربية والاعتزاز بها، كجزء من الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية.
واستهل الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال حسن التل، الاجتماع بالتركيز على أهمية بحث آليات القانون، ونشر ثقافة اللغة العربية، لأننا ندافع عن مكوناتنا الوطنية، التي تجمع العربي بالمسيحي.
وأكد التل أن وجودنا الحضاري بكل مكوناته، ووحدتنا بكل مكوناتها الدينية والعرقية، هي من خلال اللغة، فاللغة هي الحبل المتين بين العربي المسلم والعربي المسيحي، وهي اللغة التي تجمعنا مع أهلنا الشركس والشيشان والكرد وكل من يعيش على تراب الأمة بالإضافة إلى عمقها الإسلامي.
وتحدث خلال الاجتماع كل من نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور جواد العناني، والوزير الأسبق منذر حدادين، ووزير الثقافة الأسبق نبيه شقم، ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبدالناصر أبو البصل، وأستاذ الأدب العربي الدكتور إبراهيم السعافين، وأستاذة النقد الدكتورة رزان إبراهيم، والخبير القانوني علاء العرموطي.