Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-May-2020

كورونا يضغط الاتحاد الأوروبي للاختيار بين الصين والولايات المتحدة

 عواصم - قال مدير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إن الضغوطات تتزايد على الاتحاد لاختيار أحد الصفين، الصين أو الولايات المتحدة. وجاء ذلك في مقابلة جمعته بمجموعة من الدبلوماسيين الألمان، أخبرهم فيها إن «المحللين لطالما تحدثوا عن نهاية قيادة الولايات المتحدة للنظام العالمي، وحلول قرن آسيوي، وهذا يحدث أمام أعيننا الآن»، مضيفا إن جائحة فيروس كورونا المستجد قد تكون بمثابة نقطة تحوّل وأن «الضغط لاختيار أحد الجانبين في تزايد» مستمر.

 
وقالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، إن تصريحات بوريل يبدو أنها تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يسرع التحول إلى موقف أكثر استقلالية وعدوانية تجاه بكين، إذ أكد على أن الكتلة المكونة من 27 دولة «يجب أن تتبع مصالحنا وقيمنا وتجنب أن يتم استغلالها من قبل أي أحد. نحن بحاجة إلى استراتيجية أكثر قوة إزاء الصين، والتي تتطلب أيضا علاقات أكثر متانة مع الدول الديمقراطية الآسيوية».
 
ووفقا للمحلين، فقد كان الاتحاد الأوروبي مترددًا في الوقوف بصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يشن مواجهة ضد الصين منذ وصوله إلى الحكم، لكن محاولة بكين تقويض استقلال هونغ كونغ، واستعدادها المتزايد للانحياز إلى جانب الشعبويين الأوروبيين ورفضها فتح أسواقها أدى إلى تغيير في الرأي لدى الاتحاد.
 
واعتبر بوريل أن الاتحاد الأوروبي تصرف بسذاجة مع الصين ببعض الجوانب، مؤكدا أن ذلك سينتهي اليوم، وحث في مقال نشر هذا الشهر في العديد من الصحف الأوروبية على مزيد من الانضباط الجماعي تجاه الصين.
 
وتحدث بوريل عن دهشته من اكتشاف أن جميع إمدادات أوروبا من الباراسيتامول مستمدة من الصين، وقد وافق مجلس الوزراء الألماني مؤخرا، على قوانين جديدة لمنع الاستحواذ الأجنبي على الشركات الطبية. وقال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، إن»بعض الشركات ضعيفة، وبعض التقنيات هشة ويمكن شراؤها من قبل المنافسين الأجانب بتكلفة منخفضة. لن أدع ذلك يحدث».
 
وشددت «ذي غارديان» على أن الصين ساعدت على تعافي الاقتصاد الأوروبي بعد أزمة عام 2008 من خلال شراء الديون والأصول الفاشلة بعد الانهيار المالي، ما يعني أنها سلكت هذا الطريق لزيادة نفوذها في الاتحاد.
 
وقالت الصحيفة إن «الرغبة الطبيعية» للاتحاد الأوروبي في التعامل بحزم أكبر مع الصين قد تعطلت بسبب الاشمئزاز من أساليب ترامب والخوف من أنه إذا تخلت أوروبا عن الصين تمامًا، فإن شريكها الرئيسي لا بدّ أن يصبح ترامب.
 
ومع ذلك، من غير الواضح كيف ستتأثر العلاقات بين الصين والدول الأوروبية على مستوى الدولة القومية، حتى مع توجه الاتحاد نحو الابتعاد عن بكين. إذ أن بعض الدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا، تبدو أقرب إلى الصين من أي وقت آخر. 
 
في سياق آخر، حذّرت منظمة الصحة العالمية من «ذروة ثانية» لكورونا في الدول التي شهدت تراجع الإصابات بالفيروس، في حال خُففت الإجراءات بشكل أسرع من اللازم، وليس بالضرورة «موجة» ثانية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الدول التي تشهد تراجعا في الإصابات بفيروس كورونا المستجد لا تزال تواجه خطر «ذروة ثانية فورية» إذا أوقفت إجراءات العزل بشكل أسرع مما يلزم.
 
يأتي ذلك بينما بدأت دول عديدة في أوروبا وآسيا والمنطقة العربية تخفيف إجراءات العزل المتخذة لمواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا، كما تتخذ دول أخرى قريبا خطوة مماثلة. وأوضح رئيس حالات الطوارئ في المنظمة، مايك رايان، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، مساء الإثنين أن العالم لا يزال في منتصف الموجة الأولى من التفشي. وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنخفض فيه الإصابات في دول كثيرة، فإن الأعداد تتحرك باتجاه الصعود في أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب آسيا وأفريقيا.
 
وأضاف رايان أن الأوبئة تأتي غالبا على موجات، وهو ما يعني أن موجات التفشي قد تعود في وقت لاحق هذا العام في الأماكن التي هدأت فيها الموجة الأولى. وحذر من أنه «ينما نستعد لموجة ثانية خلال الأشهر المقبلة قد نشهد ذروة أخرى للمرض». كما حذر من أن الموجة أو الذروة الثانية للمرض قد تظهر في موسم الإنفلونزا الموسمية ما سيجعل السيطرة على تفشي الفيروس «معقدة جدا»، حسب تعبيره.
 
بدورها، أكدت خبيرة الجوائح والأمراض المعدية في المنظمة، ماريا فان كيرخوف، أن على جميع الدول الإبقاء على حالة التأهب القصوى، لافتة إلى أن على جميع بلدان العالم الاستمرار في تتبع الإصابات بسرعة، ومن ضمنها تلك التي نجحت باحتوائه أو انخفضت أعداد الإصابات فيها.
 
ونوهت فان كيرخوف إلى أن المرض سيتفشى مجددا إذا أُعطي الفرصة لذلك، لافتة إلى أن من مميزات فيروس كورونا قدرته على التوسع في ظروف معينة وانتقاله بسرعة.
 
وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، رفع حالة الطوارئ العامة المفروضة على البلاد بسبب أزمة كورونا، فيما بدأت دول أوروبية، مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، مرحلة جديدة من تخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة منذ أسابيع لمواجهة الجائحة. وفي روسيا، تستعد السلطات لتخفيف قيود الإغلاق المفروضة بسبب الجائحة.
 
وعربيًا، سمحت بعض الدول مثل السعودية والإمارات وتونس وفلسطين بمرحلة جديدة من تخفيف إجراءات الإغلاق. (وكالات)