Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Dec-2018

أفلام تقودها النساء تتصدر شباك التذاكر

 

إسراء الردايدة
 
عمان-الغد- ما تزال النساء يناضلن من أجل تحقيق المساواة خاصة في صناعة الأفلام، التي تشهد تمييزا عرقيا بين الرجل والمرأة خاصة في مساحة الأدوار الممنوحة لها، ورغم كل هذا تفقوت في حضورها خاصة حين تقود المرأة هذه البطولة وتتفوق على الرجال.
بحسب دراسة جديدة في هوليوود، وجدت أن الأفلام التي تكون البطولة فيها نسائية هي الأكثر تحقيقا للربح، وحللت مجموعة كبيرة من الأفلام بين العامين 2014-2017 تضم 350 فيلما خاصة تلك التي حققت أرباحا كبيرة.
ومن الأفلام التي تم تحليلها فيلم الأنيميشن Trolls، Moana وWonder Woman وInside Out وغيرها، والتي اجتازت اختبار بيكدل- والاس الذي يرتكز على البحث في الأعمال الإبداعية الخيالية على شخصيتين لسيدتين تتحدثان مع بعضهما بعضا عن موضوع لا يتعلق بأحد الرجال، وأن تحمل كلتا الشخصيتين اسما، ويستخدم هذا كمؤشر قوي للحضور الفعال للسيدات في الأفلام والأعمال الإبداعية الخيالية الأخرى.
كما يسلط الاختبار الضوء على عدم المساواة بين الجنسين في الأعمال الإبداعية الخيالية، ونفذ الاختبار ليظهر وجود شخصيات نسائية محورية في الأفلام لا تدور حياتهن حول وجود رجل، ويعد مؤشرا جيدا على المساواة بين الجنسين في هوليوود. وبحسب الدراسة التي أجرتها وكالة الفنانين المبدعين CCA، تفوقت الأعمال التي تضم شخصيتين رئيسيتين نسائيتين، وقالت الدراسة أيضا، إن الأفلام التي ميزانيتها 10 مليون دولار، وكانت من بطولة نسائية قد غلبت تلك التي منحت بها البطولة للذكور.
وبحسب كريستي هاوبغر من وكالة الفنانين المبدعين، فإن التصور الذي يقول إن العمل لن يكون ناجحا إن قادته امرأة غير صحيح، خاصة أن البعض يرى وجودهن أداة تسويقية.
وعلى مدى أربعة أعوام، تم تحليل أفلام من جميع أنحاء العالم، والتي أطلقت في كانون الثاني (يناير) في العام 2014 الى كانون الأول (ديسمبر) 2017، ووجد الباحثون خلالها أن الأفلام ذات الميزانيات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة التي حققت أرباحا عالية ترتبط بتلك التي بطولتها نسائية.
كما خرجت الدراسة بأن كل فيلم حقق أرباحا تفوق المليار دولار في شباك التذاكر بما فيها “حرب النجوم: يقظة القوة”، و”العالم الجوراسي”، وحتى “الجميلة والوحش” اجتازت اختبار بيكدل، من بين أفلام كلفت أكثر 100 مليون دولار، وحتى تلك التي لم تحقق سوى 413 مليون دولار.
المساواة على الشاشة
المشروع قاده كل من هانا اندرسون ومات دانييلز من Polygraph؛ حيث حللا نحو 2000 نص فيلم من أكثر الأفلام شعبية ونجاحا، وركزا على النصوص والسطور التي كان عدد الكلمات فيها أقل من 1000 كلمة للممثلين عبر صفحاتهم على IMDB؛ حيث ركز التحليل على السيناريو وليس الفيلم، لأن المخرج يقوم أحيانا بتغيير النص والاسم وحتى جنس الممثل، وكل هذا من أجل توخي الدقة في النتائج. وجاءت دراسة Polygraph استكمالا لدراسة أجراها مركز بحوث المرأة في التلفزيون والسينما في سان دييغو قبل عامين، وبحثت في تمثيل النساء في السينما بعد تحليل نحو 7 آلاف شخصية في 3000 عمل سينمائي، وجاء فيها أن الشخصيات النسائية عانت من التمثيل الضئيل في الأعمال السينمائية الكبرى التي أنتجت العام 2013.
وفي تقرير آخر نشر في 22 شباط (فبراير) 2016 بشأن تنوع صناعة الترفيه من قبل جامعة جنوب كاليفورنيا وكلية انينبرغ للاتصال والصحافة، وبحثت في 109 أفلام التي أطلقتها أكبر الاستوديوهات الرئيسية بما فيها دور الفن في العام 2014، وحللت 305 سيناريوهات، وحلقات تلفزيونية ورقمية عبر 31 من مزودي الخدمات التي بثت في شهر أيلول (سبتمبر) بين العامين 2014-2015.
ونحو أكثر من 11 ألف شخصية تحدثت وحللت بحسب الجنس، والتمثيل العنصري والعرقي ووضع الممثلين، وتناولت أيضا 10 آلاف مبدع وكاتب و1500 من الرؤساء التنفيذيين من كلا الجنسين.
وجاء تحليل 414 من الأفلام والمسلسلات التي تمت دراستها كما يلي: الإناث اللواتي تحدثن شكلن الثلث فقط، أما الشخصيات التي زاد عمرها على 40 عاما من الممثلين في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية فكانت بنسبة 74.3 % للذكور مقابل 25.7 % للإناث.
واحتلت الإناث 15.2 % من المخرجين، و29.9 % من الكاتبات و22.3 % من مبتكرات ومؤلفات المسلسلات. وفي فئة الأفلام تتسع رقعة التمييز بين الجنسين؛ إذ إن 3.4 % فقط من النساء هن من المخرجات ونحو مخرجتين فقط من الأفلام التي تناولتها الدراسة من أصل 109 كن من النساء السود، وهن افا دو فيرني مخرجة فيلم “سيلما” وآما اسانتي مخرجة فيلم “بيلا”.
العام 2018 بطولة نسائية كبرى
في العام 2017 كانت هنالك ثلاثة أفلام من بطولة نسائية مميزة هي Beauty and the Beast, The Last Jedi, وWonder Woman، والتي شكلت إجمالي 24 % من الأفلام الـ100 التي حققت إيرادا عاليا في شباك التذاكر، لتنخفض نسبة المشاركة النسوية بمقارنة 5 % عن العام 2016.
ومع ذلك كان في العام 2018 أفلام فرضت بها النساء نفسها من خلال البطولة المطلقة، والتي دفعت بالبطولة للرجل جانبا، وهيمنت على الشاشة ووضعت النساء في أعلى قمة إثر قدرتهن على القيادة.
فأفلام هذا العام وبالرغم من قلة الأدوار التي نالتها فيما سبق، لكن نصيبها كان حظا وافرا من الشخصيات البارزة لأدوار منحتها القوة وتربعت على شباك التذاكر، ومن أهمها فيلم Roma للمخرج المكسيكي الفونسو كوران، عن الرجال المنافقين والجبناء، وهو يمتزج بذاكرة المخرج، ويروي كيف تتجاوز النساء الرجال الذين تخلوا عنهن، ولكنهن رغم ذلك عشن وتخطين كل شيء. وفي أفلام أخرى نرى المرأة حكمت، خاصة تلك التي تلعب دور الحكم الملكي، بحيث قاتلت من أجل أن تحافظ على مكانتها وقيادتها، وفي فيلم Support the Girls للمخرج اندرو بوجلسكي وWidows لمخرجه ستيف ماكوين، التي جسدت دور المرأة في مكان العمل أو المنزل أو النادي الصحي، أو مستودع يتم فيه إفشال خطط سرقة، كانت غالبية الإعدادات والصورة النمطية تقليدية تركز على النساء أكثر من غيرهن، فيما تناول فيلم “الأرامل” لماكوين ما يمر به الزوج الأرمل بعد فقدان زوجته.
وهذه بالنتيجة قدمت صورة نمطية عن النساء والتي في 2018 التي وضعت المرأة مع الرجل في مواقع أكثر سيطرة، ولم تحدد صلاحياتها خاصة الأعمال التاريخية، وكان هذا ذكر بشكل صحيح في صورتين؛ الأولى فيلم Mary Queen of Scots لمخرجه خوسيه رورك وفيلم The Favourite لمخرجه يورجوس لانثيموس، وكلاهما يتناول مرحلة مفصلية عن ملكات وضعن بصمتهن في التاريخ.
المزاج السائد في فيلم “روورك” هو لماذا يتم الوثوق في الرجال للحكم أكثر من أي وقت مضى؟؛ حيث يتم التعرف على شخصياتهم بشكل أفضل حين يصبحون في موقع السلطة، أو يتقربون منها، بينما النساء لهن دائما ميزة أخرى، وذوات عزيمة وإصرار قوي.
وفي فيلم يورغوس لانثينوس، الذي تدور أحداثه في إنجلترا في بدايات القرن الثامن عشر، تعتلي الملكة آن العرش وتصبح صديقتها المقربة الليدي سارة حاكمة المقاطعة، لكن مع وفود خادمة جديدة تدعى أبيجيل إلى القصر، تنقلب الموازين تماما، وهو فيلم تحكي فيه المكائد النسوية الكثير من أجل السلطة.
ولا تتوقف الأفلام عند هذه المذكورة، بل هي تقدم أحيانا شخصيات أنثوية منكسرة، وضعيفة وحتى مضحكة، ولكن يبقى أن الأدوار القيادية التي تنالها المرأة لها جمهور كبير، وهي خطوة كبيرة في سبيل تحقيق المساواة، لتعكس الحياة الحقيقية؛ حيث إن العالم يتكون من رجال عظماء ونساء عظيمات.