Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2018

أهداف الوجود الأميركي في سورية!! - د. سمير قطامي

 الراي - يبدو أن الأميركيين ما يزالون يتعاملون مع العرب على أنهم قطيع من الخراف فاقدي الذاكرة، مسلوبي الإرادة ، الذين يصدّقون كل ما يقوله المسؤولون الأميركيون عن خططهم في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية ،ومساعدة الدول العربية ، وخاصة دول الخليج ، ضد إيران ، وعن مهمتهم في القضاء على داعش والجماعات التكفيرية ، التي أعلن الرئيس الأميركي ترمب قبل وصوله إلى سدّة الرئاسة ، أنه سيقضي عليها خلال شهر !! وعن حماية الدول العربية من عودة داعش إذا خرجت أميركا من المنطقة !.

 
ألحّت عليّ هذه الانطباعات والمواقف وأنا أقرأ كلمات وزير الخارجية الأميركي تيلرسون في خطابه الأخير بستانفورد في السابع عشر من الشهر الجاري ، الذي كشف فيه سياسة أميركا في سورية ، إذ قال إن الجيش الأميركي سيبقى في سورية لتحقيق الهزيمة الكاملة لداعش ، ولمواجهة نفوذ إيران، ولإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد !! لأن مصلحة أميركا الوطنية ( لا أدري ما هي المصلحة الوطنية )، توجب الحفاظ على وجود عسكري ودبلوماسي في سورية !! ومنع تنظيم داعش من الظهور مجددا ، وأن عدم الالتزام بذلك من قبل أميركا سيوفّر لإيران فرصة ذهبية لتعزيز مواقعها في سورية ، والسيطرة على المنطقة!! وهذا كما يبدو لي هو بيت القصيد لحماية إسرائيل.
 
فهل يمكن لعاقل أن يصدّق هذا الكلام أو يأخذه على محمل الجد أو حسن النية ؟ وهل احتلال أميركا لأجزاء من شمال وشرق سورية ، وإقامة عشر قواعد جوية فيها ، هدفه القضاء على داعش التي قضى عليها الجيش السوري وحلفاؤه على الرغم من محاولات القوات الأميركية الموجودة على الأرض السورية منع ذلك ؟
 
يعلم القاصي والداني أن أميركا هي المصنّع والمسلّح الأول لداعش ، وهذا ما أثبتته الوثائق الأميركية السرية ، واعترافات حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق ، وصور الأقمار الصناعية الروسية ، والاتهامات الرسمية الروسية التي تجاهلتها أميركا ، والأحداث على الأرض التي كشفت قيام القوات الأميركية بنقل عصابات التكفيريين من داعش والنصرة ، من المناطق المحاصرة من قبل الجيش السوري وحلفائه.
 
لم يأت الأميركيون إلى سورية لمحاربة داعش والتكفيريين ، ولكنهم أتوا لإطالة أمد الحرب واستنزاف سورية وتفكيكها ، وزيادة معاناة الشعب السوري ، ولمنع إيران من البقاء في سورية ، ولإبقاء حزب االله ، عدو إسرائيل اللدود ، تحت عيونها ، وفي مرمى نيرانها في الوقت المناسب ، ولإقامة توازن مع الوجود الروسي ، وذلك حماية لإسرائيل ، وكل من يعتقد أن لأميركا بوصلة غير إسرائيل وأمنها وحمايتها بحاجة إلى مراجعة طبيب أمراض نفسية.