Sunday 8th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2024

المزيد من الحريديين.. المزيد من "نيتسح يهودا"

 الغد-هآرتس

 يغيل ليفي
 
حتى قبل أن تخفت قضية العقوبات التي كانت الإدارة الأميركية تنوي فرضها على كتيبة "نيتسح يهودا"، قام الجيش الإسرائيلي بمضاعفتها، وفي الواقع ضاعف ثلاث مرات نفس الأخطار. هو ينوي، كما قيل، إقامة لواء من الجنود الحريديين، يشمل ثلاث كتائب. لنضع جانبا مسألة هل توجد احتمالية لتجنيد حوالي 3 آلاف حريدي؟. الخوف الذي يظهر هنا هو أن تنجح هذه الخطوة.
 
 
 الدعوات لحل كتيبة "نيتسح يهودا" تستند إلى الافتراض البسيط بأن كتيبة تقوم على تجانس ديني، التي جنودها ترعرعوا على نظريات قومية متطرفة، وفي المقابل يشعرون بأنه تم إقصاؤهم الى هامش المجتمع، سينمي ثقافة تنظيمية تشجع على العنف ضد العرب، من خلال الاستثناء من المعايير التي تبلورت بشكل كبير في الجيش. ولكن بدلا من حل هذه الكتيبة يقومون بتشكيل لواء كامل بتركيبة مشابهة.
 اللواء الحريدي سيتطور كنموذج، الذي سيكون الجميع ملزم بنجاحه. في نهاية المطاف الحرب لم تعزز قدرة مساومة الجيش أمام الحريديين، بل العكس، تم الادعاء بأن من يريد تجنيدهم يجب عليه تلبية شروطهم. الجيش بشكل خاص يقوم بالمساومة من موقف ضعيف، كجهاز يخشى من المواجهة مع المجموعات الاجتماعية التي يأتي منها جنوده. كادر القيادة في هذا اللواء سيكون متدينا جدا، وهو شرط لم يتحقق في "نيتسح يهودا". فمستوى "روحانية" الحريديين الذين يخدمون اعتبر من قبل الجنرال دافيد زيني، المشارك في اقامة اللواء، قيمة مهمة.
 قواعد هذا الجيب الجندري سيتم تطبيقها بشكل حازم، وهكذا سيزداد التعقيم الذي سيبقي المجالات العسكرية التي ستنتشر فيها وحدات هذا اللواء "نقية" من النساء. هذه العملية ستصعب أكثر على القدرة على دمج النساء في الجيش بصورة متساوية. وإذا انتشرت هذه الكتائب في قطاع معين فإنها ستتطور مرة أخرى، مثلما حدث في "نيتسح يهودا" ظاهرة التآكل، التي تتم ترجمتها إلى عنف ضد الفلسطينيين.
التشدد الديني سيجذب للواء شبابا متدينين من غير الحريديين، الذين سيفضلونه على الوحدات المختلطة، وستتطور المنافسة بين الوحدات حول التشدد الديني، وسيزداد تدخل حاخامات الحريديين. مشكوك فيه اذا كانوا سيكتفون مثلما اكتفوا في السابق فقط بمرافقة دينية، ولن تتطور دافعية للتأثير على صورة الجيش كما يفعل بنجاح المتدينين القوميين.
مشكلة لا تقل عن ذلك أهمية هي الاهتمام الذي يظهره الجيش للوضع الاجتماعي للجنود الحريديين في مجتمعاتهم. وكما تعلمنا تجربة "نيتسح يهودا" فان الحالة الاجتماعية يتم تحقيقها بواسطة الإنجازات العسكرية، أي استخدام العنف ضد الفلسطينيين، لا سيما عندما يكون الحديث يدور عن جيش أساس عمله هو السيطرة على سكان مدنيين. هكذا سيتم تطوير مكانة الذين يريدون الإثبات لمحيطهم، الذي هو في الأصل مليء بالقيم القومية المتطرفة، بأن التجنيد كان يستحق. الكتائب ستكون دفيئة للعنف.
الادعاءات حول القادة العنيفين في "نيتسح يهودا" (التي سلط الضوء عليها تقرير "سي.ان.ان" مؤخرا) يجب قراءتها أيضا بشكل معاكس – ليس فقط أن القادة يغضون النظر عن عنف جنودهم، بل ربما هم أيضا ينجرون خلفهم، وحتى ربما ينجذبون لمثل هذه الوحدات. ومن أجل ضمان أن يتحقق هذا السيناريو قام الجيش بتعيين العقيد افينوعم امونة كقائد للواء، وهو المقرب من ايتمار بن غفير والذي تم توثيقه وهو يحرض جنوده في غزة: "اقتلوهم (رجال حماس) وهم يهربون". يجدر وقف هذه المبادرة في بدايتها، وحتى تخفيف هذا الاندفاع لتجنيد الحريديين بكل ثمن.