Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2018

معركة الكل ضد الكل - ماتي توخفيلد

 

اسرائيل هيوم
 
الغد- دورة الكنيست الشتوية، التي تبدأ غدا (اليوم)، ستكون بلا ريب الدورة الاخيرة للكنيست الحالي، فيما أن السؤال الوحيد الذي سيطرح في ايامها الاولى هو في أي مرحلة سيحل الكنيست، ويعلن عن الانتخابات. في هذه الاثناء يبدو أن الاحزاب لا تستعد لبدء الدورة، بل لمعركة الكل ضد الكل المرتقبة لها في الاشهر القريبة القادمة.
يعرف الناس كيف يدخلون في معركة انتخابية ولكنهم لن يعرفوا أبدا كيف يخرجون منها، هكذا تقول العبارة السياسية الممجوجة. وبشكل عام تحدد الاحزاب المختلفة جدول الاعمال الذي تعتقد أنه سيخدمها بأفضل شكل، ولكن الامور في الغالب تخرج عن سيطرتها في اثناء الحملة الطويلة، التي تستمر لثلاثة أشهر ونصف.
يدخل الليكود الحملة الانتخابية في حالة المنتصر، وكمن سيشكل الحكومة التالية أيضا، اذا لم يتشوش أي شيء بالطبع. بهذا المفهوم، فإن الحملة الانتخابية الحالية تشبه تلك التي كانت في 2013، والتي كان واضحا فيها للجميع أن نتنياهو سيكون رئيس الوزراء القادم.
حملة انتخابات كهذه، لشدة العبث، ليست جيدة لليكود، إذ أن هذه حملة انتخابات تدخل الجميع في حالة من عدم الاكتراث. في مثل هذه الحالة، فإن احزاب اليمين، مثلما هي القوى السياسية المختلفة مثل أورلي ليفي أو بني غانتس، كفيلة بأن تقضم من الحزب الحاكم دون رحمة. 
في الانتخابات السابقة نجح نتنياهو في خلق توتر واثارة الانطباع بأن اليمين يوشك على فقدان الحكم، ولكن عندما تكون الفجوة بين الليكود وباقي الاحزاب كبيرة بهذا القدر، من الصعب خلق هذا التوتر. وعليه، فسيتعين على نتنياهو أن يدير الحملة بأسلوب مختلف وأن يعيد عمليا اختراع نفسه كي يمنع تسرب الاصوات.
 بالنسبة لنفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان وآريه درعي، فإن مثل هذا النوع من الحملات الانتخابية هو بالذات السيناريو المرغوب فيه جدا. في المرة الماضية تعرض جميعهم لضربة مع انتقال الاصوات المكثف في آخر ايام الحملة منهم إلى الليكود، مما نبع من قلق الناخبين من فقدان حكم اليمين، أما هذه المرة فحكم اليمين مضمون والمصوتون لهم تقليديا يستمرون بالتصويت لهم.
 وعليه، فإن المناوشة الاخيرة في داخل اليمين هي بين ليبرمان وبينيت، وليس بينهما وبين نتنياهو. كلاهما يفهمان بأنه في موضوع الأمن لنتنياهو تفوق، رغم الوضع في غزة وفي ساحات اخرى. ليبرمان يبث خطا يبدو ظاهرا معتدلا ومسؤولا أكثر، بينما بينيت اكثر كفاحية، حيث أن كلا منهما يتوجه إلى نوع آخر من المصوتين في داخل الليكود بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن منهم ليعودوا من الليكود إلى الاحزاب الاخرى الدائرة في فلكه في اليمين.
أما كحلون فيأمل بأن يحافظ على مكانته الحالية، ولكنه يعرف بأن هذه المرة لن يكون الامر سهلا. فليست اورلي ليفي فقط تنفخ في قذالته، بل وأيضا تستهدف تماما الهدف ذاته الذي يستهدفه هو، حقيبة المالية. في نهاية المطاف واحد منهما فقط يمكنه أن يقطف الحقيبة المنشودة، وسيكون هذا من يجلب أكبر عدد من المقاعد.
وماذا في اليسار؟ هناك اللعبة مختلفة تماما. فبلا ارتباطات اللحظة الاخيرة ستواصل كل الاحزاب، من لبيد، عبر العمل وحتى غانتس، المراوحة مع سلسلة احزاب متوسطة لا يعرض أي منها للخطر حكومة اليمين. فضلا عن ذلك، كل واحد منها يمكنه أن يشكل ورقة مساومة عند تشكيل نتنياهو للحكومة. وبالتالي، التقدير هو أنه في اللحظة الاخيرة سيكون هذا الارتباط، فيما أن معظم الاحتمالات هي أن نرى غانتس يرتبط بغباي. مثل هذه الخطوة كفيلة بأن تعيد إلى الحياة معركة الرأس بالرأس لليمين واليسار، مثلما في انتخابات 2015، فتغير قواعد اللعب.