Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2019

عَمرو مُوسى.. إن حَكى*محمد خروب

 الراي-مرّة اخرى يعود عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية الأسبَق المُثير للجدل، والذي شملت فترة رئاسته «الإشكالية» لهذا الهيكل العربي المُتداعي، مزيداً من تراجُع دوره وتأثيره بعد كل المُقارفات التي ارتكبها «أُمناؤه» طوال العقود الثلاثة الأخيرة بحق الأُمة وشعوبها, يعود موسى الى الأضواء ولكن كعادته من باب المُزايَدة ومحاولات الظهور بمظهر الحكيم بأثر رجعِي, الحريص على المصالح العربية العُليا، زاعِماً انه ضد «جَلب حلف الناتو الى المنطقة» مُسربلاً هذا الرفض المُتأخِّر, بعبارات ومصطلحات مَغسولَة لم تعد تنطلي على أَحد, وبالتأكيد ليس ثمة من يأخذها على محمل الجد, وبخاصة ان الرجل سجّل سابقة لن يغفر له التاريخ إقدامه عليها، وهو تمرير قرار يَطلب من مجلس الأمن الدولي «التدخّل العسكري» لإسقاط نظام القذافي وتدمير الدولة الليبية, تحت مزاعِم وتبريرات متهافتة وخضوعاً لضغوط بعض الأنظِمة العربية, ودائما في التماهي مع المطامِع الإستعمارية الغربية, التي تم ترجمتها عبر غزو أَطلسي قادته الدولتان الإستعماريتان السابقتان..فرنسا وبريطانيا، ثم تولّت الدولة العدوانية الاولى في العالم, الولايات المتحدة برئاسة اوباما قيادة الغزو الاطلسي «مِن الخَلف».

 
ما أدّى ضمن أُمور أُخرى الى تدمير المجتمع الليبي وتقويض اسس دولته وبناه التحتية ونشر الفوضى وعسف الميليشيات فيه, على النحو الذي شاهدناه ونشهده الآن في ليبيا.
 
ولكن ودائماً مع استمرار تدفّق النفط الى دول الغرب الإستعماري وتحويل عوائِده الى المصارف الأميركية.
 
المثير في كل «تنظير» ومُقاربات الأمين العام الأسبق,هو إكثاره الحديث عن التكامُل والأمن العربيين، وهو يُدرِك في قرارة نفسه, انه فشِل فَشلاً ذريعا في الوظيفة التي تولّاها لعشر سنوات, ولم يُنجِز أيّاً من المهام التي اوكلت اليه، بل انخرط في لعبة المَحاوِر العربية, وانحاز في شكلٍ فاضِح لمحور عربي معيّن, أراد سَحبَ باقي الأنظمة العربية الى «مُربّعِه» حدود التبعية، وانتهت بنا الحال الى ما نحن عليه من ترهّل وهزائِم وتآكُلٍ في الدور والمكانة،على نحو باتت فيه اسرائيل, بما هي صديق وحليف لبعض العرب, تَكْتب جدول أعمال المنطقة وتُحدّد مسارات الدبلوماسية العربِية.
 
ما يجعل من حديث موسى مُجرّد لغو كلامي،هو عودته للتذكير بتجربة الإتحاد الاوروبي ودعوته لِتبنّي بداياته, عبر دعوة العالم العربي (..) للإستثمار في مثل الإتفاقِيات «الصغيرة» التي بدأها الاوروبيّون، بحيث يتم فَتحها للدول العربية, على ألاّ يزيد عددها على 6 أو 8 دُول كقاطِرة مُتعدّدة الجوانب، تُحدّد التعاون الإقتصادي والتعليمي والثقافي وغيرها».
 
من يَستمِع لكلام كهذا ويُدقّق في توقيته, يُدرِك بغير عناء ان الرجل كَمَن يذهب الى «الحجّ والناس راجِعة»، وبخاصة بعد ان أُوصِلَتْ الجامعة الى دركها الأسفل. وهو ما تُعبّر عنه بوضوح أقوال الأمين «الحالي» أبو الغيط، الذي قال في تصريح «طازج».. مؤخرا:ً «إن عودة سوريا إلى الجامعة مَرهون بانتفاء أسباب الصِراع التي أدّت الى تجميد عضويتها»، ولم يَكتَفِ بذلك بل ذهب بعيدا ليقول: إن الدُول العربِية تُريد «التأّكُد» من أن المَقعَد السوري لا تشغله إيران».
 
فهل يحق له بِحُكم وظيفته النُطق بكلام كهذا؟ وهل كلّفه أحد في مستوى القمة أو الوزاري, إتهام دولة عربية ما تزال عضوا في الجامعة، بأنها لا تُمثّل نفسها؟ ولماذا (إستطراداً).. لم يتحدّث عن الدُوَل التي تُمثِّل واشنِطن وتَل أبيب في..«جامِعَتِه»؟.