Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

الملك في «القمة»:حماية المصالح العربية وفلسطين قضيتنا المركزية - طارق المومني

الراي -  يحرص جلالة الملك عبداالله الثاني، في كل مناسبة على التأكيد بحتمية تعظيم العمل العربي المشترك لحماية المصالح العربية وبناء المستقبل والعيش بأمان واستقرار، مثلما يحرص على ضرورة ترتيب الأولويات العربية لتبقى القضية الفلسطينية والقدس مرتكزها، كلما أبعدت أو غيبت بحسن نية أو غيرها، باعتبارها أساس السلام والاستقرار والأمن بالمنطقة والعالم، وحلها بشكل عادل يحقق للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويفوت الفرصة على قوى إقليمية وخوارج العصر واستغلالها لتنفيذ أجنداتها.

أمس، في قمة الظهران التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين «قمة القدس»، أخذت القضية
الفلسطينية الحيز الأكبر في كلمة جلالته التي سلم في نهايتها رئاسة القمة إلى الملك سلمان بن
عبدالعزيز، بعد عام سعى الأردن جاهداً إلى تنفيذ ما أتفق عليه في قمة عمان في آذار من العام الماضي الذي شهد أزمات جساماً وتحولات كبيرة على غير صعيد وخصوصاً في الموضوع الفلسطيني، وما بذل من جهد لتبقى القضية الفلسطينية قضية مركزية، والوقوف في وجه كل المحاولات التي كانت تسعى لفرض واقع جديد وتغيير الحقائق على الارض على حساب الحق الفلسطيني وحق العرب والمسلمين والمسيحيين في القدس الذي وصفه جلالته بأنه «حق أبدي خالد» لا يلغيه إجراء هنا أو قرار هناك ومن ذلك التأكيد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس وأساسها اعتبار ادارة الاوقاف الاردنية السلطة الوحيدة لادارة الحرم القدسي والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية حقيقة تاريخية وهي الى يوم الدين .
الملك سخر مكانته الدولية لإبقاء الزخم لنصرة القضية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من الجهود التي بذلت في أعقاب القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ذلك القرار الذي رفضه وأدانه الأردن واعتبره منعدم الأثر القانوني ومخالفته لقرارات الشرعية الدولية، هذا الجهد الملكي يهدف إلى إبقاء القضية الفلسطينية على الطاولة لإنهاء هذا النزاع والاحتلال الأطول في التاريخ الحديث.. وهو ما أخذ حيزاً كبيراً في «قمة القدس» وتحدث عنها كل القادة العرب.
رؤية الملك لقضايا المنطقة رؤية استشرافية يثبت صوابيتها يوماً بعد آخر، فهي قراءة واقعية تربط الماضي بالحاضر، وتقدم تقييماً وتشخيصا دقيقاً لها، وتدفع باتجاه الحلول السياسية، باعتبارها السبيل لذلك، بعيداً عن الحل العسكري الذي يزيد معاناة الشعوب ومقدرات الدول، والأزمة السورية مثال جليل، ولا سبيل إلا الحل السياسي بما يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويساهم في عودة اللاجئين ويشمل كل مكونات الشعب السوري، وإن كان الأمن الإقليمي العربي أخذ حيزاً في كلمات القادة العرب، والتدخل في شؤون الدول العربية، فإن رؤية الملك كانت ولا زالت تنطلق في تأكيد الالتزام بمبدأ حسن الجوار، والإيمان بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن الطائفية أو تهديد أمنها.
كلمة الملك ذات النقاط الست، كانت موجزة مباشرة جددت التأكيد على المواقف الأردنية الثابتة، المواقف في الغرف المغلقة هي ذاتها في الغرف المفتوحة.. كلمة أثنى عليها صحفيون وإعلاميون شاركوا في تغطية القمة.