Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2023

قوات الاحتلال الإسرائيلي تضع ألواحا من الباطون والقواطع الإسمنتية غرب بلدتي قفين وعكابا
وفا -
 
عادت قضية جدار الفصل والتوسع العنصري إلى الواجهة مجدّدا، بعد أن شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع ألواح من الباطون والقواطع الإسمنتية، على طول الجدار غرب بلدتي قفين وعكابا شمالي طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، لتقضّ مضاجع أصحاب الأرض في تلك المنطقة والقرى المجاورة.
 
ففي مكان قريب من الجدار يجلس المزارع سمير صباح من بلدة قفين يراقب آليات الاحتلال وهي تقوم بوضع هذه المكعبات وتحجب الرؤية عن مشاهدة الأرض خلفها، وينظر بألم وحسرة على مصير أرضه التي عزلها الجدار إلى جانب آلاف الدونمات الزراعية لعائلات من بلدته والقرى الأخرى.
 
ويعلق صباح الذي يمتلك 27 دونما خلف الجدار مزروعة بأشجار الزيتون، يعتاش عليها،" كان لدينا الأمل بأن هذا السياج سيزاح يوما ما وربما قريبا، ولكن ونحن نرى ما يجري على الأرض، فإن الأمور تذهب لمنحنى خطير، لا نعرف خفاياه ولكن يبدو أنه مقدمة لحرماننا من أراضينا لسنوات مقبلة".
 
ويصف صباح الجدار بالمأساة الكبيرة للمزارعين والمنطقة برمتها، ويقول: "منذ إقامة الاحتلال لهذا الجدار ونحن نعاني، حيث البوابات الإلكترونية التي يتمركز عليها جنود الاحتلال، ويمنعوننا من التوجه لأراضينا لرعايتها أو لقطف ثمار الزيتون في موسمه، مع قلة التصاريح التي يصدرها الاحتلال بمسمى تصاريح زراعية أو إعاقة إصدارها، بحجة الظروف الأمنية، أو فرض شروط تعجيزية علينا، وفي كثير من الأحيان نصطدم بالرفض".
 
وأضاف أن "مجرد التفكير بكيفية الوصول إلى الأرض، وتجهيز رزمة من الوثائق لإثبات الملكية، يثير القلق لدينا، متزامنة مع إجراءات الاحتلال المعقدة على الجدار، تارة يفتح البوابة وتارة أخرى يغلقها لساعات طويلة ونظل محتجزين داخل الأرض في ظروف خطيرة، والتي نغصت علينا فرحة موسم الزيتون الذي كان هذا العام ماسيا من حيث كمية الحمل على الأشجار، ولم نتمكن من جنيه بالشكل المطلوب".
 
وقفين إحدى بلدات وقرى الشعراوية الأكثر تضررا التي استهدفتها قوات الاحتلال بجدار الفصل العنصري من جهتها الغربية الجنوبية عام 2002، والذي التهم 5500 دونم من أراضيها، وهي من أكبر المساحات التي تم الاستيلاء عليها شمال المحافظة، وضمها خلف الجدار.
 
ووقعت قفين وقرية عكابا المجاورة ضمن قرار مصادقة حكومة الاحتلال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على إقامة جدار إسمنتي جديد في شمال الضفة الغربية، بطول 100 كيلو متر، منها 45 كيلو مترا ممتدا من قرية سالم في جنين، وصولا إلى منطقة طولكرم.
 
ويقول رئيس بلدية قفين وليد صباح، إن قوات الاحتلال وضعت ألواحا إسمنتية على طول السياج وتحديدا خلفه، والذي يفصل البلدة عن أراضيها الزراعية، يمتد من بداية بوابة عكابا باتجاه الجنوب حيث أراضي قفين، ما يعادل مسافة كيلو ونصف.
 
وتابع "نشاهد يوميا الآليات الثقيلة مع الشاحنات الضخمة تنقل القطع الإسمنتية، فيما آليات أخرى تقوم بحفر القواعد وتثبيت الألواح بارتفاع 8 أمتار، ما تسبب بحجب الرؤية بشكل كامل، وحرمان المزارعين من مشاهدة أرضيهم، وعزلهم نهائيا عنها، وهو ما يثير مشاعر مأساوية للمزارع المتشبث بأرضه، ويزيد من معاناته.
 
وقال "لا نعلم نية الاحتلال، ولكن هدفه واضح وهو فرض واقع جديد على البلدة، التي تعرضت لسلب آلاف الدونمات من أراضيها المشجرة بالزيتون منذ عام 1948 مرورا بعام 2002 لصالح الجدار، وأكثر من 650 دونما أبقتها لإقامة الجدار عليها، ليضاف إليها التوسع الكبير لمستوطنة "حرميش"، الجاثمة على أراضي البلدة، وتتقدم بوتيرة عالية باتجاه الشرق، وأصبحت على مسافة قريبة من الجدار.
 
ويشير صباح إلى أن إغلاق قوات الاحتلال للمنطقة بجدار إسمنتي، يعني أن مجرد الوجود فيها أو محاولة الاقتراب ممنوع، ويعرض من يقترب منها للخطر.
 
يقول رئيس مجلس قروي عكابا تيسير عمارنة "في نهاية عام 2022 الماضي تفاجأنا بآليات ضخمة تنقل ألواحا من الباطون باتجاه الجدار، وقيامها بتثبيتها من جهة منتصف الجدار باتجاه الجنوب حيث أراضي قفين"، مشيرا إلى أن هذه الممارسات أعادت للمزارعين مشاهد إقامة جدار الفصل العنصري عام 2002 الذي التهم 2500 دونم من أراضيهم الزراعية بعد الاستيلاء عليها.
 
وأشار إلى أن "أراضي القرية محددة داخل مخطط هيكلي، من الجدار حتى مدخل القرية، معربا عن تخوفه من أن يكون هذا الجدار إعادة ترسيم حدود من جديد وأن يصبح حدا فاصلا بين المناطق الفلسطينية والأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وعندئذ وضع اليد على كل الأراضي المعزولة خلف الجدار".
 
وأضاف عمارنة أن الفلسطينيين الذين يتنقلون تحت قيود تفرضها سلطات الاحتلال للسماح لهم بالوصول إلى أراضيهم خلف الجدار، متخوفون من إجراءات الاحتلال هذه، وأصبح لديهم تصور بمستقبل مجهول بشأن مصير الأراضي التي عزلت الآن بشكل كامل، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الخسارات السنوية للمزارعين الذين وقعت أراضيهم ضحية للجدار.
 
وفا