Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2017

خفف التوتر .. الشريان يضيق! - م. فواز الحموري

 

الراي - أعجبتني الإشارات التوجيهية على طريق الجامعة للتحذير ولتخفيف السرعة حيث يضيق الشارع نظرا للأعمال الجارية للباص السريع، وعلى نفس السياق وجدت من المناسب الحديث عن تخفيف التوتر فالشريان يضيق والقلب يتعب والكثير من الأمور تتعقد وتصل إلى طريق مسدود. خلال مشوار الحياة ومع نصائح الأطباء والمختصين للتخفيف من التوتر والضغط المتواصل والمؤثرات السلبية تبرز العديد من محطات التخفيف لتجنب الضيق:

(1)
الصفاء الذهني والروحي والإيمان النقي والممارسة السليمة للتدين هو السبيل الحقيقي لتخفيف التوتر من خلال التسليم التام بقضاء االله وقدره والقناعة بالرزق المقدر للشعور بالسعادة والراحة وعدم الاكتراث بصغائر الأمور وتفاهة المشاكل التي تواجهنا اليوم ؛ االله قادر على حلها عند الاتكال عليه ورمي الحمل على الرحمن الرحيم.
(2)
التقليل ما أمكن من استخدام الملوثات الالكترونية من الأجهزة والألعاب والأدوات، أمس الأول زرت زميل في بيته، العديد من الأجهزة الخلوية المبعثرة هنا وهناك مع أجهزة الشحن الخاصة بها، والعديد من الأجهزة التلفزيونية في كل غرفة تقريبا والضجيج في كل مكان من المنزل وخارجه، كم شعرت بالاسى لوضعه مع الأجهزة الملوثة وتباعد المسافة بين سكان البيت تحت سقف واحد، كم شاهدت على نوافذ البيت عبارات: خفف التوتر ثمة أناس يستحقون الحياة!
(3)
التدخين أنماط الغداء والكسل والتذمر سمة من التوتر المعاصر، ومع كل المحاولات لمنع التدخين، لكن يبقى عنوانا للتسلية السامة والقاتلة، وكم نشاهد وعلى امتداد شارع الجامعة العديد من ضيق النفس مع المقاهي «والاراجيل» والفئات الفتية تقتل نفسها ببطء وتغتال نفسها مع أوقات فراغ طويلة بدل التدبر في الحياة والبحث عن الحلول ومساعدة النفس للتحرر من قيد التدخين وتناول الطعام بشراهة مخيفة.
(4)
ينصح المختصون من يشعر بالتوتر بتربية اسماك الزينة ومتابعة نمو الأسماك ومشاركة أفراد الأسرة في مضمون ذلك لتخفيف قدر الإمكان فرص التشاحن والمشاكل الأسرية، وينصح المختصون ببنود عديدة للتغلب على التوتر داخل الأسرة والذي بات يهدد مصيرها ويغتال خصوصيتها ووقتها المستقطع للراحة والانسجام ومتابعة تفاصيل الحياة الأسرية بشكل ودي، وبالطبع ثمة نصائح كثيرة وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها تبقى سبيلا مناسبا لتخفيف التوتر، وما على الأسر سوى التفكير بتطبيقها على اقل تقدير.
(5)
القراءة عامل مهم جدا للتخفيف من التوتر وفي كل مرة يقام فيها معرض الكتاب تتجدد الدعوة للعودة إلى عالم الصفاء الروحي والنقاء من الإبداع والمعرفة والثقافة والدعوة إلى اعتماد وقت ثابت للقراءة والحوار مع الكتاب والذي لا غنى عنه أبدا أو هكذا يجب أن يكون لضمان النوم بعمق والاستيقاظ بهمة ومتابعة المشوار بنشاط.
(6)
الحديث عن الشارع يلزم وبشكل ملح إعادة النظر فيمن يقود المركبة على الشارع العام ويتصرف بشكل غير مناسب مع المركبات والمشاة ومع الظروف المحيطة من حوله، فهل تتوفر القناعة لدى المتوتر بأنه غير قادر على القيادة وبالضرورة عليه اعتزالها فورا؟
(7)
الحديث عن الطريق والدرب والمشوار مع الحياة والعمل والناس يحتاج بالفعل إلى التخفيف من التوتر والانفعال والحاجة إلى الهدوء والاستقرار؛ والحاجة إلى أصحاب القلوب الكبيرة التي تحتوي الجميع وتساعدهم على تخطي التحديات والصعوبات والظفر بالنجاح والتوفيق والرضى والفرح وذلك الفضل من االله.
(8)
كم نحتاج لانجاز مشروع الباص السريع والى متى سوف يظل هاجس التوتر معنا على الرغم من الإشارات التحذيرية التي تسبق الدخول في الأزمة وقبل الانطلاق لمشروع جديد أخر في نفق الحياة الطويل ؟
(9)
عند الشباك انتظرت طويلا لتأتي وتزين المشوار وعند المفترق انتظرتها طويلا مع قطرات الشتاء وعند ذلك المقعد الخالي انتظرتها أكثر من مرة علها تأتي وفي كل مرة كانت تعتذر وتكرر العذر ذاته: لم يحن الوقت بعد للقاء... والى ذلك الزمن لم يزل القلب يخفق بنفس نبضاته دون أن يخفف تدفقه علها تأتي على حين غفلة ودون سابق ميعاد.