Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

علاقة فريدة بين الملك وشعبه*أحمد الحوراني

 الراي-منذ اليوم الأول الذي تسلم فيه سلطاته الدستورية دأب جلالة الملك عبد الله الثاني على التواصل مع أبناء الوطن في مختلف محافظات المملكة بهدف الاستماع إلى آراء المواطنين في مواقعهم وتلمس احتياجاتهم وحل مشاكلهم عبر الالتقاء المباشر بهم في أماكنهم، وكان من نتائج تلك السياسة الحكيمة مردودات إيجابية لصالح الوطن والمواطن، وأدت إلى ترسيخ مفاهيم التلاحم بين القيادة والمواطنين بشكل عملي إذ أن وقوف القيادة على تطلعات المواطنين واحتياجاتهم من المشروعات الخدماتية والاستماع اليهم مباشرة دون وسيط أدى إلى تذليل العديد من مظاهر البيروقراطية والعمل الروتيني، فتم إنجاز العديد من المشروعات التنموية لاسيما تلك المتعلقة بالخدمات في فترة قياسية وجيزة.

 
أما الفئة الأشد عوزاً، فكانت محط اهتمام ومتابعة جلالته على الدوام، حيث آوى العديد من الأسر التي زارها في جولاته الميدانية ببيوت قامت على نفقته، فمسح فيها الحزن من على محيا هذه الأسرة أو تلك، لأنه القائد الذي يحفظ حديث نبينا محمد » من فرج كربة عن اخيه من كرب الدنيا، فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة. كما امتدت يدية الكريمتان بالعطاء والعون فوصلت مكارمه من قوافل الخير الهاشمية إلى كل مكان وجابت المملكة شرقا وغربا وشمالاً وجنوباً واشتملت طرود الغذاء لسد العوز والحاجة والمساعدة على تحمل صعوبات الحياة ومشقتها.
 
عبد الله الثاني، حالة تستحق التأمل، جعل من كل رجل فينا وامرأة، ومن كل طفل وشيخ، ومن كل شاب وفتاة، امتداداً لمشروع وطن بأكمله، مشروع وطن، يرى أبناءه بعيون أبنائه، يسعد بهم ويفخر بما يمثلونه من قيمة، وبما يضخونه من إرث معنوي يضمد جميع الجراح، ويفتح الصدور لأشرعة الهواء الطلق، نشم فيها النقاء والوفاء والإخلاص.
 
إن القادة الحقيقيين هم الذين يترجمون بأفعالهم أقوالهم، ويحرصون على التخفيف عن أبنائهم، ومواساتهم وشد أزرهم وعزمهم، ولعمري أن جلالة الملك قد ضرب المثل الأعلى والصادق لهذه النوعية من القيادة عبر متابعته الدائبة والدائمة لكل هموم أبناء الوطن، الذين تتقزم كلماتهم أمامه ولا تستطيع أن تفيه حقه لا لشيء إلا لأنه «ملك» استثنائي من نوع خاص، تحمله القلوب وتكنّه الصدور وتحتضنه الحنايا وهو سيد الجود والبذل والوفاء أمس واليوم وغداً.
 
ندرك أن وطننا بخير وأن قيادتنا تسهر على تحصينه وبنائه على أسس من العدالة والحرية والديمقراطية وسيادة القانون وحرية الرأي والكلمة في اطار وحدة واحدة نترفع فيها عن ثقافة الشائعات والنميمة واغتيال سمعة الناس. ما يعني ضرورة الارتقاء بمستوى الحوار ليبنى على المعرفة والتحليل والمعلومة العلمية الصحيحة التي تتوخى في النهاية مصلحة الوطن والمواطن.
 
من ينظر إلى منطقتنا ويرى عواصفها الشديدة يدرك كم نحن محظوظون بأننا ننتمي إلى هذه المملكة حيث يلتحم الشعب بالقيادة لينسجوا معا مستقبل بلادهم ووطنهم بكل الفخر والاعتزاز، وهذا ما يميزنا عن محيطنا الملتهب الساخن.