Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2019

الجولان سورية وفلسطين عربية*صالح القلاب

 الراي-بإمكان الرئيس الأميركي ترمب أن يحصل على الجنسية الإسرائيلية بسهولة وقبل الثامن من الشهر المقبل ويذهب للتصويت لمصلحة نتنياهو ليضمن عودته رئيساً لوزراء إسرائيل وذلك بدون أن يقحم واشنطن في هذه اللعبة المعيبة التي ستزيد من كرهها في هذه المنطقة التي بقيت تكتوي بالنيران الأميركية ولسنوات طويلة.. وعلى الأقل منذ عام 1948 وحتى الآن.

 
أمّا أن تصل «الوقاحة السياسية» إلى حد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فإن هذا يعني أنه قد طفح الكيل وأن العداء لأميركا في الوطن العربي كله وأيضاً في العالم الإسلامي ستكون أبعاده خطيرة جداًّ وإن هذا سيجعل الدفاع عن أميركا مسألة غير ممكنة على الإطلاق ورغم أن البعض سيتذرع بالمصالح المشتركة من أجل مواصلة الصمت إزاء كل هذه التطاولات الرسمية الأميركية.
 
ولعل ما يجعل الخيال يذهب بعيداً وحيث لا يرى كثيرون إلاّ أنَّ سبب كل هذا الذي يفعله ترمب هو إحساسه بأنه ابن عائلة جاءت من وراء بحور الظلمات لاستيطان القارة الجديدة واضطهاد أهلها الحقيقيين ووصفهم بـ «الهنود الحمر» هو الذي يلح عليها بمساندة التوطين الإسرائيلية ودعم بنيامين نتنياهو الذي من المفترض أن يكون مستوطناً في أميركا وليس في فلسطين والقدس ولا في هضبة الجولان السورية.
 
ربما أن ترمب لا يعرف لا بل أن المؤكد أنه يعرف وبخاصة بعد وصوله إلى البيت الأبيض أن هضبة الجولان كانت وهي لا تزال جزءاً من سوريا حتى قبل إكتشاف أميركا بألف عام وأكثر وأن إحتلال عام 1967 لا يمكن أن يجعلها غير سورية وغير عربية وعلى الرئيس الأميركي إذا كان يشك في هذا أن يقرأ تاريخ «الفرنجة» في فلسطين الذين كانوا استعمروها ومعها بعض الأجزاء الأخرى من الوطن العربي لأكثر من مئتي عام لكنهم قد أخرجوا منها مهرولين وهذا بالتأكيد سيحدث إن بالنسبة لفلسطين وإن بالنسبة للجولان ومهما طال الزمان وتعاقبت خلاله في هذه المنطقة أجيال كثيرة.
 
إن دور أميركا ومعها أيضاً الاتحاد السوفياتي معروف في خلق هذه الدولة الصهيونية في فلسطين.. في قلب الوطن العربي استغلالاً لظروف عربية كانت في غاية السوء حيث ما أن تخلص العرب من هيمنة «عثمانية» جثمت على صدورهم لأكثر من أربعة قرون متلاحقة حتى وقعوا في قبضة الإستعمار الغربي الذي كان همه الأساسي خلق هذه المستوطنة القومية الصهيونية وعلى أساس «زعبرات» تاريخية كاذبة لا علاقة لها بكل ما قيل من مبررات عن اليهود المأساة واليهودية.
 
إننا نقول لهذا الرئيس الأميركي، الذي تقتضي مصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة أن يكف عن كل هذه الألاعيب السياسية وأن يدرك أن معظم المستوطنين في العالم قد رحلوا عن مستوطناتهم وأنَّ هذا سينطبق على فلسطين وعلى هضبة الجولان أيضاً التي هي سورية وستبقى سورية.