Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2021

الضغط على إيران: ضوء أخضر لعملية إسرائيلية

 الغد-إسرائيل هيوم

بقلم: عوديد غرانوت 6/12/2021
 
جولة المحادثات السابعة في مسألة النووي بين ايران وبين القوى العظمى، والتي استؤنفت قبل بضعة ايام في فيينا، علقت منذ بدايتها في طريق مسدود، في ضوء الموقف الايراني المتصلب وغير المساوٍ. والانطباع هو ان ممثلي الغرب لم يستوعبوا، في اثناء التغيب الطويل للايرانيين عن المحادثات بسبب تغيير الحكومة في طهران، يدور الحديث هنا عن لعبة جديدة ولاعبين جدد.
أحد من اعضاء الوفد الايراني الجديد الاربعين لم يصلوا الى فيينا، مبعوث الرئيس الجديد رئيسي، لم يكلف نفسه عناء توزيع الابتسامات مثلما عمد على ذلك وزير الخارجية السابق محمد ظريف، كما لم يجتهد ليبدي تحكما بلغات اجنبية. على الجميع، كما بدا، خيمت “روح القائد”: رئيس الوفد ونائب وزير الخارجية، علي بكري كاني، الذي كان احد اكثر معارضي الاتفاق النووي الاصلي حدة، لا يتحدث الا الفارسية.
لقد كُتب العنوان على الحائط منذ الجلسة الاولى. الاوروبيون قرأوا بيانا عن الاميركيين، الذين يتواجدون في فندق مجاور والذي صاغه رئيس وفدهم روبرت مالي. وقفز الايرانيون من مكانهم وكأن افعى لذعتهم. “الاميركيون ليسوا طرفا في المحادثات”، صرخوا، وسارعوا الى الاضافة: “لا تتجرأوا على تهديدنا”. فاعتذر المندوب الاوروبي: “اخطأنا، هذا لن يحصل مرة اخرى”.
لقد شكل السلوك الايراني العدواني الطريق لعرض “اللاءات” الثلاثة لطهران: لا لاتفاق مرحلي (اقل مقابل اقل)، والذي يعني وقف جزء من النشاط النووي مقابل رفع جزء من العقوبات؛ لا لاتفاق اوسع، يتضمن ايضا قيودا على انتاج الصواريخ الباليستية وعلى الاعمال التآمرية الايرانية في ارجاء الشرق الاوسط؛ ولا ايضا لاتفاق لا يضمن رفع كل العقوبات التي فرضت عليهم، بما في ذلك تلك غير المرتبطة بالاتفاق النووي.
لقد تجاهلوا تماما الاتفاقات التي لا تريحهم، والتي تحققت في الجولات الستة السابقة مع مندوبي القوى العظمى. واصروا على أن علاقاتهم مع كل دول المنطقة سليمة (“هكذا بحيث لا حاجة للعقوبات”). حاولوا أن يثيروا نزاعا بين الاوروبيين والاميركيين (“اذا اصريتم على موقفكم، فالاميركيون سيقتنعون”)، وحاولوا اثارة النزاع بين الولايات المتحدة وبين اسرائيل (“الاعمال الاسرائيلية، العلنية والسرية، لا تستهدف الا افشال المفاوضات”).
للاسف الشديد، بدأت هذه الحجة تتسلل لدى الاميركيين. هنا وهناك ظهرت في الولايات المتحدة مؤخرا تسريبات تفيد بان الجهد الاسرائيلي السري لتشويش السباق الايراني الى القنبلة تزيد فقط تصميم طهران على تسريع العملية (وكأن طهران بحاجة الى “حوافز” سلبية كي تندفع الى الامام).
كل هذا يجعل مهمة رئيس الموساد ووزير الدفاع بني غانتس، اللذين سيصلان هذا الاسبوع الى واشنطن، صعبة ومعقبة اكثر بكثير. سيتعين عليهما أن يوضحا للادارة الاميركية ان ليس لاسرائيل اي نية للتوقف عن مساعيها لابطاء طريق ايران نحو القنبلة في كل طريقة ممكنة. وفضلا عن ذلك سيتعين عليهما ان يشرحها لادارة بايدن – مشغولة البال الان بتهديدات روسيا للاجتياح الى اوكرانيا والصين الى تايوان، ومعنية جدا بالوصول الى اتفاق مع الايرانيين – تعرف طهران كيف تقرأ الوضع جيدا كي تستغله لمنفعتها.
وبكلمات اخرى: التهديدات الهزيلة من ادارة بايدن للنظر ايضا في خيارات اخرى لا تترك اثرا على خامينئي الذي يعتقد ان بايدن لن يأمر بعملية عسكرية. وبالمقابل، فان قولا اميركيا واضحا انه اذا لم يوقف الايرانيون سباقهم النووي فانها ستعطي لاسرائيل الضوء الاخضر للعمل، الى جانب نقل طائرات قصف ثقيلة وقذيفة خارقة للخنادق لاسرائيل والتي لم يورد مثلها بعد – كفيلة بان تكون ناجعة ورادعة اكثر بكثير.